[center]
8 نقاط تعدل مزاجك السيىء
د. خلود البارون
تعكر المزاج لا يسبب التعاسة والمظهر الكئيب فقط، بل يسهم أيضا في تخفيض كفاءة الجهاز المناعي.
لنستمر في الحياة لمدة طويلة وبصحة جيدة، لا بد من وجود الرغبة في الاستمرار وحب المتعة. لكن من بين فترة وأخرى تواجه البعض منا أوقات يعاني فيها اضطرابات نفسية وتعكر في المزاج، مما يفقده المتعة ويشعره بصعوبة الحياة، بل قد يفقده الرغبة فيها. كما ان تعكر المزاج لا يسبب الاكتئاب والمظهر الكئيب فقط، بل يسهم في تخفيض كفاءة الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض. وقد يشعر البعض بأن المرض والمزاج السيئ مرتبطان بعضهما ببعض. ونورد إليك اقتراحات فعالة تسهم في رفع معنوياتك وصحتك أيضا:
1- فكر في الضحك
اخترع نورمان كوزينز «العلاج بالضحك»، الذي أثبتت الأبحاث فوائده، حيث أشارت إلى دور الضحك والبهجة في رفع مناعة الجسم نتيجة لتأثيرها المحفز في إنتاج الخلايا المقاتلة الطبيعية التي تدافع عن الجسم ضد الأمراض والسرطان.
ومن جهة أخرى، وجد أن الضحك يرافقه إفراز الجسم لمادة الاندروفين التي تسبب الشعور بالصحة. ومن دون شك فإن السعداء والمرحين يعيشون لمدة أطول وبصحة أفضل مقارنة بالتعساء والمكتئبين.
لذا ينصحك الخبراء بمشاهدة الأفلام الكوميدية وقراءة القصص الفكهة والإكثار من الضحك، ومجالسة المرحين والمبتهجين.
2- ترميم العقل بالأحماض الأمينية
قد يسبب انخفاض عنصر غذائي تعكر المزاج، وهنا ينصحك الخبراء بتناول المكملات الغذائية لعناصر طبيعية موجودة في خلايا الجسم المسؤولة عن اتزان المزاج وترميم صحة الأعصاب. وأهمها مادة س ادينوسيل ميلثيونين (سام) SAM وهي حمض أميني له دور في إنتاج الموصلات العصبية الرافعة للمزاج مثل السيروتونين والدوبامين.
وقد بينت دراسة طبية أن تناول المكملات المحتوية على «سام» له نتائج جيدة لدى المرضى النفسيين ممن فشلت العقاقير المضادة للاكتئاب في علاجهم. لذا ينصحك الخبراء بأخذ جرعة من الأحماض الامينية مع مكمل غذائي يحتوي على جرعة مرتفعة من فيتامين ب12 وب6.
3- تأثير اللمس
أثبتت الأبحاث أن الشعور بلمسة إنسان يسبب إفراز الجسم للاندروفين وهرمون النمو، وأيضا بمواد تسهم في زيادة معدل إحساسك بالصحة والراحة، بالإضافة إلى التقليل من تأثير التوتر على جسمك. وأكدت عدة دراسات أن معدل شفاء المرضى الذين يتم لمسهم بشكل متكرر يكون أسرع ممن لا يلمسون أبدا. لذا قم باحتضان أحبائك وأصدقائك لتشعروا معا بارتفاع في المزاج.
4- زد جرعتك من هرمون الشباب
لا تحتاج إلى العقاقير أو الحبوب لتغرق جسمك بهرمون الشباب، فقد بينت الدراسات بان القيام بتمارين الضغط وشد البطن وأنواع الطعن بالأرجل يسهم في إفراز الكثير من هرمون الشباب. ويترجم الجسم هذه الزيادة في هرمون النمو إلى تحسن المزاج، بالإضافة إلى الكثير من الفوائد لصحة الجسم. لذا ينصحك الخبراء بالالتزام بممارسة هذه التمارين مع تمارين رفع الأثقال أو التجديف أو نط الحبل.
5- خذ نفسا عميقا
من المعروف أن التنفس بشكل صحيح مهم للتخلص من سموم الجسم ومخلفاته. وفي الحقيقة، فقد تبين أن أجسامنا تطرد حوالي 30 % من السموم عبر جهازنا الهضمي والبولي، بينما يتخلص الجهاز التنفسي من الباقي. كما يعد التنفس وسيلة جيدة لتصفية الذهن وزيادة الطاقة وتحسين المزاج.
لذا ينصحك الخبراء بالتمرن على التنفس بشكل بطيء وعميق، وبوتيرة منتظمة كلما شعرت بانخفاض في المزاج. وهو ما يفسر فائدة ممارسة اليوغا أو التاي شي أو أي طريقة من التأمل في تحسين مزاجك.
6- استنشق البهجة
أشارت الأبحاث إلى دور الاستنشاق وحاسة الشم عموما المهم على الجسم والذهن. فقد وجد ان استثارة عصب الشم الموجود في الأنف يسهم في تحفيز وتنشيط مناطق دماغيه ترتبط بإعادة اتزان المزاج وتنشيط الذاكرة. وللعلم، استنبط من هذه الحقيقة علاج تقليدي قديم يعتمد على مبدأ العلاج بالروائح ويسمى الاروما ثيرابي، حيث تستخدم الأعشاب والمواد الطبيعية التي لديها روائح عطرية قوية في علاج عدة أمراض والتسريع في الشفاء الذاتي للجسم أيضا.
على سبيل المثال، تقترح طريقة العلاج بالروائح العطرية (الاروما ثيرابي) علاج الاكتئاب من خلال شم الياسمين والجريب فروت لزيادة التركيز والبهجة. وعليه، يفيد وضع نقاط من هذه المواد الطبيعية في الفواحة أو استخدام عطور تدخل الياسمين والفواكه الحمضية من ضمن مكوناتها. والاقتراح الثاني هو غلي الأعشاب في الماء، ومن ثم استنشاق بخارها.
7- استمتع بألوان الأزهار
هنالك سبب لاستعمال باقات الأزهار لتمني السعادة والتحسن أو الاعتذار للآخرين. فمن المعروف بأن ألوان الأزهار لها تأثير مذهل في رفع المزاج وتقليل التوتر، وينسب ذلك إلى مظهرها المبهج ورائحتها الزكية.
وقد لاحظ الباحثون في دراسة أن جلوس الموظفين بجانب باقة من الأزهار أثناء طباعتهم لتقرير مدته 5 دقائق يسبب شعورهم بالراحة وعدم التململ، مقارنة بمن جلسوا بالقرب من أصيص به أعشاب خضراء فقط.
8- اشعر بقوة الشمس
يشعر الجميع بالسعادة في ظل الأجواء المشمسة، فيما ينتابنا الشعور بالكآبة خلال الأيام المتلبدة بالغيوم والضباب. وقد عرف العلماء منذ مدة أن التعرض للشمس يسهم في زيادة إفراز الجسم لهرمون السعادة والشعور بالعافية. من هنا جاء مسمى الكآبة الموسمية التي يشعر بها البعض نسبة لانخفاض إفراز هذا الهرمون في موسم الشتاء المتسم بانخفاض معدل أشعة الشمس.
كما بينت دراسات أخرى أن النقص في فيتامين «د» في الدم يرافقه خطر الإصابة بالاكتئاب. وقد ربطت دراسة لباحثين هولنديين نشرتها «أركايفز أوف جنرال سايكايتري» بين الكآبة وارتفاع مستويات هرمون تفرزه الغدة فوق الدرقية، نتيجة لتدني مستوى فيتامين «د» في الدم.
ويقوم الجسم بتصنيع ما يحتاجه من فيتامين «د» من خلال تعرضه لأشعة الشمس التي تسهم في تحويل مادة توجد في الجلد إلى فيتامين «د». ومن المهم التنبيه إلى ان انخفاض التعرض لأشعة الشمس يعرضنا لتعكر مزمن في المزاج بالإضافة إلى العديد من المضاعفات الصحية نتيجة لانخفاض نسبة هذا الفيتامين.