بسم الله الرحمن الرحيم
شفــآئي في صلآتي ...!
تأليف Fatima & AnwaR
أظهرت البحوث العلمية الحديثة أن مواقيت صلاة المسلمين تتوافق تماما مع أوقات النشاط الفسيولوجي للجسم، مما يجعلها وكأنها هي القائد الذي يضبط إيقاع عمل الجسم كله.
جاء في كتاب " الاستشفاء بالصلاة للدكتور " زهير رابح: " إن الكورتيزون الذي هو هرمون النشاط في جسم الإنسان يبدأ في الازدياد وبحدة مع دخول وقت صلاة الفجر، ويتلازم معه ارتفاع منسوب ضغط الدم، ولهذا يشعر الإنسان بنشاط كبير بعد صلاة الفجر بين السادسة والتاسعة صباحا، لذا نجد هذا الوقت بعد الصلاة هو وقت الجـد والتشمير للعمل وكسب الرزق، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد: " اللهم بارك لأمتي في بكورها".
كذلك تكون في هذا الوقت أعلى نسبة لغاز الأوزون في الجو، ولهذا الغاز تأثير منشط للجهاز العصبي وللأعمال الذهنية والعضلية، ونجد العكس من ذلك عند وقت الضحى، فيقل إفراز الكورتيزون ويصل لحده الأدنى، فيشعر الإنسان بالإرهاق مع ضغط العمل ويكون في حاجة إلى راحة، ويكون هذا بالتقريب بعد سبع ساعات من الاستيقاظ المبكر، وهنا يدخل وقت صلاة الظهر فتؤدي دورها كأحسن ما يكون من بث الهدوء والسكينة في القلب والجسد المتعبين.
بعدها يسعى المسلم إلى طلب ساعة من النوم تريحه وتجدد نشاطه، وذلك بعد صلاة الظهر وقبل صلاة العصر، وهو ما نسميه "القيلولة" وقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة عن ابن عباس " استعينوا بطعام السحر على الصيام، وبالقيلولة على قيام الليل" وقال صلى الله عليه وسلم: " أقيلوا فإن الشياطين لا تقيل " .
وقد ثبت علميا أن جسم الإنسان يمر بشكل عام في هذه الفترة بصعوبة بالغة، حيث يرتفع معدل مادة كيميائية مخدرة يفرزها الجسم فتحرضه على النـوم، ويكون هذا تقريبا بعد سبع ساعات من الاستيقاظ المبكر، فيكون الجـسم في أقل حالات تركيزه ونشاطه، وإذا ما استغنى الإنسان عن نوم هذه الفترة فإن التوافق العضلي العصبي يتناقص كثيرا طوال هذا اليوم.
ثم تأتي صلاة العصر ليعاود الجسم بعدها نشاطه مرة أخرى ويرتفع معدل هرمون "الأدرينالين"
في الدم، فيحدث نشاط ملموس في وظائف الجسم خاصة النشاط القلبي، ويكون هنا لصلاة العصر دور خطير في تهيئة الجسم والقلب بصفة خاصة لاستقبال هذا النشاط المفاجئ، والذي كثيرا ما يتسبب في متاعب خطيرة لمرضى القلب للتحول المفاجئ للقلب من الخمول إلى الحركة النشطة.
وهنا يتجلى لنا السر البديع في توصية مؤكدة في القرآن الكريم بالمحافظة على صلاة العصر حين يقول تعالى [ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ] (البقرة 238)، وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن الصلاة الوسطى هنا هي صلاة العصر، ومع الكشف الذي ذكرناه من ازدياد إفراز هرمون " الأدرينالين" في هذا الـوقت يتضح لنا السر في التأكيد على أداء الصلاة الوسطى، فأداؤها مع ما يؤدي معها من سنن ينشط القلب تدريجيا، ويجعله يعمل بكفاءة أعلى بعد حالة من الخمول الشديد ودون مستوى الإرهاق، فتنصرف باقي أجهزة الجسم وحواسه إلى الاستغراق في الصلاة، فيسهل على القلب مع الهرمون تأمين إيقاعهما الطبيعي الذي يصل إلى أعلاه مع مرور الوقت.
ثم تأتي صلاة المغرب فيقل إفراز "الكورتيزون" ويبدأ نشاط الجسم في التناقص، وذلك مع التحول من الضوء إلى الظلام، وهو عكس ما يحدث في صلاة الصبح تماما، فيزداد إفراز مادة "الميلاتونين" المشجعة على الاسترخاء والنوم، فيحدث تكاسل للجسم وتكون الصلاة بمثابة محطة انتقالية.
وتأتي صلاة العشاء لتكون هي المحطة الأخيرة في مسار اليوم، والتي ينتقل فيها الجسم من حالة النشاط والحركة إلى حالة الرغبة التامة في النوم مع شيوع الظلام وزيادة إفراز "الميلاتونين"، لذا يستحب للمسلمين أن يؤخروا صلاة العشاء إلى قبيل النوم للانتهاء من كل ما يشغلهم، ويكون النوم بعدها مباشرة، وقد جاء في مسند الإمام أحمـد عن معاذ بن جبل لما تأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العشاء في أحد الأيام وظن الناس أنه صلى ولن يخرج" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعتموا بهذه الصلاة ـ أي أخروها إلى العتمة ـ فقد فضلتم بها على سائر الأمم ولم تصلها أمة قبلكم"
ولا ننسى أن لإفراز الميلاتونين بانتظام صلة وثيقة بالنضوج العقلي والجنسي للإنسان، ويكون هذا الانتظام باتباع الجسم لبرنامج ونظام حياة ثابت، و لذا نجد أن الالتزام بأداء الصلوات في أوقاتها هو أدق أسلوب يضمن للإنسان توافقا كاملا مع أنشطته اليومية، مما يؤدي إلى أعلى كفاءة لوظائف أجهزة الجسم البشري.
وهي ايضا وقاية من الدوالي:
مرض دوالي الساقين :- عبارة عن خلل شائع في أوردة الساقين، يتمثل في ظهور أوردة غليظة ومتعرجة وممتلئة بالدماء المتغيرة اللون على طول الطرفين السفليين، وهو مرض يصيب نسبة ليست بضئيلة من البشر، بين عشرة إلى عشرين بالمائة من مجموع سكان العالم، وفي بحث علمي حديث تم إثبات علاقة وطيدة بين أداء الصلاة وبين الوقاية من مرض دوالي الساقين.
يقول الدكتور " توفيق علوان" الأستاذ بكلية طب الإسكندرية: بالملاحظة الدقيقة لحركات الصلاة، وجد أنها تتميز بقدر عجيب من الانسيابية والانسجام والتعاون بين قيام وركوع وسجود وجلوس بين السجدتين، وبالقياس العلمي الدقيق للضغط الواقع على جدران الوريد الصافن عند مفصل الكعب كان الانخفاض الهائل الذي يحدث لهذا الضغط أثناء الركوع يصل للنصف تقريبا.
أما حال السجود فقد وجد أن متوسط الضغط قد أصبح ضئيلا جدا، وبالطبع فإن هذا الانخفاض ليس إلا راحة تامة للوريد الصارخ من قسوة الضغط عليه طوال فترات الوقوف. إن وضع السجود يجعل الدورة الدموية بأكملها تعمل في ذات الاتجاه الذي تعمل به الجاذبية الأرضية، فإذا بالدماء التي طالما قاست في التسلق المرير من أخمص القدمين إلى عضلة القلب نجدها قد تدفقت منسكبة في سلاسة ويسر من أعلى إلى أسفل، وهذه العملية تخفف كثيرا من الضغط الوريدي على ظاهر القدم من حوالي (100 - 120 سم/ماء) حال الوقوف إلى
(1.33 سم/ ماء) عند السجود، وبالتالي تنخفض احتمالات إصابة الإنسان بمرض الدوالي الذي يندر فعلا أن يصيب من يلتزم بأداءفرائض الصلاة بشكل صحيح ومنتظم.
تساعد الصلاة الخاشعة على تهدئة النفس وإزالة التوتر لأسباب كثيرة، أهمها شعور الإنسان بضآلته وبالتالي ضآلة كل مشكلاته أمام قدرة وعظمة الخالق المدبر لهذا الكون الفسيح، فيخرج المسلم من صلاته وقد ألقى كل ما في جعبته من مشكلات وهموم، وترك علاجها وتصريفها إلى الرب الرحيم، وكذلك تؤدي الصلاة إلى إزالة التوتر بسبب عملية تغيير الحركة المستمر فيها، ومن المعلوم أن هذا التغيير الحركي يحدث استرخاء فسيولوجيا هاما في الجسم، وقد أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم أي مسلم تنتابه حالة من الغضب،
كما ثبت علميا أن للصلاة تأثيرا مباشرا على الجهاز العصبي، إذ أنها تهدئ من ثورته وتحافظ على اتزانه، كما تعتبر علاجا ناجعا للأرق الناتج عن الاضراب العصبي .
ويقول الدكتور " توماس هايسلوب " : "إ ن من أهم مقومات النوم التي عرفتها في خلال سنين طويلة من الخبرة والبحث الصلاة، وأنا ألقي هذا القول بوصفي طبيبا، فإن الصلاة هي أهم وسيلة عرفها الإنسان تبث الطمأنينة في نفسه والهدوء في أعصابه."
أما الدكتور " إليكسيس كارليل" الحائز على جائزة نوبل في الطب فيقول عن الصلاة: " إنها تحدث نشاطا عجيبا في أجهزة الجسم وأعضائه ، بل هي أعظم مولد للنشاط عرف إلى يومنا هذا، وقد رأيت كثيرا من المرضى الذين أخفقت العقاقير في علاجهم كيف تدخلت الصلاة فأبرأتهم تماما من عللهم، إن الصلاة كمعدن الراديوم مصدر للإشعاع ومولد ذاتي للنشاط، ولقد شاهدت تأثير الصلاة في مداواة أمراض مختلفة مثل التدرن البريتوني والتهاب العظام والجروح المتقيحة والسرطان وغيره " بدوره
أيضا يعمل ترتيل القرآن الكريم في الصلاة حسب قواعد التجويد على تنظيم التنفس خلال تعاقب الشهيق والزفير، وهذا يؤدي إلى تخفيف التوتر بدرجة كبيرة، كما أن حركة عضلات الفم المصاحبة للترتيل تقلل من الشعور بالإرهاق وتكسب العقل نشاطا وحيوية كما ثبت في بعض الأبحاث الطبية الحديثة.
وللسجود دور عميق في إزالة القلق من نفس المسلم، حيث يشعر فيه بفيض من السكينة يغمره وطوفان من نور اليقين والتوحيد. وكثير من الناس في اليابان يخرون ساجدين بمجرد شعورهم بالإرهاق أو الضيق والاكتئاب دون أن يعرفوا أن هذا الفعل ركـن من أركان صلاة المسلمين.
ومن فوائد الصلاة أنها تقوي عضلات البطن لأنها تمنع تراكم الدهون التي تؤدي إلى البدانة و الترهل، فتمنع تشوهات الجسم وتزيد من رشاقته. والصلاة بحركاتها المتعددة تزيد من حركة الأمعاء فتقلل من حالات الإمساك وتقي منه، وتقوي كذلك من إفراز المرارة.
وضع الركوع والسجود وما يحدث فيه من ضغط على أطراف أصابع القدمين يؤدي إلى تقليل الضغط على الدماغ، وذلك كأثر تدليك أصابع الأقدام تماما، مما يشعر بالاسترخاء والهدوء.
والسجود الطويل يؤدي إلى عودة ضغط الدم إلى معدلاته الطبيعية في الجسم كله، ويعمل على تدفق الدم إلى كل أجهزة الجسم.
وأضاف الطبيب قائلا: وقد قام بعض الاطباء الفرنسيين يعالجون مرضاهم بأداء حركات من الصلاة، وجاء في التقرير: ان الصلاة علاج طبيعي لامراض العمود الفقري.
فعند رفع اليدين الى الأعلى سواء حذو المنكبين او حيال الاذنين فيه شد لعضلات الصدر وتحريك لمفصل الكتفين الى الخلف مما يقوي ويشد عضلات الصدر والكتفين.
وعند الركوع تحريك مفاصل الركبتين وتعريضها للحركة عند وضع الكفين واليدين فوق صابونتي الركبتين والضغط عليهما مما يساعد على دفعهما للخلف اعلى الساقين فيتدفق الدم اليهما ليصل الغذاء لهما. ويقول الاطباء ان الله خلق لمفاصل الانسان ما يسمى بزيت المفاصل فاذا رفع العبد من الركوع قبل ان ينتشر هذا الزيت فانها تحتك ببعضها مما يتولد عنه آلام شديدة في المفاصل ولو بعد حين اي انه كلما اطال الانسان الركوع والتسبيح تدفق الزيت الى المفاصل خاصة الركبتين فيتقي بذلك خشونة الركبة وآلامها مع الايام وتقدم العمر وتيبس العظام والمفاصل عند كبر السن.
قال تعالى في سورة الانسان: (ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا، ان هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا، نحن خلقناهم وشددنا اسرهم). فسر العلماء (شددنا اسرهم) اي شددنا عظامهم وفقراتهم وركبهم ومفاصلهم والعجيب ان تأتي هذه الآية بعد الحث في الآية السابقة على قيام الليل اي كلما قام الانسان في الصلاة اي طال ركوعها وسجودها كان ذلك علاجاً قرآنيا لجسمه عامة ولمفاصله خاصة والملاحظ ان بعض الناس ينقرون الصلاة كنقر الغراب فكثرت الشكوى من آلام الظهر وامراض العظام المختلفة.
هصر الظهر في الركوع اي شده ومده وجعل الرأس حيال موضع السجود يتيح لفقرات الظهر التبتل (وتبتل اليه تبتيلا) ومن ذلك تبتل وعدم تقلص الفقرات اي تشتد وتبتعد الفقرات عن بعضها مما ينشطها ويمنع الانزلاق الغضروفي والانضغاط بينهما، ويجعلها تتحرك حركة تساهم في شفاء كثير من مشكلات العمود الفقري كما جاء التقرير الفرنسي ان الصلاة العلاج الطبيعي لمرضى العمود الفقري.
وفي السجود حركة اليدين وتركهما مشدودتين وضغط الكفين على الارض في السجود بهذه الكيفية يجعل الدم ينصب انصبابا كاملا في الجسم مما يعمل على تنشيط الدورة الدموية وبالتالي تنشيط الجسم. والضغط المتواصل على الركبتين ومنطقة الحوض يقوي هذه المناطق.
وفي السجود يدفع الهواء من جوف المعدة الى الفم فيعمل على راحتها من وطأة التمدد والانتفاخ. بالنسبة للرأس فيوجد به المليارات من الخلايا العصبية والتي تحتاج الى زيادة تنشيط في الدورة الدموية المارة بها وهذا ما يحققه لها وضع الرأس المنخفض في السجود مما يسمح بمرور كميات كبيرة من الدم اليها مما يعمل على تجديد هذه الخلايا وتنشيطها وبهذا تتم صيانتها والمحافظة عليها من العطب والتلف وكم من قصص سمعتها من الغربيين الذين يقومون بأداء حركات السجود لأن وضعها يريحهم ويزيل آلام الرأس ويمنحهم النشاط والعافية. في جسم الانسان عدد كبير من الشحنات الكهربائية التي لابد من تصريف بعضها وذلك لا يتحقق الا بتكوين دائرة كهربائية متكاملة وعندما يكون السجود كما شرحه الرسول صلى الله عليه وسلم اي (الجبهة - الانف - الكفين فقط دون الساعد - الركبتين - واطراف القدمين منحنية تجاه القبلة)
يكون الوضع صحيحا فتبدأ الدائرة الكهربائية حيث تمتص الارض كل الشحنات الزائدة والتي تضر الجسم وبذلك يرتاح الانسان ويهدأ ويتخلص مما يضره ويؤذيه.
ويقول الاطباء في جبهة الانسان بين الحاجبين اعلى الوجه في الجبين هناك ملكة الغدد (الغده النخامية) تنشط وتعمل بالضغط عليها لذلك كلما اطال المسلم السجود زاد الضغط على ملكة الغدد فتنشط وتؤثر في جميع الغدد الأخرى في جسم الانسان وتؤدي دورها الطبيعي في سلامة الجسم وصحته.
وفي الجلسة بين السجدتين وجلسة التشهد الأخير (التورك) بعد ابحاث طويلة في امريكا وتجارب متعددة على مرضى القلب بدأ اطباء القلب في العلاج بحركة جلسة السجدتين حيث ثبت علميا ان هناك شرياناً يساهم في تنشيط القلب ويساعد على تحسين القلب خاصة بعد اجراء العمليات الجراحية للقلب ويربط بين ابهام الرجل اليمنى والاصبع الكبير وهو منحنٍ تجاه القبلة في حركة الصلاة وبين القلب فيساعد في سرعة الشفاء والوقاية من امراض القلب وقد تكشف الايام المقبلة ان كل اصبع قد يصل بأحد اعضاء الجسم من مرارة او كلى... الخ. كما يعرفه من يفهم في علم المساج حيث ان كل اصبع له عضو في الجسم.