الابتسامة
تأليف محرم خليفة
الابتسامة كنز لا يعرفه كثيرون رغم أنه أسهل شيء يمكن أن يحصل عليه الإنسان، فبإشارة واحدة من عقلك إلى عضلات فمك تنفتح شفتاك بإطلاله بهيجة تنير وجهك وتفتح لك أبواب السعادة على مصراعيها
الجميع في حاجة إلى الابتسامة ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة حيث كان دائم التبسم، ويؤكد هذا قول عبد الله بن الحارث رضي الله عنه: " ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم "
وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: " وتبسمك في وجه أخيك صدقة "
لماذا لا تبدأ يومك بابتسامة صافية ورقيقة لكل من تقابله تسعد بها قلبك وتدخل بها البهجة على الآخرين، إنها لغة جميلة وساحرة تخترق القلوب دون مجهود، وتعطيك القبول لدى الآخرين وتجذبك إليهم وتجذبهم إليك وتجعلك أكثر تفاعلا مع الحياة
تعتبر الابتسامة احدى لغات الجسد، وسيلة من وسائل الاتصال غير اللفظي لدى البشر ، فالابتسامة سلاح قوي وفعال يستخدمه الإنسان منذ طفولته للاقتراب والتودد للآخرين ، ويؤكد خبراء الأحاسيس الإنسانية أن الشخص الذي يبتسم كثيرا يكون له تأثير إيجابي فى الآخرين أكثر من الشخص الذي يبدو وجهه جادا دائما لذلك يعتبر المبتسمون أناسا دافئين ودودين
ويمكن القول إن الابتسامة هي واحدة من أهم العناصر في لغة الجسد التي نمتلكها ، فالابتسامة الصادرة من القلب هي ما تنفرد به الكائنات البشرية عن غيرها من الكائنات
ولكن الابتسامة والتي قد تبدو سلوكا إنسانيا بسيطا هي في حقيقتها سلوك معقد فهي نفسيا تحتوي على أنواع ومعان ، فهناك الابتسامة الصادقة والزائفة والخجلى والمنافقة والغامضة والقلقة وغيرها
كما ان الابتسامة تحتوي مجازا على ألوان ، فهناك الابتسامة البيضاء (الصادقة) والصفراء (الزائفة) والسوداء (اليائسة) وغيرها
ويؤكد الباحثون على وجود 18 نوعا من الابتسامة ومن بين هذه الأنواع المختلفة هناك نوع واحد فقط حقيقي ودافئ هو الابتسامة الصادقة
هناك طائفة كبيرة من المشاعر والأحاسيس تعبر عنها الابتسامة ، فالإنسان يبتسم عندما يكون مبتهجا أو يائسا أو حرجا أو خجلا أو لتغطية عدم الراحة أو لإرضاء شخص أقوى اجتماعيا
ولذلك فإن للابتسامة مسميات حسب نوع المشاعر التي تعبر عنها من ابتسامة الابتهاج العريضة إلى الابتسامة الخجلى ، إلى الابتسامة الغامضة ومن الابتسامة الاجتماعية المهذبة إلى الابتسامة الزائفة
وسبب صعوبة تزييف الابتسامة يعود إلى ان عضلات الوجه ذات العلاقة بالابتسامة ليست تحت سيطرة الانسان الواعية فالابتسامة الحقيقية تحتاج إلى مجموعتين من العضلات:
المجموعة الأولى موجودة حول الفم وبالإمكان تحريكها اراديا
والمجموعة الثانية موجودة حول العينين ولا تستجيب بحركتها إلا للمشاعر الحقيقية
وتعتبر الابتسامة الصادقة الحقيقية (البيضاء) هي الاداة الصحيحة التي تعبر عن الابتهاج العفوي والسرور وصدق المشاعر وفيها ترفع عضلة وجنات الوجه الرئيسية زاويتي الفم ، بينما يرتفع الخد بفعل عضلة أخرى ويجذب البشرة حول محجر العين إلى الداخل وبقدر ما تكون العاطفة اقوى يتحدد أكثر فعل هذه العضلة
وهذه الابتسامة تكون قصيرة، ذلك ان أكثر الابتسامات اخلاصا والصادرة من القلب نادرا ما تلبث ظاهرة أكثر من اربع ثوان. أما الابتسامة الزائفة فهي ابتسامة غير متناسقة ، وكأن بعض الوجه يبتسم والبعض الآخر لا يبتسم ، فهي مضللة عن عمد كما انها تدوم أطول من النوع الحقيقي ، وهي ابطأ بالنسبة إلى الانتشار عبر الوجه
ويقرر الخبراء ان الابتسامة الزائفة هي الأكثر شيوعا بين الناس
وبما ان الابتسامة الزائفة أو الصفراء هي الرائجة فكيف لك ان تتعرف عليها؟
ان أكبر إفشاء غير مقصود للتعرف على ابتسامة زائفة هو العينان ، فالعينان اللتان تضيقان عندما تكون الابتسامة من القلب ، انما تبقيان غير متأثرتين عندما يغطي الشخص بابتسامته الزائفة عواطف سلبية ، لذلك تفحص العينين من أجل التعرف على خطوط الابتسامة وحرارة التعبير
فالعضلات حول أعيننا والتي نستعملها للابتسامة الصادقة لا يمكن وضعها تحت السيطرة الشعورية الإرادية للدماغ ، لذا ففي حالة الابتسامة الزائفة فإن الشفتين وحدهما يمكنهما ان تكذبا ، أما العضلات حول أعيننا فهي عضلات صادقة بريئة لا نستطيع توظيفها للمشاعر الكاذبة
الابتسامة هى
المفتاح والطريق السهل
الى قلوب الناس
**********************
مشاركة الأخ عناد الثنيان
أغظ أعداءك بالابتسامة:
كم ترى أعيننا أناساً فارقوا البسمة وأعادوها وبخلوا بها "ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه" قطبوا الجبين وعادوا العالمين علموا تلك العداوة او لم يعلموا، وكان الواحد منهم واضعا قطعة ليمون على شفتيه، وان تبسم يوماً ما استغرب جيرانه وفرح خلانه وكأنه في جل أحيانه محمرتان عيناه ومغضب طبعه كأنه منذر حرب.
ففرحه وحزنه سواء لا فرق بينهما ومن سوء حاله انه لو سمع طرفة يوماً ما ظن الرائي اليه انه فجع بموت احد اقاربه لعدم تبسمه.
لم يعلم المسكين ان سليمان عليه السلام تبسم من قول نملة "لا يحطمنكم سليمان وجنوده" فانظر الى صغرها وضعفها ومقولتها والى فعل سليمان عليه السلام.. دهسها.. زجرها.. طردها.. لا بل تبسم ولم يكتف بالابتسامة بل ضحك ايضاً "فتبسم ضاحكاً من قولها".
لكل أحد تبسم في كل أحيانك فيما يليق به التبسم، ولتكن طليق الوجه مسرور القلب وثق انك انت الرابح من تبسمك في كل وقتك فإن تبسمت في ضراء اصابتك.. أغظت أعداءك، وان تبسمت في سراء مستك أثلجت صدور أحبابك، فتبسم لمن عرفت ولمن لم تعرف.
اعلم ان البسمة عنوان المحبة والتآلف بين الناس.. واحذر ان تعتذر عن البسمة لهمومك وظروفك وتشاؤمك.
وقال إيليا أبو ماضي :
قال السماء كئيبة ! وتجهما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما !
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !!
قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جــهنما
خانت عــــهودي بعدما ملكـتها قلبي , فكيف أطيق أن أتبســما !
قلـــت: ابتسم و اطرب فلو قارنتها لقضيت عــــمرك كــله متألما
قال: الــتجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الـــظما
أو غادة مسلولة محــتاجة لدم و تنفث كلما لهثت دما !
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في وجل كأنك أنت صرت المجرما ؟
قال: العدى حولي علت صيحاتهم أَأُسر و الأعداء حولي في الحمى ؟
قلت: ابتسم, لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قال: المواسم قد بدت أعلامها و تعرضت لي في الملابس و الدمى
و علي للأحباب فرض لازم لكن كفي ليس تملك درهما
قلت: ابتسم, يكفيك أنك لم تزل حيا و لست من الأحبة معدما!
قال: الليالي جرعتني علقما قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا و ترنما
أتُراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما
يا صاح, لا خطر على شفتيك أن تتثلما, و الوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك و الدجى متلاطم, و لذا نحب الأنجما !
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
قلت ابتسم مادام بينك و الردى شبر, فإنك بعد لن تتبسما