لمــــــــــــــاذا يشهد مجتمعنا السعودي ارتفاع في نسب الطلاق ؟؟؟ !!!

*المقـــــــــــــدمــــــــة :


تأليف لميـاء السملق
الزواج نظام الهي شرعه الله وبين اهدافه ونظمه بقواعد توجهه إلى حفظ النفس وصيانة للعرض وبناء الأسر وإنجاب الأطفال وقال تعالى : (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) وقد تتحول هذه الزينة إلى بُغض عندما لا يحصل التوافق الزواجي ونحن نؤمن بأن ليس هناك اسر وحياة زوجية بدون مشاكل ومنغصات ولكن يختلف الأفراد في مواجهتهم للمشكلات فمن الأزواج من له القدرة على مواجهة المشكلات والرجوع إلى أهل الخبرة والاختصاص والاستفادة من رأيهم حتى يزول التوتر ويعود التفاعل الايجابي ومن الأزواج من يستجيب للأحداث الضاغطة كالطفل بانفعالات زائدة وردود أفعال غير مسئولية ومبالغه في الغضب ويرجع إلى الأرشيف السابق للزوجة بما فيه من عيوب وأخطاء ويجعل من المشكلات البسيطة شرارة لحدوث مشكلات اكبر والزوجة تبدأ بالبحث عن عيوب زوجها وأخطائه بنظرة ذاتية وينشغل كل طرف بالتفكير في حقوقه فقط وليس في واجباته نحو الطرف الآخر فيؤدي ذلك إلى الطلاق . ( 1 )

الواقع الإحصائي لنسب الطلاق في المملكة:
في إحصائية حديثة صادرة عن وزارة العدل في المملكة أظهرت الإحصائيات الرسمية الصادرة عن مختلف محاكم المملكة خلال عام واحد فقط أن عدد حالات الطلاق الصادر بحقها صكوك طلاق من محاكم المملكة بلغت 24428 حالة طلاق مثبتة في سجلات المحاكم، وقد سجلت منطقة الرياض أعلى نسبة في عدد حالات الطلاق مقارنة بمناطق المملكة الأخرى حيث بلغت 7085 صك طلاق في منطقة الرياض أي بنسبة 29% من إجمالي صكوك الطلاق في المملكة في حين تلتها منطقة مكة المكرمة في عدد حالات الطلاق حيث سجلت إحصائيات المحاكم الشرعية في منطقة مكة المكرمة 5749 صك طلاق بنسبة 23.5% من إجمالي صكوك الطلاق في المملكة وسجلت منطقة الباحة أقل نسبة طلاق على مستوى المملكة حيث بلغت 354 صك طلاق بنسبة 1.4%. ( 2 )

من خلال الإحصائيات السابقة نرى النسب المذهلة لمعدلات الطلاق وهذا عرض لبعض أسباب ارتفاع نســـــــــــــــــــــــــــب الطـــــــــــــــــــــلاق :



اختلاف الطباع بين الزوجين وشخصياتهما وتأثيره في الطلاق !! *
العلاقة الزوجية تقوم على التفاهم والانسجام بين الزوجين ولكن قد يكتشف الزوجان ان هناك اختلاف حاد في طباع كل منهما وهذا الاختلاف قد يكون راجع الى فروق فردية بين الزوجين او قد يكون ناتج عن اختلاف الوسط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي الذي نشا فيه كل منهما .
أكدت الكثير من الدراسات على أن اختلاف طباع الزوجين وشخصياتهما من احد الأسباب في الطلاق ومنها ما تؤكده الخطيب في دراستها لأسباب الطلاق في المجتمع السعودي من وجهه نظر الرجل إلى أن اختلاف الطباع من أهم أسباب الطلاق (1993) و أشارت آمال الفريح (2006) في دراستها عن المجتمع السعودي أن أهم أسباب الطلاق اختلاف وجهات النظر بين الزوجين وعدم الاتفاق والتفاهم بينهما .(3)

* عدم الإنجــــــــــــــــــاب ودوره في الطــــــــــــــلاق !!
وتؤكد الكثير من الدراسات المقارنة على القيمة الاجتماعية للاطفال في المجتمعات النامية خاصة الاطفال الذكور وتؤكد هذه الدراسات على اهمية الاطفال في استمرار الحياة الزوجية وتدعيم مكانة المراة في الاسرة وعدم وجود الاطفال او قلة عددهم من العوامل المساعدة على الطلاق .
تشير دراسة الخطيب أيضاً عن المجتمع السعودي إلى أن هناك علاقة عكسية بين الأطفال والطلاق فاكبر نسبة طلاق 53,4 % في المجتمع السعودي عام 1993 كانت بين الأسر التي لديها أطفال ثم انخفضت إلى 33,8 بين الأسر التي لديها طفل واحد فقط وهكذا نلاحظ أن وجود الأبناء يقلل من معدلات الطلاق والعكس صحيح عدم الإنجاب احد أسباب الطلاق . (4)

تـــــــــــــــــــــدخل الأهل ودوره في الطـــــــــــــــــــلاق !!! *
وفي دراسة خاصة عن الطلاق في المجتمع السعودي أو ضحت الخطيب أيضا(1993) أن تدخل الأهل من الأسباب الهامة في حدوث الطلاق في المجتمع السعودي خاصة تدخل والده الزوجة و أكدت هذه النتيجة نفسها الفريح عام (2006) التي أشارت فيها إلى أن تدخل الأهل من أهم أسباب الطلاق في المجتمع السعودي(5)

عدم التجانس والتشابه بين الزوجين في الخصائص الاجتماعية العامة وأثرها على الطــــــــــــــــــــــلاق !!!!

من النظريات الاجتماعية والثقافية للاختيار للزواج نظرية التجانس أو المعيار وتركز هذه النظرية على فكرة مفادها ( أن الشبيه يتزوج بشبيهته ) , و أن التشابه والتجانس في الخصائص الاجتماعية العامة وأيضاً الجسمية أي أن يكون بين الزوجين تشابه في الدين والمستوى الاجتماعي والاقتصادي والسن والتعليم ووجود تجانس في الطول ولون البشرة ويطلق على نفس النظرية نظرية المعيار فهي تركز على أهمية المعايير السابقة كأحد شروط الاختيار أو كشرط للتكيف والاستقرار والسعادة الزوجية (6). وبناءً على النظرية السابقة نجد انه يحدث الطلاق نتيجة الاختلاف بين الزوجين في المستوى الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والعمر وتشير احد الدراسات بان الأزواج الذين استمروا في حياتهم الزوجية كانوا الأزواج المتشابهين وليسوا المتكاملين وان معظم المطلقين كانوا من الأفراد المختلفين .(7)

استشارة الزوجيــــــــــــن للأهل والأصدقاء ودورها في الطلاق !!!

إن طلب الزوجين أو احدهما الاستشارة في حل مشاكلهما من قبل الأهل والأصدقاء ذو المعرفة والخبرة القليلة قد يكون سبب في الطلاق فإما أن يقدمون نصيحة صالحة بقدر المستطاع تساهم في حل المشكلة أو بدلاً من حل المشكلة تعقيدها وبدلاً من مساعدتهم الإلقاء بهم في الهاوية .

الجفـــــــــــاف العاطفي بين الزوجيـــــــــــــن ودوره في الطلاق !!!

الجفاف العاطفي ظاهرة منتشرة في مجتمعنا نتيجة العادات والتقاليد التي تربينا عليها وأثرت بدورها على الزوج فهو لايعبر عن مشاعره وعن الحب الذي يكنه بداخله للطرف الآخر فقد يؤدي ذلك للطلاق .

وفي دراسة (( لجالوب )) خرجت بنتيجة أن الأمريكان أكثر الشعوب تلفظاً بكلمة احبك بينما جاء الصينيون في المرتبة الأخيرة ترى لو شملت الدراسة مجتمعنا فهل سيتمكن مجتمعنا من الحصول على المركز بعد الأخير أو أن مجتمعات أخرى ستحرمنا منه.

في مجتمعنا هل يقول الزوج لزوجته احبك وهل تقولها الزوجة ؟ أم أن تلك الرقة في المشاعر تمس الكبرياء الرجال ومن العيب أن تصرح بها الزوجة , بينما تسمع في بعض البيوت الألفاظ النابية التي يمنع الحياء من التلفظ بها . فالحب بين الأزواج لايكفي أن يكون موجودا بل أن البوح به مهم وإعلانه من الضروريات التي تعين على حياة زوجية سعيدة وهو الملاذ الأخير بعد أن أصبحت الحياة مليئة بالقسوة والغربة والعزلة حتى داخل البيت الواحد .(

عمـــــــــــــــــــــــل الزوجة ودوره في الطلاق !!!

أشارت كثير من الدراسات على أن عمل المرأة واستقلالها ماديا احد الأسباب الهامة في الطلاق وكما هو معروف أن خروج المرأة للعمل سلوك دخيل على الرجل ولم يتكيف معه بعد لأنه يرى أن عمل المرأة الوحيد والأساسي البقاء في المنزل وتربية الأبناء , ومن الآثار السلبية لخروج المرأة للعمل محاولة كلاً من الزوجين السيطرة على الآخر وان يكون هو سيد المواقف وهذا يؤدي إلى خلق صراع بين الزوجين ينتهي بالطلاق , بالإضافة إلى أن بعض الأزواج يفرض على زوجته ضريبة الخروج للعمل أن تتولى النفقة على نفسها وعلى أبناءها ويبرر ذلك بان الوقت التي تقضيه في العمل هو ملكه .

غيـــــــــــــــــرة الرجل ودورها في الطـــــــلاق :

شك الزوج وغيرته الزائدة المدمرة والمرضية التي لايكون لها مبرر قد تكون سبب في الطلاق ولا ننكر دور الغيرة ولكن الطبيعية المحمودة التي تكون بهدف ودافع الحب والاحترام والتقدير للزوجة على أنها شيء مهم وثمين يجب الحفاظ عليه .

لمـــــــــاذا الطلاق في السنوات الأولى من الزواج ؟

إن عدم تقبل وتوقع الزوجين للمشكلات والمنغصات التي تحدث في السنوات الأولى من الزواج وعدم الوعي بالمسئوليات الجديدة وبالأخص زيادة التكاليف المادية على عاتق الزوج فيتعجلون الزوجين في اتخاذ قرار الطلاق .



دور ومساهمـــة المملكــــــــــــــــــــــــــــة في تقليل نسب الطلاق :





* صدور قرار مجلس الوزراء الموقر القاضي بضرورة الفحص الطبي قبل الزواج وعدم عقد أي نكاح زواج إلا بهذا الفحص وذلك منعاً للأمراض الوراثية والتقليل من أمراض الإعاقة وغيرها . (9)


* موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقه الرياض على تأسيس جمعية خيرية نسائيه بمنطقه الرياض باسم ( مودة ) الخيرية النسائية لقضايا الطلاق وتهدف إلى توعية الفئات المعرضة لخطر الطلاق والهجر والحرمان وتوعية افرد الاسره في الجوانب الصحية والاجتماعية وتشكيل أساسيات الأسرة والعوامل التي تساعد على نجاحها والعمل على حل المشكلات التي تعترض بعض الفئات والتي تؤدي لخلق مشكلات اكبر كالطلاق .(10)


* إطلاق عدد من المتطوعات في المملكة حملة بعنوان (لا للطلاق) تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، وذلك للحد من الظاهرة التي شهدت زيادة مرتفعة مؤخرا والحملة موجهة بالدرجة الأولى للأصوات التي تنادي بالخلع والطلاق وتحرير المرأة ثم إلى الراغبات في الطلاق والخلع ونصحهن وبيان خطورة الطلاق على حياتهن المستقبلية، وتقليل الضغط على المحاكم في المملكة من النساء اللاتي يردن الخلع والطلاق لأتفه الأسباب دون الرجوع إلى الأخصائيين النفسيين والمصلحين الاجتماعيين. وأن الحملة حملة ميدانية علاجية ووقائية يشارك فيها عدد كبير من المشايخ والقضاة وخطباء وأئمة المساجد، ويتم من خلالها زيارة مراكز إصلاح ذات البين ومدارس البنين والبنات ومناقشة الطالبات عن الخلع والطلاق وزيارة الأسر في المنازل، كما تشمل زيارات متعددة للجامعات والمعاهد ومجالس الأحياء والمطالبة بتفعيل دور كل تلك الجهات للحد من ظاهرة الطلاق
(11 )

* ومن الحــــــلول المقــــــــترحة لتقليل نسب الطلاق :






1 – لا تترك شؤون الزواج والطلاق لشؤون الأفراد فينبغي أنشاء مكاتب لفحص طالبات الراغبين في الزواج والطلاق وتحول هذه الطلبات لأخصائيين اجتماعيين وأخصائيات اجتماعيات لدراستها وتقديم تقارير عنها .

2 – توسيع نطاق برامج الرعاية الأسرية والمساعدات الاجتماعية لتخفيف من الأعباء الملقاة على عاتق أرباب الأسر وبذلك تختفي الأسباب المادية المباشرة وغير المباشرة المهددة لحياة الأسرة .(12)

3- - إلزام الراغبين بالزواج بالحصول على شهادة اجتياز دورة عن الزواج بالنسبة للفتاة وكذلك الشاب .




وختـــــــــاماً :
يجب على الزوجين أن يغضوا عن الصغائر والهفوات التي تحدث بينهما وعدم اصطياد المشكلات والوقوف عندها كثيراً لانه لن يؤدي الى حلها بل سيدفعهما للغرق فيها
وحل مشاكلهما الصغيرة قبل أن تتحول إلى مشاكل كبيرة تكون سبب في الطلاق
وان لايجعل الرجل الطلاق تنفسياً لثورة غضب ولحظــــــــــة اندفاع .