مهازل جامعتنا العربية!
كتب :غسان سليمان العتيبي
أستهل مقالي بقول غالٍ لشاعر يقول كلاما ينسجم انسجاماً تامّا مع حال جامعتنا العربية، إذ يقول:
فإما ان تكون أخي بحـق
فأعرف منك غثّ.ي من سميني
وإلا فاطّرحني واتخذني عـدوّا
أتقيك وتتقينـي
وما أدري إذا يممت وجها
أريد الخير أيهما يليني
أالخير الذي أنا ابتغيه؟!
ام الشر الذي هو يبتغينـي؟!
وهذه هي حال جامعتنا العربية التي بات اسمها مرتبطا بالهزء، فما يكاد يذكر اسمها وما يحدث فيها من مسرحيات قوية الحبكة حتى نضحك من قلوبنا، فحتى اللحظة ستة وثلاثون اجتماعا مع الطوارئ ولم تحل مشكلة واحدة! وحين تسمع «طوارئ» تظن ان القيامة ستقوم، وان العرب قد أفاقوا من سكرتهم وكله ينتهي في النهاية الى «فشوش». فاقتصادنا قد وصل الى الحضيض، ومكانتنا وهيبتنا قد اختبأتا خلف الجدار وهذا هو العار، وحين تشاهدهم على التلفاز تجدهم يقبّلون الخشوم ويضحكون ويمرحون، وكأن الامن في حوضنا مستتب، وكأن القلوب طاهرة لا تلعن ولا تسبّ، وهذا -والله- هو النفاق بعينه! فكيف تكون قلوبنا خالصة ودولة كسوريا -على سبيل المثال- تتحد مع ايران، وهي تعلم انها تحتل جزرا لدولة عربية اخرى هي الامارات المتحدة، كيف تكون القلوب خالصة وبعضنا مع اسرائيل قلبا وقالبا؟! كيف يخشاني الآخر؟ ونحن اياد مفككة ليس هناك مبادئ تجمعها ولا مصالح توحد بينها، فمبدأ المجاملات والقبلات والحب الظاهري مرفوض، فاما ان نتحد اتحادا خالصاً ونتفق على مبادئ موحدة وأسس ثابتة ومن يح.د عنها يعاقب عقابا لا هوادة فيه.. وإما ان نقول كما يقول مخرجو الافلام العربية «فركش» ويبحث كل منا عن منظمة محترمة ينضم اليها، وكفانا مهزلة!