لا يختلف اثنان أن الكويت من الدول التي تلتصق بها كلمة الديموقراطية إذا ما سمع بها أي غريب.. الكويت في نظر شعوب العالمَين العربي والإسلامي وشعوب أوروبا وأميركا لمن يعرف ألف باء السياسة هي بلد الديموقراطية والحرية مقارنة بشعوب المنطقة العربية.
ولكن ماذا تعني الديموقراطية عند السواد الأعظم من الشعب الكويتي؟، لو أخذت مايكروفوني أو قلمي وتنقلت بين الأسواق والشوارع والوزارات، وسألت الناس: ماذا تعني الديموقراطية لكم؟.. أكاد اجزم هنا أن السواد الأعظم أيضا سيلخص الديموقراطية، من وجهة نظره، بمجلس الأمة وانه يستطيع أن يقول ما يريد.
نعم هذه هي الديموقراطية عندنا.. الديموقراطية في بلادي حقوق فقط من دون أي واجبات.. حقنا ان نختار من يمثلنا في مجلس الأمة.. حقنا ان ننتقد الآخرين وان نقول ما نشاء.. حقنا ان نتعدى على السلطة باللفظ وعلى الأشخاص بالقذف والتجريح.. حقنا ان نطالب بنصيبنا في ثروة بلادنا.. حقنا ان نعري من أمامنا ونتدخل بأدق خصوصياته أمام الملآ بحجة ان كل الأدوات متاحة لنا لخدمة الوطن.. من حقنا ومن حقنا ومن حقنا.. ولكن أين واجبنا؟
هنا مكمن العلة في هذه الدولة.. الكويت للأسف، ومن خلال السلطة مع سبق الإصرار والترصد، أسهمت بقصد أو من دون قصد في ترسيخ مفهوم الحقوق ثم الحقوق ثم الحقوق من دون مجرد التذكير بالواجبات.
من واجبنا ان نعي ما نطلب وكيف نطلب.. من واجبنا ان نحترم من ننتقد.. من واجبنا الا نتعدى على خصوصيات الآخرين.. من واجبنا ان نحمي بلدنا.. من واجبنا ان نحافظ على ثروة بلادنا.. من واجبنا ان نحب بلادنا.
للأسف، الكويتي لا يريد ان يعرف ما يجب ان يقدمه لوطنه.. لان ذلك آخر أولوياته.. تعرفون لماذا؟ لان قدوتنا في هذا البلد والمتمثلة في كل القيادات الرسمية، خصوصا القيادات التي نختارها بيدنا ونوصلها الى مكان يلخص ديموقراطية بلادي.. هذه القيادات تنسف جوهر الديموقراطية من خلال ممارسات غير مسؤولة لخدمة أجندات خاصة جدا.. وللأسف رخيصة جدا مقابل حفنة من الدنانير او حفنة من الأصوات تضمن لها استمرار هذه الحفنة من الدنانير.
يا ديرتي علمينا شنو تبين منا.. علمينا شلون نعطيج اللي تبينه.. علمينا شلون نحبك من دون مصلحة.. علمينا شني الكويت بالنسبة لنا.. غير الفلوس.