aowd25
مدير الموقع
الأوسمة :
| موضوع: حائط الفتـنة 11/2/2011, 7:14 pm | |
| حائط الفتـنة
انطلاقا من مكانتها الثقافية والعربية وحتى السياحية بين العرب وحتى الغرب، فرضت الأحداث التي تدور في جمهورية مصر العربية نفسها على جميع وسائل الإعلام، وتصدرت أحاديث الدواوين والصحف والقنوات التلفزيونية، وذلك أمر ليس بغريب لما تحتله مصر من مكانة عالية ومهمة بين العرب، كونها لاعبا أساسيا وفاعلا في جميع القضايا العربية، لا سيما انها العاصمة العربية الوحيدة التي تضم سفارات أغلب دول العالم إن لم يكن جميعها، بالإضافة إلى قربها من اسرائيل. ان الثورة المصرية لم تكن وليدة يوم الغضب، كما سماه المتظاهرون، بل ان حركات الاصلاح والثورة كانت مستمرة على مدار السنوات السابقة، وكانت بمنزلة شرارة البداية لهذه الثورة التي لم تضع أوزارها بعد، وقد كان المثال التونسي ماثلا أمامهم، وقد صور الشعب المصري والمتظاهرون أفضل وأروع صور الرقي في التظاهر وابداء الرأي، لكن المشكلة كانت في الرئيس حسني مبارك الذي لم يكن نسخة من الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، الذي تفهم رسالة الشعب ومطالبه ورضخ لمبتغاهم، بيد ان النظام المصري اخذ يتشكل في كل حين، ويحاول مساومة المتظاهرين وتقديم بعض التنازلات للابقاء على الرئيس على رأس السلطة لعدة أشهر حتى يكون رئيسا سابقا وليس مخلوعا. لقد جسد الشعب المصري بجميع اطيافه، وأخص بالذكر المسلمين والأقباط، اروع صور الوحدة واللحمة الوطنية، ضاربين بعرض الحائط جميع المحاولات السابقة لزرع الفرقة والتنافر، فها هم وبعد فترة قصيرة جدا من أحداث التفجير الذي شهدته كنيسة القديسين بالاسكندرية وتخوف الجميع من نشوب خلافات بين الطرفين، خالفوا جميع التوقعات وعادوا جسدا واحدا. فقد كان منظر المصريين المسيحيين مؤثرا جدا وهم يشكلون سياجا بشريا لحماية اخوانهم المسلمين وهم يؤدون شعائرهم الدينية، وكان ذلك المنظر كفيلا باظهار مدى وحدة الشعب المصري وتخطيه الحواجز الطائفية والانتماءات الدينية. ولعل ذلك المشهد رسالة واضحة وصريحة للنظام الحالي وحتى القادم بأن الضرب على وتر الدين والتفريق المذهبي امر مرفوض ولا يمكنه التأثير وخلخلة الوحدة الوطنية. > أخيراً: الحسنة الوحيدة من صمود نظام مبارك ومحاولاته البائسة للتشبث والبقاء بالحكم هي ان يكون عبرة لمن يليه من الطغاة بأن جميع وسائل الترضية و«التخدير» التي اعتادوا على استخدامها لم تجد نفعا مع من لم يجد الا الحرية ملاذا له وسبيلا. فهد عبدالرحمن الكندري | |
|