العطاء الكبير!
تابعت باهتمام شديد برنامج أوبرا الجديد من خلال شاشة التلفزيون الذي شدني عنوانه في المقام الأول، وهو «العطاء الكبير - The Big Give».
فاستوقفتني تلك الطريقة الجديدة للعطاء والتبرع بالمال، فقد قدم البرنامج لكل واحد من الشباب الثلاثة مبلغا من المال قدره عشرة آلاف دولار أميركي، وذلك لتوزيعه على أسر محتاجة في مدينته، وحسب قناعته بمدى معاناة هذه الأسرة وعذابها، وذلك في مدة أقصاها أربعة أيام، وهكذا ذهب الثلاثة كل واحد إلى مدينته للبحث عن حالات تحتاج إلى الدعم المادي، وكان التحدي بينهم واضحا، والحماس لافتا للنظر، فلم يكن البحث في تلك المدة القصيرة بالأمر السهل.. ومع هذا نجح الثلاثة بتوزيع المبلغ بطريقة إنسانية عادلة، بحيث استفادت منه أسر ذات حاجات مادية ملحة، وأغلبها كان لأطفال مصابين بأمراض خطيرة، مثل أنواع السرطان، والمعاقين، ولملاجئ خاصة لأغراض متعددة.. وهكذا استحق الثلاثة التكريم والفوز من البرنامج لأنهم حققوا هدفا عظيما، وقاموا بعمل إنساني رائع، راسمين من خلاله البهجة والفرحة على وجوه الأطفال المرضى والمعاقين، وأسرهم المعذبة.
* * *
ما يهمني هنا، لماذا لا ننقل هذه التجربة الإنسانية السريعة الناجحة (عدا عرضها المباشر على الفضائيات)، كي نطبقها في ديرتنا الصغيرة، لتصبح مشروعا خيريا سريعا ومتحركا له تفرده وخصوصيته على المشاريع الخيرية الأخرى المتوافرة في الديرة، لأن أهل الخير كثر والحمد لله؟.. وكان هدفي من تطبيق هذه الفكرة هو جذب الشباب الطيب - عيال الديرة، للمشاركة في عمل الخير من دون مقابل مادي، وحصوله على فرصة يعبر من خلالها عن اهتمامه بمجتمعه وناسه، وتجربة جديدة يفخر ويعتز بها.
هل هناك من سيبادر يا أهل الخير، ويا شباب الديرة الرائعين؟ نعتقد أن الديرة لا تزال بخير.