الحادث على اليمين.. والزحمة على اليسار
كتب وليد عبدالله الغانم :
توجهت الى منطقة جابر العلي لاداء واجب العزاء لصديق، وعندما وصلت الى تقاطع مشرف وصباح السالم فاجأتني زحمة مرورية خانقة أغلقت كل حارات الخط السريع باتجاه الاحمدي فحولت مساري الى شارع الفحيحيل وخلال نصف ساعة انهيت مشواري وعدت ادراجي الى مدينة الكويت، وبعد مخرج منطقة جابر العلي بـ 500 متر فوجئت بالزحمة نفسها لكنها هذه المرة في الاتجاه المعاكس...
قررت ان احسب طول مسار الازدحام فصفرت عداد السيارة وبعد 2 كلم انتهت الزحمة، وتبين ان سببها حادث مروري على الجانب المتوجه الى مدينة الكويت، واكتشفت ان الزحمة على الجانب الاخر من الشارع ما زالت قائمة، فصفرت العداد مرة اخرى لأقارن مسار الازدحام في الشارع الثاني الذي لم يقع به الحادث وكانت المفاجأة ان الازدحام استمر على مدى 4 كلم يعني ضعف ازدحام الشارع الذي وقع به الحادث المروري؟!
طبعا، سبب الزحمة الرئيسي هو بلاغة شف قائدي المركبات لمعرفة تفاصيل الحادث، فبعضهم يريد التصوير والاخر يريد مشاهدة المصابين، واخرون ما عندهم شغل فيستغلون وقتهم في مطالعة الشرطة والاسعاف والاطفاء حتى تنتهي العملية كلها ولو طالت لاخر الليل..
يا ترى كم تسببت هذه الزحمة في تعطيل عمليات الانقاذ للمصابين في حوادث المرور؟ وكم تسببت لقافة بعض السائقين في منع فرق الاسعاف وسيارات النجدة من الوصول لمواقع الحوادث للقيام بواجباتهم؟ وكم أخرت هذه الزحمة التي لا داعي لها اصحاب الحاجات والمواعيد المهمة وعموم الناس عن الوصول الى مبتغاهم ومنازلهم واشغالهم المختلفة؟
ان المطلوب من كل قائد مركبة ان يتعاون مع الجهات المختصة مثل افراد الداخلية والاسعاف والاطفاء اثناء قيادته عموما واثناء الحوادث خصوصا، لتيسير اعمالهم وتمكينهم من اداء واجباتهم، كما ان عادة التوقف والمطالعة لحوادث المرور هي عادة سيئة تسبب الزحام «اللي احنا مو ناقصينه اصلا في البلد» وقد يتضرر منها اناس للوقت عندهم قيمة وللمواعيد احترامها، وربما يكون في وسط الازدحام اطفال وكبار السن ومرضى لا يقاومون الانتظار في الشارع، فيا سائقي السيارات تعاونوا مع النجدة والمرور وخفوا من بلاغة الشف قليلا ولا تتوقفوا عند كل حادث.. والله الموفق.