الجماعة بتوع ربنا!
كتب جابر محمد الهاجري :
في مصر المحروسة تجد لكل شيء مسمى ظريفا وخفيفا ولطيفا، فمثلا عندما يريد أحد الحديث عن فئة ما، ولا يجد لهم صفة يطلق عليهم فورا: الجماع بتوع (...)، أي جماعة كذا، والأظرف هو عندما تكون هناك عملية ارهابية قام بها أحد الذين غسلت عقولهم تجد أن الحديث يدور حول «جماعة الدقون»، والشعب المصري شعب مؤمن، ولا يخلو حديث أي مصري من كلمات مثل باذن الله وإن شاء الله وربنا كريم ويا فتاح يا عليم، وفي حال الغضب يقول حسبي الله ونعم الوكيل، وهذه المصطلحات ليست حكرا على المسلمين، بل يشاركهم فيها الاخوة الاقباط.
ومعروفة مصر بسماحة رجال الدين فيها، وذلك لفهمهم لرسالة الدين الحقيقية، والله عز وجل بعث الأنبياء لانقاذ البشرية من الانحدار الى الحيوانية، والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام جاء ليتمم مكارم الأخلاق، وما نراه اليوم من تدن في لغة حوار رجال الدين، وخاصة الذين يتبعون الفكر السلفي المتشدد، يستدعي هذا المشهد صورة الامة قبل الرسالة المحمدية، حيث كان وأد البنات والتعامل مع المرأة وكأنها رجس من الشيطان، وأتمنى ألا يكون بعض أدعياء الدين اليوم لديهم أي مشاكل خاصة تنعكس على ادائهم الدعوي المزعوم، ولعلنا نتذكر دائما ان الاخوة المجاهدين الذين ذهبوا إلى افغانستان قد عاد بعضهم بمصيبة الادمان على الحشيش والمخدرات، وهذا الامر جاء من خلال اعترافات في مقابلات اجريت مع بعضهم في صحف وقنوات فضائية، ومن خلال فتاواهم العجيبة!
الشاهد في الموضوع أن الاختلاف الفقهي مقبول وموجود، لكن عندما يتم بين مشايخ عقلاء ولديهم فكر عميق وفهم اعمق للرسالة المحمدية، أما اليوم فما نراه ممن يعتقدون بأنهم «بتوع ربنا» من تصرفات وأخلاق وشتائم وتشهير، فحتما يثبتون بكل هذا أنهم «بتوع الشيطان» لأن لا صلة لهم بتاتا بأخلاق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، ولا علاقة لهم نهائيا بأخلاق البشر العاديين، وجميع من على الساحة الاعلامية اليوم من ادعياء السلفية يبحثون عن الأموال والشهرة والمناصب، الا من رحم ربي، وجميعهم معروفون، والجماهيرية التي يدعيها هؤلاء وقتية وبدفع من الجهات الرسمية التي سخرت لهم كل الامكانات، منذ عدة عقود والشواهد على ذلك لا تعد ولا تحصى.. الى اللقاء.[color:6540=enter the same hex or name as before here]