aowd25
مدير الموقع
الأوسمة :
| موضوع: تأملات في حال اللغة والناطقين بها 1/1/2010, 7:59 pm | |
| تأملات في حال اللغة والناطقين بها | | محمد الخليفة | انزل الله سبحانه وتعالى، القرآن الكريم، باللسان العربي المبين، لعلمه الأزلي، انه هو الأقدر والأغنى والأحوي، فهو يستطيع إن يحوي ما لا يتناه من الألفاظ ومدلولاتها وهى كلمة كبيرة، يحتاج الخوض في تفاصيلها إلى أسفار وأسفار. وهو بعد ( اى اللسان ) هو المعجز لأنه حمل القرآن المعجز، فالمعجز لا يستوعبه إلا المعجز فتأمل:- ثم إن هذا اللسان لأمتنا لهو كالسحر لأمة موسي عليه السلام، فقوم فرعون ومن عاصرهم كان منتهي جهدهم، وغاية إنجازهم و إعجازهم هذا السحر الذي كانوا يتعاطونه، ومن ثم كانت العرب تعتبر إن سحرها هو هذا اللسان. إما سمعتم الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( إن من الشعر لحكمة وان من البيان لسحراً ). ذلك لأنه نهر مياهه الإفصاح والتعبير، وشاطئاه الجمال والروعة، فهذه القدرة على البيان في الشعر نتيجتها هذه الحكمة والتأمل، وان كانت الرواية الثانية بورود كلمة (( حكماً )) بدلا من ((حكمة )) فإنما الحكمة هي التي تؤدى إلى الحكم، فالرواية الثانية هي متضمنة للمعنى الأول، كما قال تعالي (( وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب)) وقال الشاعر: فكن كأبيك أو كأبي براء *** توافقك الحكومةُ والصواب فكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أوتي جوامع الكلم، وما أوتيه إلا بهذا اللسان الفصيح، وكذلك هؤلاء الخطباء والشعراء، الذين بثوا شعرهم، الذي يتمثل به الى اليوم، فهو ميدان القادرين، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. إذن فالأولون أجادوا هذا الفن أيما إجادة, لأنهم تعاطوا الفصاحة من مصادرها، كأنما رضعوها مع لبان أمهاتهم، فجاءت كلماتهم قويةً معبرةً قارعةً للسمع متسربةً في القلب، فان قام خطيبٌ في الناس قائل لهم في أنفسهم قولاً بليغاً، فانه لا يحتاج إلى الإسهاب والحشو وأن يدور بألفاظ كثيرة حول معني واحد، فما يصيبه إلا بعد جهد ولأي إن أصابه، كحال الأكثرين، في عصرنا هذا في هذه الأيام. بل لو أنك لاحظت أيها القارئ الكريم إن أكثر خطب الماضين، لا تتجاوز – لو تأملتها نصف صفحة من كتاب متوسط الحجم. فيكون خطيبهم أوصل ما أراد ، بأوجز كلمات . والأكثرون هذه الأيام حالهم في اللغة، لا يسر صديقا ولا ينكؤ عدوا، فأصحاب المنابر، خطاءون لحانون، وعنيت بأصحاب المنابر، المتخصصين، مثل خطباء الجمع، أو خطباء السياسة، أو المذيعين، المطلين من شتى نوافذ أجهزة الأعلام المختلفة. فهذا تخصصهم، وهذه صنعتهم، ومجالهم الذي لا يدورون على غيره، فان كان ذلك كذلك، فإنما كلٌ صاحب صنعة هو احذق في صنعته، ومن الطبيعي إن يكون أهل مكة ادري بشعابها. فكم من سيبويه غضب، أو أنه لم يغضب لكثرة ما سمعه من اللحن، حتى صار ذلك عادة، والأدهي من ذلك وأمر ، هو ان اصحاب التخصص في اللغة هم ايضاً ، لا يكاد يستقيم لاحدهم لفظ بلا لحن ، فقد سئل بعض ممن يدرسون النحو : أنت أستاذ في هذا الفن فلماذا تلحن ، فاجاب اجابة يمكن ان يقال لها دبلوماسية ، حيث قال (النحو حرفتنا واللحن ُ عادتنا ، فلن نترك عادتنا لحرفتنا ) مجرد مهنة ! انا لله وانا اليه راجعون ! . ومن الاسباب التي أوضعت خلال اللغة ، وفتت في عضدها ، هو انحسار ثوب الدين، في عقودٍ سابقة ، ثم عودته نوعاً ما ، علي غير اللسان الفصيح ، ثم ان من اهم الاسباب لذلك ، هو ضعف الأمة العام وازاحتها من الريادة الي الزيلية ، وطبيعي أن يتبع المغلوب الغالب ، وان يترك القوم لغتهم القوية الي لغة غيرهم الضعيفة ،حيث صارت قوية بقوة اهلها وضعف قومنا التابعين لهم . اما قومنا فلم يتقنوا لغات الاخرين ، ولم يجودوا لغتهم فصار امرهم بين بين ، مذبذبين لا الي هؤلاء ولا الي هؤلاء ، ولعلك تعلم ايها القارئ الكريم ان العرب حينما وصفت الفصيح من الرجال ، قالت ، فلان بليل الريق ، قليل الحركات أي لا يخونه تعبير ، ولا يعترضه افصاح ، لان ذخيرته واسعة ، وفكره ثاقب ، وبديهته حاضرة ، وهذه من حسنات ( بنت عدنان ) الحبيبة ، وليس كالعامية ، او كالغات الاجنبية ، تحتاج الي الالفاظ المساعدة ، لاقامة التعبير الصحيح ، ففي العامية مثلاً يقال ( انا قاعد اقوم بكذا ) وفى الفصحي تقول ( أنا أقوم بكذا) . ونعود لاخواننا المذعين والمذيعات علي الاخص ، تجد ان لهم اخطاء جلية في نطق اللفظ الفصيح فربما قلدوا شعوباً عربيةً اخري ، فجأت الفاظهم المائلة الي عاميتهم ، والجانحة الي غير عاميتهم ، بليّ الرقبة والتعمل ، مجانبة للحسن والنطق السليم نابية عنها الآذان . فمثلاً المصريون من شانهم التفخيم للأحرف عامة ، والسودانيون من شأنهم الترقيق للأحرف عامةً وعلي الاخص حرف الراء ، أما في اللغة الفصيحة فللراء أحوال تفخم فيها ولها احوال أخري ترقق فيها ، بالفتح أو الضم ّ هي مفخمة وبالكسر هي مرققة ، فيأتي المذيع او المذيعة السودانية ، والتي هي اصلاً في عاميتها ترقق تأتي الي الراء المكسورة في كلمةٍ ما فتخمها علي غير طبيعتها في الفصحي وعلي غير طبيعتها في لهجتها الدارجة ، فتصك اذاننا غير طيبة ! . عزيزي القارئ ، اذا قصدنا تقصي هذا الامر وتتبعه ، فدون ذلك تنقضي الساعات والأيام ، وما نكون قد بلغنا معشار ما اجتنهدنا له ، لذلك فيا من عنيتُ ان للغة ، ابواب ، يمكننا أن نلج اليها بها فأولها هو الاطلاع علي النصوص الفصيحة ، والاهتمام الفائق بالنحو ، والاستفادة منه في تقويم اللسان ، لا مجرد معرفته اذ لا فائدة لذلك ، وباب ذلك هوالدُرية والتمرين والرياضة ثم العكوف علي القران الكريم، هذا الكتاب العظيم ، الذي حفظ الله به لنا النطق الصحيح لأ لفاظ اللغة فدونك عزيزي القارئ ، علم التجويد ، وأنتم تسمعون أنه هو أخراج كل حرف من مخرجه مع أعطائه حقه ومستحقه ن فهو علمٌ وقدك من علمٍ شريف .
|
| |
|
الفهد
مجموعه الأدارة
| موضوع: رد: تأملات في حال اللغة والناطقين بها 3/1/2010, 11:06 pm | |
| | |
|