هل بدأت إجراءات ترشح جمال مبارك لرئاسة مصر؟
القاهرة - القبس
قال الأمين العام المساعد أمين السياسات في الحزب الوطني الحاكم في مصر جمال مبارك ان الحزب سيطرح أفكاره وبرامجه لانتخابات مجلس الشعب في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن الحزب لا يحتاج إلى تقديم كشف حساب عن سنوات الدورة البرلمانية الماضية، لأنه يقدم كشف حساب يتضمن انجازاته وما لم يتم تنفيذه خلال مؤتمره السنوي.
وأكد مبارك، في حواره مع برنامج حواري الخميس، أن معدلات النمو التي تحققت خلال السنوات الماضية تنعكس على المواطنين بدليل أن الشكاوى التي يستمع إليها من البسطاء لا تتضمن شكاوى عن مياه الشرب والصرف الصحي مثلما كانت الحال منذ 3 أو 4 سنوات. ولفت إلى أن معدلات النمو تنعكس على المواطنين بشكل واضح.
وبالنسبة لشكاوى المواطنين من ارتفاع الأسعار، أكد جمال مبارك أن استطلاع الرأي الذي أجراه الحزب اخيرا انتهى إلى أن ارتفاع الأسعار لاسيما الخضروات واللحوم هو من أكبر المشاكل التي تواجه المواطنين، وأن بعض الناس تستغل هذا لتقول ان الحزب غير مهتم ويتعامل بسياسة اقتصادات السوق ويترك الأمور للأسواق تتصرف كما تشاء.
وأشار جمال مبارك إلى أن الأحلام والأماني جيدة، لكن يجب أن يكون هناك توازن وأن تكون من خلال معدلات نمو حقيقية.
حملات دعم الترشيح
وفي ظل الاهتمام العالمي بمستقبل مصر وترقب كل الدوائر الدولية لمن سيخلف الرئيس مبارك في سدة الحكم إذا ما قرر عدم خوض انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في عام 2011.. وفي ظل دعوات التغيير التي تجتاح الشارع والحملات الانتخابية المؤيدة للمرشحين المحتملين وأبرزها حملات لدعم جمال مبارك والدكتور محمد البرادعي وايمن نور، نشرت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية تقريراً الخميس عن استعدادات جمال مبارك لخلافة والده.
وقالت المجلة إن جمال - الرجل الثاني في الحزب الوطني الحاكم - ينفي منذ العقد الماضي أي أمنية له في خلافة والده، وعندما سئل عن مستقبله قال إنه يعمل داخل الحزب حتى يبقى مشغولا، لكن هذا الصيف ثارت تكهنات باعتلال صحة الرئيس أحيا الاهتمام الآن بجمال.
وأشارت المجلة إلى أنه منذ شهر انتشرت في شوارع القاهرة بوسترات تطالبه بترشيح ابنه في انتخابات الرئاسة وبدت على أنها مبادرات شخصية يدعمها رجال أعمال تعهدوا بالسعي إلى الإصلاح.
وبعدها انتشرت حملات تدعم جمال حملت شعارات مثل «مصر تناديك» و«الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك»، خاصة في المناطق الفقيرة. وناشد بعض داعمي الحملة الرئيس مبارك بإفساح المجال لنجله لخوض غمار معركة انتخابات الرئاسة، ولعل ذلك ما فرض على الساحة السياسية والشعبية في مصر تأكيدات أن مرحلة الترويج لجمال مبارك قد بدأت فعلياً وستليها مرحلة ترشيحه لرئاسة مصر عبر القنوات الدستورية والقانونية التي يملك الحزب الوطني الحاكم جميع أدواتها ومفرداتها.
ضد التوريث
وترفض قوى المعارضة أي محاولات لـ «توريث السلطة»، وأطلق زعيم حزب الغد أيمن نور الذي حل ثانياً خلف الرئيس مبارك في انتخابات الرئاسة التي أجريت في 2005 وقتها حملة «مصر كبيرة عليك».
ورفع بعض مؤيدي جمال دعاوى قضائية ضد نور بتهمة «التحريض على الكراهية» ضد رجلهم، والبعض الآخر حث السلطات على معاقبة بعض من المصريين لتشويههم ملصقات مبارك الابن.
ورفضت قيادات ومسؤولو الحزب الوطني أي صلة لهم بحملات دعم جمال مبارك، وأكدوا أن الحزب سيختار مرشحه للرئاسة في يونيو 2011، لكن كثيرين يعتبرون أن محاولة توريث الحكم المتوقع منذ فترة طويلة بدأت بالفعل.
علاوة على ذلك، كسبت الحملة المضادة لجمال قائداً كبيراً هو المدير السابق للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي، وجمع البرادعي الذي يرأس الجمعية الوطنية للتغيير من خلال مطالبها السبعة للإصلاح، أكثر من 800 ألف توقيع على بيان التغيير، بينما جمعت حملات دعم جمال مبارك 70000 توقيع فقط.