تسلق الجبال
وهو تسلق محترفين وهو يمارس ;كرياضة أوهواية أو مهنة ويشمل تسلق الجبال والصخورو الجبال الجليدية والكتل الجليدية أو المزاوجة بينهما إذا تطلب الأمر ذلك .تسلق الجبال على مستوى المحترفين يتطلب الجمع بين خبرات ومهارات رياضة تسلق الصخور والخبرات والقدرات والمهارات التي يتطلبها صعود الجبال والمشي على القمم من هنا تتعدد أساليب تسلق الجبال وأنماطه وأدواته والتقنيات المستخدمة من قبل المتسلقين وثمة اسلوبين مهمين من أساليب تسلق الجبال:
مخيم رئيسي
إسلوب ونمط تسلق قديم تقوم به البعثات الكبيرة التي ترسل لاستكشاف الجبال وهي بعثات تتميز بكثرة العدد والعدة بين عمال وحمالين وطباخين ومتسلقين من الرجال الأشداء وعلماء وخبراء تنزل البعثة أسفل الجبل وتقيم المخيم الرئيسي تبدأ البعثة في ارسال المستطلعين والمتسلقين الذين يبدأون استكشاف الطرق والممرات الصاعدة للجبل ومن ثم مد حبال التسلق للرجال الآخرين وشيئا فشيئا يتم الصعود على الجبل بشكل مرحلى وفي كل مرحلة يتم بناء مخيم فرعي صغير حيث يكون دور المخيم الرئيسي والمخيمات الفرعية الأسناد اللوجستي بالمعدات والطعام والإنقاذ والراحة هذا الإسلوب يستخدم حاليا لتسلق الجبال العالية التي يتطلب صعودها فترة طويلة نسبيا تمتد لأسابيع أو أشهر مثل جبل كي وافرست.
أسلوب التسلق مع المعدات: هذا الاسلوب أسرع وأنجع من الاسلوب السابق يقوم خلاله المتسلقين بالتسلق المباشر على الجبل ومعداتهم على ظهورهم في هذا النوع من الرحلات يحمل المتسلقين المعدات الخفيفة الضرورية التي تسهل تنقلهم ولا تعيق حركتهم ويقيمون في خيام شخصية صغيرة. في هذا النوع من التسلق قد يتطلب مسار التسلق نصب الخيام على حواف صخرية ضيقة ومرتفعة يضطر فيها المتسلقين عند الاستراحة والنوم الى شد أنفسهم بالحبال لحماية أنفسهم من السقوط من الأعالي .أسلوب التسلق مع المعدات يمارس من قبل المتسلقين في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض البلدان الاروبية.
خبرات البقاء ووسائل الأمان
نظرا لأن تسلق الجبال ينطوي على مخاطر جمة فلا مندوحة للمتسلق من الالمام بمعارف ومهارات وخبرات أساسية تتعلق بالتسلق
قراءة الخرائط :يجب على المتسلق أن يكون ملما بقراءة الخرائط سيما الخرائط الطبوقرافية التي توضح التشكيلات التضاريسية المرتبطة بمسار التسلق وموقعه. اليوم في عصرالانترنت أصبح بالامكان إستخراج معطيات وإحداثيات عالية الدقة عن الجبال والمسالك الجبلية بالاستعانة بهيئات مختصة مثل موقع GIS.
معرفة حالة الطقس والظروف السائدة:من المهم جدا للمتسلقين معرفة حالة الطقس وإختيار الأوقات المناسبة للتسلق فالمناطق الجبلية عادة ما يسود بها مناخ متطرف كلما زاد الارتفاع فتضربها الرياح الثلجية الباردة وقد تتدنى درجة الحرارة فيها لما دون الصفرفحينئذ قد يصاب المتسلق بقضمة سقيع أذا لم يكن مستعدا كما يجب . وأحيانا تهطل الامطار بغزارة على المناطق الجبلية و يتبعها سيول جارفة وانهيارات لبعض الحجارة والصخور. وحتى في الايام العادية التي يسود فيها طقس مستقر هناك دائما خشية من أحتمال تدهور الصخور والكتل الجليدية.
أمراض الارتفاعات:يجب على المتسلق الالمام ببعض المشاكل والأمراض التي تنتج عن انخفاض الضغط الجوي إذ من المعروف أنه كلما زاد الارتفاع عن مستوى سطح البحر قلت كثافة الهواء ووالعكس بالعكس.فعند مسستوى سطح البحر يبلغ الضغط الجوي 760 مليمتر زئبق والانسان عادة يستطيع العيش بدون مشاكل في مناطق جبلية يقل ارتفاعها عن 2500 متر بقية الارتفاعات العالية هي مناطق تقل فيها معدلات الأكسجين الضروري لنشاط الجسم والعضلات ويزيد فيها نسبة ثاني أكسيد الكربون ويمكن تصنيفها الى أربع مستويات ينصح فيها المتسلق بالصعود بشكل متدرج كلما زاد الارتفاع عن سطح البحر كي يأخذ الجسم فرصته في التعود على الارتفاعات.
من 2500 م - 3500 م (high altitude) في هذا المستوى قلة من الناس يعانون من مشاكل الارتفاعات صعوبة تنفس وشعور بالغثيان والإرهاق.
3500م - 5500م (very high altitude) في هذا المستوى هناك بعض المشاكل التي ترافق هذا الارتفاع ولكن بعد أيام يتأقلم الجسم لهذا الارتفاع
5500م-7500 ( extreme altitude ) في هذا المستوى معظم الناس تؤثر عليهم هذه الارتفاعات التي يقل فيها مستوى الاكسجين للنصف وقد يحتاج فيها المتسلق لتناول أدوية تساعده على تخطي مشكلة الارتفاع
أعلى من750 م ( death zone) مستوى خطر جدا منطقة الموت هي منطقة الخطرة التي يقل فيها الاكسجين لأدنى مستوى ويحتاج فيها المتسلق الى التزود بأنابيب أكسجين .
توفير المعدات المناسبة
الملابس
يتزود المتسلقين بمعدات خاصة تناسب الحالة الجيولوجية للجبل والمناخ السائد فيه فارتداء بدلة متينة تقي من البرد وتقي منطقة المفاصل وخوذة ونظارات مريحة للنظر تقي من الرياح وتعكس أشعة الشمس ولمعان الجليد وحذاء تسلق مناسب والتزود بأدوات المشي والصعود مثل العصي الطويل وواقيات المفاصل.
المعدات وخبرات البقاء
عدة تسلق يتزود المتسلقين بحبال متينة وخفيفة وبأطوال مختلفة وحلقات معدنية ومحاور ربط وأوثاد وبراغي تثبيت ومواطئ للقدم.يجب على المتسلق أن يكون خبيرا في التعامل مع الحبال سواء أبرام العقد المتينةوتقنيات الرفع والتنزيل التي تطلبها علما بأن المحاور المعدنية اليوم تشمل كثير من التطور والتحسين فهي تسمح من ناحية بأن يمر بها الحبل بإتجاة واحد الى الأسفل أو الى الأعلى وهي بذلك توفر كثير من الجهد والطاقة المبذولة ومن ناحية أخرى يستطيع المتسلق الصعود والهبوط بها بأمان.في المناطق الثلجية والجليدية يستخدم المتسلق فأس ويربط على حذائه إطار معدني له حواف مسننة من الامام تساعدة على التشبث وتقيه من الانزلاق من على الجليد.
يحمل المتسلقين معهم إما خيام فردية أو خيمة جماعية وعدة لاعداد الطعام وعدة إسعاف أولي وبعض الأدوية. من المهم الذكر هنا أن بعض سبل التسلق مثل جبال الالب يتواجد بها أكواخ وخيام تستخدم كمحطات لجوء للمتسلقين ومع ذلك تبقى التجربة و الخبرة الذاتية في البقاء أمر لا غنى عنه للمتسلق سيما في المناطق الثلجية التي يسود فيها مناخ متطرف وخطر. معظم المتسلقون في تلك المناطق يفضلون بناء بيت من الثلوج لأنه أكثر دفئا من الخيمة.
.
فوائد التسلق
فوائد جسمية وعقلية:بما أن رياضة التسلق تثير في نفس المتسلق روح المغامرة والريادة وحب الاكتشاف فهي تشكل للشبيبة متنفس لتأكيد الذات والشعور بالثقة بالنفس. وتمنح ممارسيها منظومة من القدرات العقلية والجسدية تتعلق بالتفكير والتخطيط والتركيز والسيطرة على الخوف وإيجاد الحلول لمختلف التحديات. وتمنحه القوة العضلية واللياقة البدنية والتوازن الجسدي (القدرة على التنسيق بين مختلف القوى والحواس في الجسم).كذلك تنمي عند المتسلق حس المسؤولية والقدرة على التعاون والعمل الجماعي وروح الفريق.
فوائد علمية على الرغم من ممارسة التسلق على نطاق واسع كرياضة أو كهواية إلا أنه اليوم يعتبر رياضة مكملة ضرورية لبعض علماء الجيولوجيا والأحياء والبيئة الذي يتطلب عملهم الوصول الى مناطق عالية وبعيدة عن أيدي البشر وبفضل هذه الرياضة تم إكتشاف كثير من المغاور والممرات الجبلية و العديد من الأحياء التي لم يكن أحد يعلم عن وجودها. وأصبح التسلق ضروري لمراقبة أنشطة بعض الحيوانات والطيور لا سيما المعرضة منها لخطر الانقراض.كذلك يستفيد العاملين في مجال الانقاذ من خبرات التسلق وتقنياته في الوصول لللمصابين والعالقين في المناطق العالية والأودية السحيقة .
جبل إفرست الجبل الذي استعصى على التسلق لفترة طويلة عام 1856 أكتشف السير جورج إيفرست جبل بين حدود النيبال والتبت، ضمن سلسلة جبال الهيمالايا. في حينه أعلن أنه الجبل الاعلى في العالم، بإرتفاع يصل 8.882 متر أي بطول يقارب تسعة كيلو مترات فوق مستوى سطح البحر. بعد عام 1920 قامت عدة بعثات بريطانية بمحاولة الوصول الى قمته، ولكن أيا منها لم تنجح في ذلك. فقد واجه المتسلقين صعوبات ومخاطر كثيرة، فالجبل تضاريسه وعرة جدا ولا يكاد أحد يتبين له ممر صعود، وهو ملئ بالصخور العالية والحواف الناتئة الخطرة. كذلك واجهتهم الأحوال الجوية والمناخية السيئة التي تسود الجبل على مدار العام تقريبا، إذ تنخفض درجة الحرارة في محيطه ، لما دون الصفر والرياح الجليدية الباردة تسفع وجوه المتسلقين بشدة ،وتراكم الثلوج يؤدي الى حدوث انهيارات جليدية وصخرية. هذا فضلا عن انخفاض مستوى كثافة الهواء وقلة الاكسجين في أعلى الجبل. لهذا أيا من هذه البعثات المتعاقبة لم تفلح في تسلق الجبل ، خلال هذه المحاولات لقي ستين شخصا مصرعهم . يرجع الفضل في نجاح تسلق قمة جبل أيفرست الى الألماني ايريك شيبتون الذي قام بتسلق الجبل من جهة الشمال خلافا للبعثات السابقة وعلى الرغم من أنه لم يوفق الى تسلق الجبل من هذه الجهة الا انه استطاع جمع الكثير من المعلومات والبيانات المهمة عالتي ساعدت المتسلقين اللاحقين على تسلق الجبل. في 29 مايو 1953 نجح النيوزلندي إدموند هيلاري ومساعده الهندي تنزينغ نورغاي وكانا أول شخصين وقفا على قمة الجبل لأول مرة .خلال نهاية القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين نجح الكثير من المتسلقين من شتى الأقطار في العالم بتسلق جبل افرست.