،،
ما أجمل تلك القهوة اللذيذة التي ترتشفها بهدوء في كل صباح
وبالقرب من تلك النافذة الكبيرة المطلة على حديقة جميلة
وخيوط الشمس تداعب وجهك قائلةً لك "إبتسم" ..
مع أصوات تغاريد العصافير التي تأخذك الى هامات الخيال الشاسع
،،
ولكن لربما في تلك الأثناء وبالخطأ
" تنسكب قهوتك"
نعم أنسكبت قهوتك اللذيذة على ملابسك الجميلة
والتي أشتريتها للتو من أحد الأسواق المجاورة
،،
وقف الزمان لحظآت
والقهوة تنساب على ملابسك لتتسخ بعد أن كانت نظيفة!
،،
هنا يا أخي العزيز ، وأختي العزيزة ...
يوجد ردة فعل لربما تكون سريعة !
ولكن تأكد تماماً أن أمامك العديد من الخيارات التي يمكن أن تتخذها
أولاً : إما أن تثور غاضباً ، لتخرج من غرفتك ولربما تجد الخادمة أو حتى والدتك لتصرخ في وجهها قائلاً :
إنسكبت القهوة على ثيابي ووو ... وتبقى غاضباً وتلوم نفسك ومن حولك ..
ليأتي إليك أحد الأطفال الصغار طالباً منك إصلاح لعبته الجميلة ، ولكنك تصرخ في وجهه وتضربه ،
ثم يفر منك هارباً وصراخه يعم المنزل من البكاء ....
ويمكنك أن تكمل كما تريد فإنك لربما تصل إلى قتل أو إرتكاب جريمة ..
والسبب هو "إنسكابة قهوة" لا غير ..
هل تتذكر تلك المشاعر الجميلة قبل إنسكاب القهوة ؟
أين ذهبت ؟
دعنا نفترض إفتراضاً أخر لنقول :
ثانياً : عندما أنسكبت القهوة على ملابسك وضعتها جانباً بهدوء وذهبت لتغير ملابسك وتصنع قهوة أخرى ثم تعود حيث كنت جالس ،
وربما ذلك يستغرق 10 دقائق فقط ، فيأتي أحد الأطفال إليك لتصلح لعبته ثم تصلحها ويذهب فرحاً وفرحه يعم أرجاء البيت ،
وتأتي والدتك إليك ثم تقبل رأسها وتطلب رضاها ثم تدعو لك بدعوة صالحة ،،،
ويمكنك ايضاً الإكمال حيث شئت لربما تصل إلى أشياء جميلة ،
كالفوز بجائزة وغيرها ولربما تستغرب من هذا الشيء
ولكن تستطيع أن تفهم ذلك عندما تكمل القصة بشكل إيجابي تماماً ..
،،،
هل رأيت كيف كانت الخيارات ؟ وهل رأيت الشعور القاسي في الفرضية الأولى والشعور الجميل في الفرضية الثانية ..
فكل أمورنا تحتاج إلى صبر ..
نعم .. أصبر على ما تواجهه وإعلم بأن الصبر ضياء والضياء هو أصل النور
يقول تعالى : ( وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ) الأعراف: 137
ختاماً ،
تقبلوا فائق الإحترام والتقدير ، ودمتم بسعادة دائمة
سعود العُمري
مؤسس ورئيس مجموعة مشاريع راقي بحياتي التطويرية والتجارية