تشرذموا وتشرنقوا!
وتصايحوا كذبا أننا لك.!
فصاح المقادسة عشنا بك.!
فكاكنا أبد اليوم أنهم من نحرك.!
ربما نكون قد سئمنا ترداد كلمة أضحت قصة تروى لأجيال تعاقبت ولا فكاك من ترديدها في أتون سياسة عالمية تلاعبت بها، إنها قدس فلسطين السليبة القابعة بأسوار أحالتها إلى قلاع وحصون خانقة.
أهلها من المقادسة عزت عليهم مفارقتها، فهي أرض الجدود ومهبط الأنبياء ومسرى النبي محمد بن عبدالله -صلى الله عليه وسلم- وعزاؤهم انهم قانعون قابعون في هذ المدينة التي ساوم فلسطينيو الخارج على إرجاع أجزاء منها، وهي عربية الأصالة في جميع أجزائها، لكن المهانة جعلت الجميع ينحني في وجه محاولات صلح غير متوازن مع بني يهود بحسابات الواقع التنظيري لمن عاش واستراح خارج البلدة القديمة.
أهل المقدس لهم كل التقدير على ما قدموا وأخّروا في مقاومتهم للتهويد المتعمد من بني يهود، ولا يحتاجون في هذا الواقع المحزن سوى الإعانات المالية التي تزيدهم إصراراً على الحفاظ على أراضيهم وعدم اللجوء إلى بيعها إلى بني يهود، إن إيصال هذه الأموال يمكن اعتباره في حاضر الواقع لوناً من ألوان الجهاد بالمال، لأن يهود الشرق والغرب قد تزايد عددهم نتيجة الهجرات المتعاقبة قياسا مع المقادسة العرب الذين يتخلون يوماً بعد يوم عن أراضيهم تحت سلطان الجوع والعوز، لذا يجب الالتفات إلى هذه الأولوية وجعلها في مساق الحقيقة اليقينية.
مَن للمقادسة يا أهل الخير؟ فالأموال يجب توجيهها استثماراً لنصرة شعب قابع في اتون صراعات فلسطينية - فلسطينية، وخلافات عربية - عربية تتجدد عبر فترات الزمن.
إنها دعوة تذكيرية لقضية بات الجميع يتناساها في ظل واقع ممزق لأهل الإسلام الذين أسلموا رقابهم لجامعة عربية حسبوا أن فيها الوحدة والمنعة فغدت حقيقتها انها فشلت في وقف تمزقهم وتشرذمهم يوماً بعد يوم، فلا هي عربية جاهلية تجمعها العصبية القبلية، ولا عربية تحاكي واقع التكتلات السياسية الناجحة، كالاتحاد الأوروبي، إنها صنيعة الفشل في كل قضية تطرح، ولم تثبت على مر الأيام أنها قوة تُـحترَم من قبل الخصوم!