«صحون» البلدية!
كتب أحمد شمس الدين :
لوزير الدولة لشؤون البلدية ووزير الاشغال العامة د. فاضل صفر مكانة مميزة في نفوس الكثيرين من اهل الديرة ممن يعرفون مكنون شخصيته الطيبة والمتواضعة، ونشاطه وحرصه على اداء واجباته بما يرضي الله والضمير.
ولكن ومن باب المثل الشائع ان غلطة الشاطر بألف، وان لكل جواد كبوة، ونحن نضيف من «عندياتنا» ان لكل اكلة كيلو لحم جاموس، او فخذ عجل، او قطعة جبن حلوم، واخيرا وجبة دجاجة خايسة وفاسدة وفاقدة الصلاحية «مكاكاة».. نعم فقد اوصلتنا آخر اخبار التلاعب بصحة المستهلكين الى درجة فقدنا معها الثقة ببلدية الكويت - الجهة المسؤولة والمختصة بملاحقة هوامير الفساد في الاطعمة والمأكولات، الا انها «طقت بريك» عند احدى الشركات ومنذ عدة اشهر خلت! لمَ لا فالجماعة منشغلون في مصادرة كرسي وطاولة من محلات الاثاث المستعمل بالري، ولم يعد لديهم الوقت الكافي لوضعنا في برواز الحقيقة الشفافة حيال الشركات التي اغرقت اسواق الديرة بالفاسد من اللحوم والاجبان، واخيرا آلاف الدجاجات الفاسدة والمجهولة الاسم والمصدر لعموم المتابعين، عدا فئة قليلة مطلعة على النوعية والاسم، كاتب هذه الاسطر احدهم ولا مانع لدي من تزويد اي راغب باسم صنف الدجاج المضروب عند الطلب الشخصي فقط، والسبب ان جهابذة البلدية لم يفصحوا، حتى لحظة كتابة هذه الاسطر المتواضعة، عن اسم المنتج الدجاجي!
نعود الى اخينا الوزير صفر ونسأله وباللهجة العامية التي يفهمها جيدا.. «اشلون ضميرك سمح لك يا بوعبدالله وسمح للبلدية تسكت طول هالمدة عن الفساد والتلاعب في صحة البشر، مرة لحم جاموس، ومرة حلوم، ومرة عجل، ومرة دياي، ومو ناقص يا طويل العمر الا نبيض قنابل من اكل دياي (...) علشان تتنبه لنا ولصحتنا»؟!
هل يعقل يا وزير البلدية أن يكون ملف الشركة التي وزعت اطنان اللحوم وكراتين الاجبان وآلاف الدجاجات في الادارة القانونية منذ يناير الماضي ولم يحل للنيابة، وما الذي اخركم عن الافصاح عن شركة (...) طوال هذه المدة، ولمَ لم يقم جهابذة البلدية بمصادرة تلك المنتجات الفاسدة واحرازها لديكم لحين ظهور النتائج، الأمر الذي أدى الى تسربها للسوق المحلية»؟
الأخ النائب الفاضل عادل الصرعاوي، وفق ما هو واضح، تقدم بــ«كود» من الاسئلة في فبراير الماضي حول لحم الجاموس الهندي تعليقا وتعقيبا على الخبر الذي نشرناه هنا في القبس عدد 3 يناير 2010، ونحن هنا في بابنا المفتوح تطرقنا أيضا الى «الخمبقة الديايية واللحمية» عندما كتبنا في مقالة الباب المفتوح لعدد 2010/8/22 وتحت عنوان «دياي حبنا»، لكن وبالرغم من الافصاح عن اسم الشركة المحلية، فان اسم الدجاج الفاسد ونوعية الاجبان وحتى كراتين لحم الجاموس التي وُزّ.ع معظمها على مطاعم الشاورما ما زالت مجهولة!
أخيرا نقولها لأخينا الوزير الدكتور ابوعبدالله «عساك ما كليت من دياي (...)» فصحتك غالية علينا يا معالي الوزير، فنحن ما زال يراودنا الأمل بأن بعض الضمائر الحية موجودة بين ظهرانينا وبأنها لا تنتظر اسئلة من هذا النائب وضغطا من ذاك الكاتب حتى يفصح الوزير المعني بالمعلومات اللازمة بعد سكوت مطبق دام ثمانية أشهر، وكأن صحة البشر لا أهمية لها لدى اولئك المسؤولين، بل الخوف من المساءلة النيابية أهم لدى هذا الوزير أو ذاك المسؤول، ولم يتبق لنا سوى أن نتوجه نحو مقر مبنى البلدية ونصيح جميعا وبصوت واحد.. «كا كا كا كا» وتكون النتيجة سلة بيض فاسد نهديها لجهابذة البلدية!