التلعثم سببه إشكال تنفسي
لا ينشأ مرض التلعثم عن إشكالات نفسية، كما يعتقد الكثير من الناس والأطباء حتى الآن، وإنما من جراء عوائق تقف في طريق المجاري التنفسية. هذا ما توصل اليه باحثون تشيك من كلية الطب في جامعة اولوموتس أخيراً بعد دراسة أجروها على 42 مريضا.
ويقول البروفيسور جوزيف بيشاك، الذي يتابع موضوع التلعثم منذ 25 عاما، ان الفريق الباحث توصل إلى أن التلعثم يتم نتجة لانغلاق في العضلة الناعمة، الأمر الذي يعيق التواصل بين الحويصلات الرئوية والقصبات الصدرية، مشيراً إلى أن هذا الأمر ينشأ في هذه العضلة التي لا يمكن السيطرة عليها بإرادتنا، أما السبب فيكون في الأغلب مرور الشخص بوضع خطير أو نتيجة لضيق.
ورأى ان التخفيف من التلعثم يمكن ان يتم عن طريق استنشاق مسحوق دواء فورموتيرول لانه يحرر العضلة الناعمة من حالة الانقباض والتأزم، ولهذا يتوجب حسب رأيه إجراء العملية بشكل صحيح.
وأضاف ان الدواء المذكور يعرفه المصابون بالربو، لكن المصابين بالتلعثم يصلون اليه بصعوبة لانه يوصف عادة من قبل أطباء الحساسية أو أطباء الرئة، الأمر الذي يجعل المصابين بالتلعثم لا يتمكنون من الحصول عليه بالنظر لكون التلعثم يصنف بين الأمراض النفسية، والمعالجون في هذا المجال لا يعرفون الدواء.
وأشار إلى أنه وفق التصنيف الدولي، فإن التلعثم يقدم حتى الآن على أنه من الأمراض النفسية مع انه يتوجب ان يدرج حسب رأيه ضمن الأمراض التنفسية.
ولفت الانتباه الى ان نحو 60 مليون شخص في العالم مصابون بالتلعثم، مؤكدا ان الحضارات القديمة في مصر والصين وبين النهرين عرفت هذا المرض قبل 7 آلاف عام، ورغم ذلك لم يتم الى اليوم معرفة السبب الحقيقي له.
ورأى ان الاكتشاف الحالي يمكن له ان يساهم في معالجة هذا المرض الجدي كونه يدفع الكثير من أصحابه الى الانتحار والانعزال لشعورهم بالضيق والإحراج من عدم مقدرتهم على التحدث كالآخرين بشكل طليق وسلس.