ثقافة .. الشورت والبيجامة |
الناس احرار فيما يطبخون ويأكلون، وفيما يشربون أيضاً، شريطة ان يكون الشراب بعيداً عن الممنوع الذي يدير الرؤوس ويذهب باصحابها الى عالم آخر يرون فيه الديك حماراً، والطائرة غزالا يجري في غابة واسعة لا أحد يقدر على اصطياده، والناس ايضاً احرار فيما يلبسون.. لكن الحرية هنا ليست مطلقة لأنها ذات حدود والتزام بالآداب العامة وباحترام الآخرين في الشارع العام، وان خرج هذا الانسان عن حدود حريته في لباسه، فانه يكون بعيداً عن احترام الذوق العام واحترام حتى الموقع الذي يتواجد فيه سواء المسجد او السوق او السوبرماركت، او حتى القهوة الشعبية، وسوق الجمعة حيث يختلط المقاصيص مع ميسوري الحال في مكان واحد كل يريد الرخص بالشراء والبيع.
الذين يرتدون الشورت والبيجامة، هؤلاء احرار في هذا الذي يرتدونه ولم يأتنا مجلس الصراخ والاستجوابات، بقانون يمنع ارتداء الشورت والبيجامة في الاماكن العامة، ومن يخالف ذلك فعليه دفع رسوم المخالفة على طريقة مخالفات المرور، هذه الحرية التي يمارسها هذا البعض هي حرية عدم الذوق وحتى عدم الحياء..لان من لا يستحي يفعل ما يريد ويلبس ما يشاء ما دام قد نزع الحياء وحسن الخلق واستقامة السلوك.. وامامنا في مثل هذه النماذج صور كثيرة نراها يومياً بالاسواق والمساجد والمراكز التجارية، وهي صور يضحك منها الانسان تارة ويبكي تارة أخرى.. وشر البلية ما يضحك.
في بيوت الله حيث التوجه بالصلاة الى رب العباد في خشوع وسكينة، وفي الجمعيات التعاونية، حيث الناس على اختلاف اجناسهم وأعمارهم يأتي بعض الذين اعتادوا ارتداء الشورت والبيجامة الى المسجد والجمعية التعاونية والاسواق العامة امام الآخرين يؤدون الصلاة ويشترون ما يريدون امام امرأة او رجل بالشورت القصير الذي يكشف الكراعين في منظرها الموحش. في الصلاة ترى الواقف امامك قادما من البيت في البيجامة التي يجب ان يكون مكانها الطبيعي البيت والسرير من دون غيرها، لكن الاخ المحترم تكاسل على نفسه وجاء الى الصلاة في بيجامة دون احترام لمكانة المسجد ولا حتى احترام المصلين.
أكثر من هذا ان هؤلاء الاجناس تراهم بالوزارات الحكومية بالشورت بين المكاتب لانهاء معاملاتهم، يدخل على الموظفة ورئيس القسم والمدير وربما حتى الوكيل في بيجامته دون اي اعتبار للمكان ومن فيه من موظفين وموظفات..
الظاهرة الكئيبة هذه تحتاج الى وقفة من الدولة من خلال عدم السماح بدخول من يرتدي الشورت او البيجامة الى الوزارة او الهيئة الحكومية لانجاز اي معاملة، بل ومن واجب مجالس ادارات الجمعيات التعاونية ان تتفق جميعها من خلال الاتحاد باصدار قرار جريء يمنع أي زبون جاء مرتدياً شورت او بيجامة، ما دام ذلك فيه خروج عن السلوك العام والذوق العام الذي يستوجب على الانسان أن يعمل به احتراما للنفس اولا ولمن هم في المكان ثانياً، لأن الأمر فاق الحدود وصار يسيء الى المجتمع وأخلاقياته وعاداته وهذه لا أظن أحدنا يقبل فيها او يرضاها تحت أي تبرير.