كتب محمد بن إبراهيم الشيباني : |
لا يخلق ولا يرزق، بل لا يأكل ولا يشرب ولا يتكلم، بل لا يستطيع ان يتحرك خطوة عن مكانه الذي وضعوه فيه! ولكنهم يعبدونه ويقدسونه ويتبركون به! أتدرون عمن اتكلم؟ عن صنم اسمه «بعل»، وهو المشهور في زمن النبي الياس، كانوا يعبدونه، فأهلكهم الله جراء ذلك.
وبعل كلمة عربية قديمة ومعناها السيد والمالك، وقالوا معناها الرب، لان العرب كانوا يسمون معبودهم الذي يتقربون به الى الله بعلا. تماما كما يقولون صنما. ولذلك دعوا الزوج الذي يقوم على المرأة ويسوسها بعلا. وللبعل في كلام العرب اوجه، يقولون لرب الشيء: هو بعله، ويقال: هذا بعل الدار يعني ربها، فبعل صنم او اسم صنم.
وقد ورد ذكره في «العهد القديم»، الاشارة الى آلهة كنعان، واستخدموا الاسم مركبا وفق المنطقة فقالوا: بعل بور وبعل حنان. وختموا بعض اسمائهم به فقالوا: هانيبال وبانيبال، وبعل الصنم اشتهر في بعلبك، وبك المكان القديم، وبعلبك هي هليوبوليس.
يا ترى، كم بعلا اليوم في مشارق الارض ومغاربها، بل ومن دون استثناء، كم بقعة من هذا العالم الفسيح تعبد من دون الله ويرجى منها النفع والضر الخير والشر؟ بل في صدور كثير منا بعول كثيرة تعبد! وللاسف فان الاستاذ الجامعي والخبير ودكتور الطب وعلم النفس.. و.. يعلم انها لا تضر ولا تنفع ويعلم بانها طقوس لا فائدة منها، ولكنه يعطل عقله عندما يقول لا اريد ان اخالف الآباء والاجداد، وقد سرنا على طريقتهم، ونحن نعلم انها لا تضر ولا تنفع! فهذا الاكاديمي ومن في مستواه يقول ذلك، فما بالك بمتوسط العلم والجاهل والامي، فماذا سيقولون، اذا رأوا هؤلاء على هذه الشاكلة؟ لا شك في انهم سيتمسكون اكثر بهذه الوثنيات! يقول احد الاثرياء الذين يعرفون كيف يستخدمون الاموال - اي من اين تؤكل الكتف - اني طول السنة انسان سوي يستخدم عقله، ولكنه يوما في السنة يقول: اعطل ذلك العقل بمحض ارادتي! لا تسلني كيف ولماذا؟ حق أو باطل هذه حالي!
ما اشقى الانسان مع نسيانه او غفلته عن كثير من الواجبات تجاه ربه الذي رزقه ورفع قدره بين الناس، وحفظه في نفسه واهله و.. و.. تراه حتى في هذه المسلمة ينسى خالقه في سرائه على الدوام، وبعضهم لا يلجأ اليه حتى في ضرائه! ما اقسى الانسان وشدة تكبره مع انه خرج ملفوفا بقماشة بيضاء، وبها سَيُلف حين مغادرة هذه المرحلة (الدنيا)، وهي لازمة لكل منا. والله المستعان.