الكلمة الطيبة
ان حسن التعبير عما يجول في النفس أدب رفيع و خلق كريم ، وجه الله تعالى اليه أهل الديانات السابقة ، و أخذ عليهم به العهد و الميثاق فقال عز وجل : ((وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون ألا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى و اليتامى و المساكين و قولوا للناس حسنا ))
ان الطيب من القول ليجمل مع كل أحد من الناس ، سواء في ذلك الأصدقاء أو الألفة و المودة ،
وأما حسن الكلام مع الأعداء فانه مما يذهب غيظ الصدور ، ويسل السخائم و الضغائن ، ويطفى الخصومات كما قال سبحانه : (( ادفعبالتي هي أحسن فإذا بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاه إلا الذين صـبروا وما يلقاه الا ذو حظ عظـيم ))
قال عمر بن خطاب رضي الله عنه (( من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ، ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به ...))
فنحن نزرع بأقوالنا وأعمالنا الحسنات أو السيئات ، وكلنا سيحصد ما زرع يوم القيامة ، فمكن زرع منا خيرا حصد كرامة و ليحمد الله ، ومن زرع منا شرا حصد ندامة و لا يلومن إلا نفسه .
قال عليه الصلاة والسلام : (( ان الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه و ان الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يظن أن تبلغ ما بلغت يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق و المغرب
وخـــــــــــــــــــــــ ـــــيرا ..
أحبتي في اللـه ...
غدا توفى النفوس ما كسبت ويحصد الزارعون ما زرعوا .. إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم .. وان اسـاؤا فبئس ما صنعـوا .
تمر ساعات أيامي بلا ندم ولا بكاء ولا خوف ولا حزن .. ما احلم الله عني حيث أمهلني وقد تماديت في ذنبي ويسترني .. أنا الذي أغلق الأبواب مجتهدا على المعاصي وعين الله تنـاظرني دعني انوح على نفسي و أندبها و أقطع الدهر بالتسبيح . دعني أسح دموعا لا انقطاع لها .. فهل عسى العبرة منها تخـلصني .