مللت أن أكتب.. ومللت أن أقول سمعت.. ومللت أن أتحدث عما يقوله الآخرون.. ومللت أن أتحسر.. وقررت لحظتها أن أنقل لكم نقلا مباشرا، كما تنقل المؤتمرات والمباريات والاحتفالات، ما يكتبه الآخرون عن كل ما نتحسر عليه نحن أهل هالديرة..
كتب احد ابناء خليجنا العربي لي يواسيني ويؤيدني، انا وغيري ممن نحترق كل يوم ألف مرة على العز الذي كنا نعيشه هنا في الكويت.. لا أقصد عز المال والجاه، أو رخاء العيش، لا أبدا، إنه عز التميز والإنجاز.. عز الكويت.
هكذا عرفت الكويت
«عرفت الكويت، عندما كنت طفلاً، من خلال المذياع، حيث كان والدي، رحمه الله، يوصلني بالسيارة مع إخواني إلى المدرسة، وكان يحرص على سماع الأخبار من إذاعة الكويت، التي لم تكن تنافسها سوى إذاعة لندن، ولا يمكن أن أنسى صوت المذيع وهو يردد عبارة «هنا الكويت».
كما عرفتها، في مرحلة لاحقة، عبر منتخبها الوطني لكرة القدم بنجومه الأفذاذ، ولون فانلته الزرقاء وما لها من هيبة مكنتها من السيطرة على البطولات في الخليج، وصولاً إلى كأس العالم.
ولتعلقي بالكويت، فقد حرصت على زيارتها طالباً في المرحلة الثانوية مع مجموعة من الأصدقاء، فتجولنا فيها مع سائق تاكسي لا يمكن أن أنسى الحوار معه.. فقد كان، كلما شاهدنا مظهراً من مظاهر الرقي والتقدم، سواء أبراج الكويت أو ملاعب الأندية الرياضية، يسألنا سؤالاً: هل لديكم مثل هذا في وطنكم؟ وكانت الإجابة بالطبع لا، فالمقارنة صعبة مع جوهرة الخليج.
وقد زاد تعلقي بالكويت وأهلها بعد تلك الزيارة، وهذا ما دعاني إلى متابعة الصحف الكويتية، كالقبس والسياسة والوطن، مشدوداً بهامش الحرية المتاح، إلى درجة الاستشهاد بها والمطالبة بهامش حرية مماثل.
ورغم الماضي الجميل، إلا أن الحاضر مختلف، فقد زرت الكويت أخيراً، ولم أشاهد فيها ما شاهدته في السابق، حيث اختفى البريق، وتغير الوضع من صدارة في كل مناحي الحياة إلى محاولة للحاق بالركب.
وكوني أحد محبيها، فيحدوني الأمل بأن تعود الكويت إلى ما كانت عليه، كيف لا وقد كتب الشاعر أحمد العدواني، ولحن إبراهيم الصولة النشيد الوطني، الذي يردده أبناء وبنات الكويت:
وطني الكويت سلمت للمجد
وعلى جبينك طالع السعد
من المؤكد أن ترديد النشيد وحده لا يكفي، فللكويت حق على أبنائها وبناتها ببذل كل ما في وسعهم لتسلم الكويت للمجد، مستعيدةً مكانتها كجوهرة للخليج».
وانا اقول صح لسانك أخي الخليجي.. وإن أبناء الكويت عليهم حق.. وأنا واحدة منهم... ولهذا أكتب بحرقة.
إقبال الأحمد كاتبه بجريدة القبس الكويتية