أطلق سراح كلبي.. يا مستشار!
قبل أيام كنت مدعوًّا على عشاء خفيف عند أحد الأقارب، وصادف وجود الأستاذ الفاضل عبدالله الخضري أستاذ اللغة العربية، وكنت أحاول أن أجره إلى حديث عن قصص حول مواضيع بها حكم ومواعظ، بدلاً من حديث البعض عن الحكومة والمجلس، والذي أصبح مستهلكاً، فنظر اليّ وقال «يا أخ مشعل سأسرد لك قصة سمعتها بسيطة، لكنها واقع مؤلم عما يسمى بالمستشار!».
* * *
مستشار أراد أن يخرج من المدينة بعد أن تعب من روتين يومه، فخرج بسيارته خارج أسوار المدينة، بل قطع أميالاً وأميالاً خارجها، ومن بعيد.. لمح راعي أغنام فاتجه نحوه ونزل من سيارته ووقف أمامه وسأله: هل كل هذه الأغنام لك؟ فرد الراعي: نعم. فرد المستشار: أتعرف عددها؟ فرد الراعي: ما دامت لي فإني أعرف عددها واحدة واحدة، فرد المستشار: لو اني أخبرك خلال عشر دقائق بعددها بالكامل، فهل لي أن آخذ منها شاة واحدة؟ فرد الراعي: أنت مجنون! كيف «تجْرُد» أغناماً قريبة وبعيدة وتحت الشجر وفوق تلك التلال خلال عشر دقائق؟! أجابه المستشار: إن لم أحصها بالكامل فلك 200 دولار! رد الراعي: مع انك مجنون، ولكن أنا موافق. ذهب المستشار الى سيارته واتصل بصديق له بوكالة الأقمار الصناعية، وقال له: سلط الأقمار على المكان الذي أنا فيه، واحْص. لي بسرعة كل الأغنام التي تتحرك والواقفة هنا وهناك.. دقائق وردّ عليه صاحبه، وقال له: ان عدد الأغنام 429 رأساً. فذهب المستشار للراعي وقال له: اسمع ان عددها 429 رأساً. نظر الراعي الى المستشار باستغراب، وقال له: عجيب، انه العدد بالضبط! فقال المستشار: إذاً، هيا أعطني واحدة منها حسب الرهان، أجابه الراعي: لك ما تريد، ولكن أنت اختر أيًّا من الشياة تريد.. فأخذ المستشار شاة واحدة ووضعها بصندوق السيارة وهمَّ بالرحيل.. وقبل أن يتحرك بسيارته ركض الراعي نحوه: قف قف. فقال المستشار: ماذا تريد؟ قال الراعي: لو اني أخبرك ما وظيفتك، فهل أسترد الشاة؟ فرد المستشار: أجل (وهو يضحك). قال الراعي: أنت مستشار! اندهش المستشار، وقال للراعي: لن أعطيك الشاة الا اذا قلت لي كيف عرفت؟ فردّ الراعي: عرفتك لثلاثة أسباب:
أولها، انك أتيت اليّ من دون ان أدعوك (رزت وجه يعني)!
ثانيها، انك لم تأت بمعلومة جديدة، فالغنم معروف عددها!
ثالثها والأهم، انك عندما أردت أن تأخذ شاة لم تميز بين الشاة والكلب فأخذت كلبي بصندوق سيارتك!
فأطلق سراح كلبي يا مستشار.
كتب مشعل حمود الجريد :