شرباكة
حجاب وشيشة.. ما يصير!
كتب يوسف الشهاب :
قد تكون الصورة مقبولة، على مضض، ومألوفة برؤية رجل يسحب الشيشة سحبا، ويتطاير الدخان من فمه كما يدخنه، مطعم باجه ايراني في سوق الحلوى، أو خباز ايراني يملأ الدخان كل مساحة الفريج حوله.
ومألوف ايضا رؤية السيجارة بين أصابع الرجل رغم العداء المستحكم مع هذه اللعينة التي اسمها السيجارة، ولا عزاء لرئة كل المدخنين. كل هذا مألوف ولا حول ولا قوة الا بالله، وما في اليد حيلة، كما يقولون، خاصة ان البعض يرى بالشيشة او السيجارة سبيلا لطرد القهر وخسائر البورصة أو حتى الصعلكة لدى الشباب حول الجمعيات التعاونية وفي المطاعم. وفي كل الأحوال فان كل انواع التدخين، لا خير فيه، لا للصحة ولا للجيب، ومع ذلك فلا يفكر هذا الانسان بصحته ولا في جيبه، رغم ارتفاع اسعار التدخين، وقانا الله واياكم منه.
ممارسة المرأة أو البنت هذه الآفة المدمرة، خاصة الشيشة، وفي مكان عام، هي ممارسة كريهة وغير مقبولة في الطريق العام، خاصة ان تركيبة المرأة، والنواعم بشكل عام، تختلف عن الرجل الذي كما يقال عليه «يشيل عيبه»، غير المرأة التي تجلس في مقهى عام الى جانب الزوج، وللأسف وهي تشاركه التدخين بالشيشة (خوش زواج)، بينما الأبناء الصغار لا يأخذون سوى الدخان المتطاير عليهم والمدمر لصحتهم.
المشهد كئيب من المرأة التي أحيطت في وضع خاص يتناسب مع مكانتها الاجتماعية وسمعتها، وهي لا تريد المحافظة على هذه المكانة ولا السمعة بل لا تريد حتى المحافظة على صحتها وهي أغلى ما لدى الانسان في حياته.
واذا كانت عملية تدخين الشيشة عند المرأة جزءا من حريتها، كما يقول البعض ويدعي، فان هذه الحرية بالنسبة للمرأة امر آخر لا يجب ان يتعدى حدود مكانتها، ولا يجب ان تأخذها وناسة الشيشة الى ما لا يجب ان تكون عليه بين الابناء، لا امام الزوج لانه «خارج التغطية» واشبه بثور عيده الذي لا يستطيع فعل اي شيء سوى المشاهدة، وكأنه غير موجود، فأي زوج هذا الذي يرى «ام العيال» تسحب الشيشة بل وحتى السيجارة وهو لا يحرك اي ساكن وكأنه غير موجود اصلا.
الطامة الأكبر ان معظم «حريم الشيشة» يرتدين الحجاب، وللأسف، والبعض سيصل الحال لديهن الى ارتداء النقاب، ومع هذا تراهن يشعلن السيجارة وينادين بإعداد الشيشة في مقهى عام امام المارة والجالسين حولهم، فأي حجاب ونقاب هذا، وأي التزام بالشرع الاسلامي الذي يدعينه، وأي احترام للذات الانسانية «الحريمية» مع شيشة ومعسل، من دون حياء وخجل، حتى تأتي لحظة «يا دكتور الحقني».
لو كانت بعض النسوة يمارسن هذه العادة اللعينة بتدخين الشيشة داخل بيوتهن، لما كان الأمر يعنينا، وبالطقاق يطقها، لكن ان تأتي الى المقهى العام وتؤذي الآخرين بدخانها وهي متحجبة او منقبة، هذه كبيرة على الرجل، فكيف حين تكون امرأة. لا تعليق سوى «واخزياه».
***
نغزة
لا نستبعد ذات يوم حين تطلق احدى المدخنات على المولود اسم «معسل»، حين يكون ذكرا. واما اذا كانت انثى فان الاسم لها سيكون باختيار ست الحبايب على المحروسة الجديدة «شيشة» وبعدها يقال لها «شلونك يا أم معسل».. وازيك يا أم «شيشة».. طال عمرك.