في القمة 105
الأهلي والزمالك.. و«ساعة الحقيقة»
لقطة من لقاء الأهلي والزمالك في القسم الأول
القاهرة ــ القبس
تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في الوطن العربي وأفريقيا في الساعة التاسعة من مساء اليوم صوب استاد القاهرة لمتابعة المواجهة المصيرية في القمة 105 بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك، وذلك ضمن مباريات الأسبوع الـ27 من الدوري المصري الممتاز.
تكتسي مباراة اليوم برداء الإثارة والحماس والمنافسة الساخنة، لأنها قد تحسم لقب الدوري قبل نهاية المسابقة بثلاثة أسابيع، وقد تؤجل إعلان البطل حتى إشعار آخر.
قمة اليوم ليست حاسمة على اللقب فحسب، وإنما قد تكون حاسمة ومصيرية بالنسبة للجهاز الفني في كل من الناديين، خصوصا أنها المواجهة التي يترقبها الجميع داخل القلعتين الحمراء والبيضاء، لأنها التقييم الحقيقي لمستوى الفريقين وقدرتهما على خوض المواجهات الصعبة.
وعلى الرغم من حساسية اللقاء وصعوبته فإن الالتزام أصبح أمرا ضروريا من الفريقين، لا سيما بعد الأحداث التي شهدتها مباراة الزمالك مع اتحاد الشرطة، والتي جذبت اهتمام الكثيرين بمن فيهم الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) إلى الدوري المصري، خاصة أن أحد الأسباب الرئيسية في أحداث هذه المباراة كان نزول إبراهيم حسن إلى أرض الملعب رغم إيقافه من قبل الفيفا. لذلك فالمباراة يجب أن تكون قمة في الروح الرياضية قبل أن تكون قمة في المنافسة، ولن يكون لدى أي من الفريقين مبرر للخروج عن النص في ظل إدارة المباراة بقيادة الحكم السويسري ماسيمو بوساكا، أحد أفضل الحكام في العالم وأحد الحكام المكلفين بإدارة مباريات مونديال 2010 بجنوب أفريقيا. يدخل الأهلي مباراة اليوم رافعا شعار «ساعة الحقيقة»، حيث يرغب نجومه الكبار في الدفاع عن سمعتهم الكروية وسمعة الفريق بعد أن اهتزت عروض الشياطين الحمر في الدور الثاني، ولذلك يسعى الفريق إلى التأكيد على أهمية الخبرة، وأن روح الفانيلة الحمراء ما زالت كما هي أفضل من روح أي فريق آخر.
أداء أثار الشكوك
كانت المباريات الماضية للأهلي قد أثارت الشكوك حول مستوى الفريق ونجومه الكبار الذين وصفهم البعض بالأسد العجوز و«خيل الحكومة» نظرا لتذبذب مستوى الأداء وتراجع مستوى النتائج عما كان متوقعا للفريق بعد عودة نجمه الكبير محمد أبو تريكة من الإصابة واكتمال صفوف الفريق بشكل كبير.
لكن الأهلي الذي خسر مباراة واحدة فقط من بين 25 مباراة خاضها هذا الموسم يمتلك الخبرة التي يتمناها أي فريق، وكذلك يمتلك المهارة التي تنقذ الفريق كثيرا في وقت الأزمات، ولذلك ستكون مباراة اليوم هي الاختبار الحقيقي للفريق في الموسم الحالي وكذلك الاختبار الحقيقي لمديره الفني حسام البدري لتكون مباراة اليوم هي «ساعة الحقيقة» بالنسبة للفريق.
يخوض الأهلي مباراة اليوم وهو على قمة جدول المسابقة برصيد 56 نقطة بفارق تسع نقاط أمام منافسه، ولذلك فإن الفوز في مباراة اليوم سيكون له العديد من الفوائد بالنسبة للقلعة الحمراء ويأتي في مقدمتها التأكيد على أن فريق الشياطين الحمر ما زال الأفضل في الدوري، وأن تذبذب مستواه لم يكن سوى كبوة عابرة، وأن «معدن» الفريق الحقيقي يظهر في الوقت المناسب، لأن الأهلي اعتاد في أوقات عديدة على أن يلعب بالقدر المناسب لأهمية المباراة وقوتها ومستوى المنافس.
كما سيكون الفوز في مباراة اليوم هو تأشيرة الأهلي لمعانقة درع الدوري مجددا، وحسم الموسم لمصلحته بإحراز لقبه المفضل للموسم السادس على التوالي والــ35 في تاريخه، أما التعادل فيعني أن الفريق سيحتاج إلى نقطة واحدة من مبارياته الأربع الباقية بينما ستكون الهزيمة تأجيلا للتتويج حتى إشعار آخر وربما يكون ذلك في لقاء المنصورة يوم الثلاثاء المقبل.
لحظة ينتظرها الجميع
نجوم الأهلي يدركون أن الفوز والتتويج اليوم سيكون أغلى هدية لجماهيرهم، خصوصا أن الشكوك أحاطت كثيرا بقدرة الأهلي على الفوز في لقاء القمة، بسبب المستوى الجيد الذي ظهر عليه الزمالك منذ تولي حسام حسن تدريب الفريق الأبيض، وأصبحت مباراة القمة هي اللحظة التي ينتظرها الجميع لعقد المقارنة بين المدربين حسام البدري في الأهلي وحسام حسن في الزمالك، بعدما نجح كل منهما في خطف منصب المدير الفني لكل من القطبين من أيدي الخواجات.
لذلك تركزت تعليمات البدري للاعبيه على ضرورة الدفاع عن سمعتهم الكروية وتحقيق الفوز من خلال أداء متزن بين الهجوم والدفاع، فالفوز مطلوب والهزيمة مرفوضة تماما. فالهزيمة في مباراة اليوم قد تكون سببا رئيسيا في تغيرات كبيرة في الفريق مع نهاية الموسم الحالي، لأنها قد تعيد عصر المدربين «الخواجات» إلى الأهلي، وبالتالي ستحدث تغييرات في صفوف الفريق ربما تطيح بعدد من النجوم الكبار، ومن ثم فإنهم بحاجة للفوز من أجل الحفاظ على مواقعهم في صفوف الشياطين الحمر.
كما حرص البدري على عنصر التمويه قبل مباراة اليوم فرفض الإعلان عن التشكيل الأساسي إلا قبل دقائق من المباراة، والأكثر من ذلك أن الجهاز الفني رفض الافصاح عن حقيقة الإصابة التي تعرض لها اللاعبان محمد بركات ومصطفى عفروتو في تدريب الأربعاء على أن يتحدد موقف اللاعبين في التدريب الأخير نظرا لأهميتهما في مثل هذه المباراة.
وبعيدا عن بركات وعفروتو يبدو ان التشكيل الأقرب للمشاركة منذ البداية هو أحمد عادل عبدالمنعم لحراسة المرمى ووائل جمعة وشريف عبدالفضيل للدفاع وأحمد علي في اليمين وسيد معوض يسارا وأبو تريكة وأحمد حسن (الصقر) وحسام عاشور وأحمد شكري في الوسط وعماد متعب ومحمد فضل (أسامة حسني) في الهجوم، بينما يلعب بركات على حساب أحمد علي في حالة تعافيه من الإصابة.
ولا يفتقد الأهلي في مباراته اليوم من العناصر الأساسية في صفوفه خلال الفترة الأخيرة سوى أحمد فتحي، الذي يمثل غيابه صدمة كبيرة للجهاز الفني، كما يغيب عن صفوف الفريق منذ فترة طويلة كل من الأنغولي غيلبرتو والمعتز بالله إينو للإصابة.
الجدير بالذكر أن مباراة اليوم قد تشهد عودة اللاعب عفروتو في حالة تعافيه ليكون إحدى الأوراق الرابحة للشياطين الحمر في أول مشاركة له بالقمة، بينما شهدت القمة الماضية مشاركة زميلاه أحمد شكري ومحمد طلعت.
الأبيض استعاد الثقة
تجدر الإشارة أيضا إلى أن مباراة القمة في الدور الأول هذا الموسم كانت سببا في استعادة الزمالك لثقته بالنفس، كما دفعت جماهير الزمالك لرفع حسام حسن فوق الأعناق بعدما قاد الفريق للتعادل وأنقذه من السقوط في وقت عصيب للغاية ولذلك يسعى الأهلي في مباراة اليوم إلى تحجيم منافسه مجددا حتى لا يتحول إلى مارد يصعب إيقافه في المواسم التالية.
معنويات الأبيض عالية
على الجانب الآخر، يدخل الزمالك لقاء اليوم بمعنويات مرتفعة، ويسعى من خلال لقاء اليوم الى تحقيق الفوز في تلك المباراة لتقليص فارق النقاط بينه وبين الأهلي المتصدر.
وفي تطور لافت، طلب مسؤولو نادي الزمالك من لجنة الحكام استبعاد محمود عثمان، الحكم الدولي السابق، من مرافقة طاقم التحكيم السويسري الذي سيقود مباراة القمة التي ستجمع بين فريقهم والأهلي. وجاء طلب الزمالك لشعورهم أن محمود عثمان ونجله سمير، الحكم الدولي، يدينان بالولاء للنادي الأهلي، لا سيما بعد مباراة الأهلي وإنبي الأخيرة التي اشتعل فيها غضب مسؤولي الزمالك وجماهيره ضد سمير محمود عثمان. وحرص الجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك على تجميع اللاعبين عقب تناولهم وجبة العشاء بفندق وادى دجلة بالعين السخنة والذي يعسكر به الفريق استعداداً لمباراة الأهلي المقبلة بالدوري الممتاز، وتم عرض مجموعة من شرائط الفيديو لمباريات النادي الأهلي الأخيرة لدراستها وتوضيح أبرز نقاط القوة والضعف بالفريق لجميع لاعبي الزمالك. وأوضح الجهاز الفني للاعبين المهام المكلف بها كل لاعب وطريقة اللعب بعد دراسة الفريق المنافس بصورة دقيقة. وبعد ذلك ألقى الجهاز الفني محاضرة فنية يوضح خلالها خطة اللعب في المباراة ودور كل لاعب بها. كما ان العميد قد قام باختيار تشكيل المباراة، وأوكل لكل لاعب المهام الذي سينفذها في الملعب، واللعب على نقاط ضعف الأهلي. بجانب تشديد الرقابة على مفاتيح لعبه ونقاط قوته الهجومية. وسيقوم العميد بتكثيف التواجد في خط الوسط الدفاعي للزمالك، للتحكم في منطقة المناورات.