جامعة الفقراء
من نيبال إلى كمبوديا، ومن بنغلادش الى باكستان، ومن سريلانكا الى كل بقعة ممتدة فوق الجغرافيا الآسيوية، ينطلق شعاع جديد حملت رايته الجامعة الآسيوية للبنات، التي تأتي على قمة اهدافها وأولوياتها رعاية آلاف النساء في آسيا والشرق الاوسط وشحذ قدراتهم الكامنة، وتمكينهم بشكل لائق لمواجهة التحديات التي أصبحت تفرضها المجتمعات الحديثة.
فلسفة هذه الجامعة تقوم على القول المأثور الذي يقول: «الام التي تهز المهد بيمينها.. تهز العالم بيسارها». من هنا كانت انطلاقة مؤسسي هذه الجامعة الذين رأوا ان الأموال التي تصرف على تعليم المرأة هي لا شك استثمار مضمون لا ينعكس عليها فقط وانما على مجتمع بأكمله.
الحلم بدأ صغيرا مع كمال أحمد الذي أنشأ أول مدرسة في بلده بنغلادش وهو في الرابعة عشرة من العمر، وامتد الحلم بكمال أحمد لأربعين عاما قبل ان يتبلور وتتحقق الرؤيا في وضع اولى لبنات الجامعة الآسيوية للبنات التي تقدم التعليم المجاني للنساء في الدول النامية في آسيا.
نصيب الكويت من هذا الحلم الانساني المبدع جاءت به الرائعة لولوة الملا، عضو المجلس الاستشاري الدولي في الجامعة، في حفل اقامته، تروي فيه لاهل الكويت كيف تتحقق الاحلام السامية. وفي الحفل روى كمال احمد قصة مشروعه، وشاركه في المساهمة رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير وزوجته شيري بلير الناشطة في مجال حقوق المرأة.
مشروع هذه الجامعة يأتي في نطاق برنامج تمكين المرأة في العالم النامي، وهو البرنامج الذي يحظى بدعم هائل من مؤسسات عديدة.
والجامعة هنا اذ تساهم في النهوض بمجتمعات فقيرة في عالمنا، فانها تسعى لذلك عبر استثمار طويل المدى وهو نشر التعليم العالي الجودة وتنشئة الطالبات وتشجيعهن على تملك مهارات قيادية وتحمل المسؤولية للمساهمة في نهضة مجتمعاتهن.
لولوة الملا وجهت حديثها للحضور في ذلك الحفل، مشيرة الى السعادة التي تملكتها وهي ترقب هذا الجهد الانساني وهو آخذ في تحقيق الاحلام، مذكرة الحضور بان عالمنا صغير جدا، وباننا سنحتاج لبعضنا البعض لنجعله عالما اكثر سعادة ونورا وعلما.
كلما لخصت بها لولوة الملا جوهر هذا الحلم، الذي اطلقته في الكويت لتعلن لنا جميعا ان الطريق للخروج من كل أزماتنا لا يكون إلا برعاية التعليم، أو كما أوجزتها بعبارتها القائلة: «ان التصدي لمشكلات التخلف يبدأ بنشر التعليم بجودة عالية في مجتمعاتنا».
جامعة الفقراء، وكما يحلو للبعض تسميتها، هي مشروع مفتوح لكل الخيرين.. وحلم نتمنى لو ان الجميع يدرك حجم انسانيته وعائده!