البدوي ضد الحضري والحضري ضد البدوي.. السني ضد الشيعي والشيعي ضد السني.. الكويتي مادة اولى ضد الكويتي المتجنس.. الكويتي ضد البدون والبدون ضد الكويتي.. السلفي له موقف من الاخوان والاخوان لهم موقف من السلف.. في النهاية كل من يعيش على هذه الارض مختلفون.
لماذا وعلى ماذا؟ علامة سؤال يجب ان نرزها في كل شارع وميدان.. ونضع علامة سؤال ضخمة تحطم كل الارقام القياسية وتدخل في كتاب غينيس، اول هذه العلامة في ساحة الارادة وآخرها امام مجلس الامة.
على ماذا كلنا مختلفون، على شنو كل واحد فيه غل على الثاني، ما هو الهدف النهائي من وراء كل تلك الخلافات بكل اشكالها..؟
عندما يلعب منتخب الكويت ضد اي فريق اجنبي.. السني والشيعة والبدوي والحضري والاخوان والسلف.. الكويتي مادة اولى والمتجنس.. والبدون.. كلهم يتراصون متلاصقين على مدرجات الملعب، ويهتفون بصوت واحد ويصفقون بيد واحدة اذا ما سجل هدف كويتي.. وكل هؤلاء وبحماس واحد ينقضون على اي هجوم من مشجعي الفريق الآخر اذا ما تفوه احدهم بشيء ضد المنتخب الكويتي.. اذا ما يجمع كل هؤلاء هو شيء اسمه الكويت.
اذاً على ماذا يختلف الجميع.. اذا كنا جميعا متفقين على حب الكويت كما يدعي الكل.. كل الاطياف والفئات.. اذاً لماذا نختلف؟.. لماذا ننام ونصحو على الخلافات؟ نختلف على كل شيء.. في السياسة والاقتصاد والدين..
جميل ان يكون هناك اختلاف في وجهات النظر، ولكن الاجمل ان تعالج هذه الاختلافات بشكل يعلي الرأي الصواب ويصحح الرأي المخالف.. لا ان تعلو الاصوات وتنتهك الخصوصيات.. وترتفع الاتهامات.. فالمجتمعات المتحضرة لا تخاف من الرأي الآخر، ولكنها تخاف من يقول الرأي الآخر.. لان ذلك هو الذي يحدد شكل هذا الاختلاف وطريقته واسلوبه.. ونتيجته.
لقد شاخت الكويت قبل اوانها.. وعجزت عن الحراك قبل ان يحين موعد تقاعدها.. وبدأت تسمع انين اوجاعها قبل ان يشخص مرضها.. وعلت التجاعيد ملامحها وشاب شعرها رغم صغر سنها.
هي تماما كالام التي انهكها خلاف ابنائها.. وارهقها عقوق اولادها.. وهدها جحود صغارها.. فلم تعد قادرة على الحراك.. بعد ان اكل الوهن منها شبابها ونضارتها وحيويتها.. فكيف تضحك وابناؤها يتعاركون.. وكيف تشب واولادها يتناحرون.. وكيف يهنأ لها بال ومستقبلها اضاعه احفادها الجاهلون؟ فكل يوم تموت فيه الف مرة.. ليس بالسيف او النار.. ولكنها تموت غرقا بدموعها.. واختناقا بآهاتها.