نملة يرزقها الله
تأليف Hani Altanbour
هذا مثال من آلاف الأمثلة التي نراها حولنا وربما لا تلفت انتباهنا، ولكن لدى التأمل نستطيع أن نستلهم العبر، ونتعلم من هذه الحشرات الضعيفة، لنقرأ......
ما أكثر الظواهر التي نراها ونغفل عنها، ولذلك نرى الهموم تحيط بنا ولا نكاد نجد حلاً لهذه المشاكل المادية التي تثقل تفكيرنا وتعطل سعادتنا، والعلاج بسيط جداً وموجود في كتاب الله تعالى. ففي هذا العصر ازدادت المشاكل الاقتصادية، بسبب التطور التقني الكبير الذي شهده العالم في السنوات القليلة الماضية. وأقول يا إخوتي إن أفضل طريقة لعلاج المشاكل الاقتصادية هو الإيمان بالله تعالى والثقة به!
وقد يعجب البعض، كيف ستعالج مشكلة اقتصادية بالإيمان؟ وأقول إن الله تعالى قادر على رزق كل واحد منا وقادر على إعطائه ما يريد بشرط أن يؤمن به، لأن الله هو الرزاق. ولو تأملنا القرآن نلاحظ أن الله تعالى ربط غالباً بين الرزق والتقوى. ومن أوضح الأمثلة ما نجده في عالم الحشرات الصغير، حيث نلاحظ أن الله سخر لهذه المخلوقات الضعيفة أساليب لا تخطر على بال أحد، فرزقها وكفاها، وهي مجرد حشرات، فكيف بمؤمن يقول: لا إله إلا الله!
انظروا كيف يرزق الله حشرة صغيرة هي النملة!
في دراسة بريطانية حديثة (أجراها علماء من جامعة إمبريال كوليج) تحدث العلماء عن قدرة النمل على إفراز مادة تعيق حركة بعض أنواع حشرات "المن" التي تغزو النباتات المختلفة، حيث يساعد ذلك على إبقائها قريبة من مستعمرات النمل، ليضمن الأخير بذلك الحصول على كميات كافية من الطعام عند الحاجة، والتي توفرها المادة اللزجة التي ينتجها المن.
إن النمل يسعى إلى قضم أجنحة حشرات المن ليتلفها، فيحول ذلك دون ابتعادها عنه، ومن ثم يضمن النمل الحصول على الغذاء والمتمثل بالمواد الدبقة التي ينتجها المن، والغنية بالسكريات، كما يحرص النمل على إفراز مواد تعيق نمو تلك الأجنحة من جديد. كذلك تبين أن النمل يقوم بإفراز مواد تعيق حركة المشي عند حشرة المن، ليمنعها من مغادرة المكان إلى جهة أبعد.