عشوائيات مصر.. يا عرب
كتب علي الراشد :
حان وقت رد الدين والوفاء لمصر، هذا ما أكدته في مقالي السابق، وأؤكد عليه اليوم مجدداً، بعد ان اختارت مصر وجهتها وحسمت أمر التغيير فيها، بعد رحيل الرئيس حسني مبارك عن السلطة.
هذه الروح التوافقية التي واكبت تنازل مبارك عن السلطة تدفعنا اليوم مجدداً لتأكيد أهمية التعاون والمساعدة ومد يد العون الى مصر، وأجزم بانه يكاد يكون بمنزلة مد يد العون لنا، دولاً عربية والخليج العربي في القلب منها، انه عون يبدو لي كما لو كان استثماراً لنا في مستقبل مضمون، فمصر آمنة وقادرة على النهوض من كبوتها واستعادة قدرتها وفاعليتها بسرعة، وهذه هي مصر التي نحتاج اليها دائما، قوية شامخة وداعمة لأمتها العربية.
لذا علينا الاسراع في مساعدة مصر، فقد سبق ودعوت وطني الكويت الى فتح باب التبرع لمصر، كما دعوت، الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية الى أهلنا في مصر، خصوصاً ان الاضرار قد تزايدت الآن بعد خسائر البورصة وضرب الموسم السياحي، وتراجع مداخيل النفط والغاز، مما يؤثر حتماً في خطة تنمية كانت أساساً تعاني عجزاً رهيباً وتضخماً، كل هذا ينذر بتراجع معدلات النمو مما يفاقم ازمة البطالة التي كانت احدى شرارات الثورة.
نحن امام ظروف استثنائية في مصر، التي تعاني عجزا في الموازنة، وارتفاعا في معدلات البطالة وسوء حالة المرافق العامة، وسوء الاوضاع المعيشية، واستشراء سرطان المناطق العشوائية، الذي يعد مكمن القلاقل والثورات والجرائم، فضلا عن انه يلوث الثوب الحضاري لمصر الحديثة، فالمصريون الذين أشعلوا ثورة باستخدام العلوم والتكنولوجيا ووسائل العصر الحديثة لا يجوز لمناطق فيها ان تبنى من الصفيح، وتختلط فيها مياه الشرب بالصرف الصحي، ولذا أدعو كل دولة عربية وفي مقدمتها الكويت الى التكفل التام بمنطقة عشوائية، واجتثاثها من جذورها، وتشييد بنيتها الاساسية، وتخطيطها وتعميرها سكنيا بمساكن لائقة، وتزويدها بالخدمات الاساسية من مياه وكهرباء وطرق.
ليكن انقاذ مصر من سرطان العشوائيات الذي ينهش حاضرها وتاريخها معاً اول خطوة على طريق رد الدين لمصر، ومساعدة الحكومة المصرية على القيام باصلاحها الاقتصادي والسياسي المنشود.