حقوق مسلوبة

حقوق مسلوبة



لا ادري بماذا ابدأ، هل ابدأ بفرحة مرور 50 عاما من الامن والعزة والسلام ببلدنا الحبيب، ام ابدأ بالحزن والاسى على حال امتنا الشامخة المهضومة حقوق ابنائها. لقد بدأ هذا التراكم الثوري في نفوس الآمنين والجائعين على ما نسف من حقوقها في الاعوام الماضية، بعد ان تم سلب حقوق بعض الشعوب في بلدان عربية واسلامية، وها هي تتمرد وتعلن العصيان ضد التعسف والظلم الذي ادى الى انفجارها وخروج العموم الى الشوارع للاعتصام، مطالبين باسترداد ما نهب منهم.
ويصعب علي التعبير عن مدى حزني على حال ابناء امتي الذين يعيشون في وضع سياسي واقتصادي وامني مزر، وفي الوقت ذاته احمد الله على النعمة التي انعم بها علينا، لاننا نعيش في امن وامان وسلم وسلام وعدل ورخاء في وطني الحبيب الذي تعلو فيه راية الحق، لكن من خلال متابعتنا للاحداث الحالية في تونس الخضراء، و«ثورة الياسمين» التي اشتعلت بجسد محمد بوعزيزي، وانتقلت بصورة سريعة الى ارض الكنانة التي خيمت عليها سحب دخانية لسان حالها ينعى «جمعة الغضب» التي ستترك جرحا غزيرا في انفسنا الحزينة، اذا لم يتم حقن دماء الابرياء، الذين لا نملك لهم سوى دعوة المولى سبحانه وتعالى «سهام الليل لا تخطئ، ولكن لها امد، وللامد انقضاء» ان يفرج عنهم كربهم ويصلح ولاة امرهم.