الفاصلة مطلب إماراتي
عبدالله الفرج
لا أظن أنَّ من السهولة بمكان أن تصدر اللجنة التنظيمية لبطولة الأندية الخليجية قراراً اليوم بتثبيت نتيجة مباراة النصر والوصل ومعاقبة الأخير بغرامة مالية وفق المادة 8 للائحة البطولة، وهي التي خرج أعضاؤها في اجتماع الأحد الماضي مقتنعين برفع القضية وشريط المباراة والأحداث المصاحبة للاتحاد الدولي، كما أنّ العودة عن قرار الرفع ل (فيفا) بعد احتجاج الاتحادين الإماراتي ومعه القطري والدعوة لاجتماع طارئ اليوم (السبت) يكشف عدم قدرة اللجنة على اتخاذ قرار بسحب النتيجة من الوصل واعتبار النصر فائزا 3 صفر وعقوبات أخرى كما تقول المادة 12 المطابقة تماما للأحداث بدخول جمهور الوصل وتعطيل اللعب، فضلا عن تعرض ثلاثة من لاعبي الفريق الضيف للضرب إضافة إلى الطبيب من قبل جماهير هائجة اقترب عددها من الثلاثين وسط ضعف أمني في الحفاظ على حرمة الملعب، وعدم ضمان سلامة الحاضرين.
وسعي الجانب الإماراتي لرفض التدخل الدولي يكشف حقيقة إدراك ما يمكن أن يتعرض له اتحاد بلاده وفريق الوصل، والتريث في عدم الرفع ل (فيفا) هدفه برأيي محاولة الوصول لحلّ توافقي بعيدا عن تعريض فريق خليجي، وكذلك اتحاد اللعبة لأي مشاكل قد يتم تجاوزه في حال طبقت المادة الواضحة والمطابقة من اللائحة الخليجية، ويظل اللجوء لإقامة مباراة فاصلة في بلد محايد توجهاً يكشف ضعف اللجنة، وخوفها من غضب طرف على حساب آخر؛ وهو ما لا يفترض أنْ تلجأ إليه طالما حضرت لوائح واضحة قابلة للتطبيق، ومتى كان هناك اختلاف في تفسير بعض بنودها فالواجب إعادة النظر فيها للبطولات المقبلة.
الأمانة العامة بمجلس التعاون الخليجي أظنها وراء سعي اللجنة التنظيمية لإيجاد حلِّ توافقي، لأن همها الأول الحفاظ على ترابط الأشقاء، وعدم إحداث شرخ في الرياضة الخليجية بعد أزمة تعد الأكبر في تاريخ بطولات الخليج.
غير أن من الأهمية بمكان إدراك أنَّ قرار إعادة المباراة متى الخيار الأخير فإن المستفيد منه هو النادي الإماراتي، الذي قامت جماهيره بأحداث تخرجه من البطولة طبقا لكل الأنظمة الدولية والقارية والخليجية، وما ذكره أمين سرِّ الاتحاد الإماراتي راشد الزعابي باعتباره احتجاج النصر ملغىً لعدم تقديمه في الوقت المحدد محاولة للخروج بأقل الأضرار وهو الذي يدرك أن لائحة اللجنة التنظيمية تدعو لتنفيذ المواد المشار إليها بمبادرة منها ودون اشتراط احتجاج المتضرر!!.
حكم المباراة العماني يجب أنْ تطاله العقوبة؛ فقد كان شرارة المشاكل، وبعد استفزازاته للفريق السعودي بداية المواجهة ارتكب خطأ برفض إنهائها طبقا للقانون الدولي بعد دخول الجماهير أرض الميدان، وهو ما أكده الإيطالي الشهير كولينا ل (العربية)، وعدم انسحاب النصراويين انصياعا لإصرار الحكم كان قرارا حكيما ومسؤولا؛ خصوصا وأنهم يدركون أنَّ اللوائح ستقف إلى جانبهم حتى وإن أكملوا اللقاء.