مؤتمر الحيص بيص
كتب محمد مساعد الصالح :
واضح من الأخبار التي تبثها وكالات الأنباء عن مؤتمر سرت في ليبيا أن العرب عاجزون عن حل تحرير الجزء المحتل من فلسطين، رغم قرارات الأمم المتحدة، ورغم نتائج القمم العربية المتعاقبة، لأن الحل بيد أميركا راعية السياسات العربية. الشيء الوحيد الذي تغير من وجهة نظري أن القذافي كان منشرحاً. أما القرارات فلعلها تخصيص خمسمائة مليون دولار لدعم الصمود، ولكن كيفية صرف المبالغ فهنا المشكلة، فالفلسطينيون في غزة والضفة الغربية يعيشون في سجن كبير تحاصرهم اسرائيل من كل جانب، ولهذا تبقى المبالغ المرصودة من القمة لا يمكن ايصالها الى ذويها، وهكذا تعيش القضية الفلسطينية في طريق مسدود، اذ إن الحل السلمي والمحادثات غير المباشرة ستفشل في دعم حل للقضية، لان اميركا، رغم موقفها المتزحزح قليلا من اجل ايقاف الاستيطان وبالذات في القدس، فاشلة مسبقا، اما الحل العكسري، فانه يحتاج الى اسلحة ودعم، ولن يتمكن العرب من تأمينه، لان كل دولة عربية تخزن اسلحتها للدفاع عن حدودها ضد جيرانها، كما ان اميركا ستدعم اسرائيل عسكريا. وعليه، فان القمم العربية تعيش مرحلة «حيص بيص» تعرف الحل ولكنها لا تستطيع تطبيقه.
وعليه، هل تستطيع الانظمة العربية الحرب ضد اميركا؟ الفكرة معقولة، ولكنها غير قابلة للتطبيق، وفي انتظار قمة وقمم اخرى لنقرأ البيانات القممية. والله من وراء القصد.