كيكة الخصخصة.. من يأكلها؟!
كتب يوسف الشهاب :
تحرك قطار الخصخصة من محطة مجلس الامة بعد ان اضيء الضوء الاخضر لمروره بأغلبية متواضعة على طريقة النجاح- جوازاً او بالدز- في اختبارات المدارس، ومبروك للحكومة وللنواب المؤيدين وما باليد حيلة لنواب المعارضة وهذا هو حال الديموقراطية يوم لك ويوم عليك.. وخيرها في غيرها.
لا اعرف محطات الخصخصة التي سوف يقف عندها القطار لعدم اطلاعي على التفاصيل، ولا اعلم ان كانت تلك المحطات «زينة» للدولة والمواطن او هي «زينة» للحكومة، الله يعزها، و«شينة» للمواطن المستهلك.. كل هذا لا اعرف تفاصيله ويا خبر اليوم بفلوس باكر تاخذه ببلاش، لكنه ومع ذلك تبقى في الذهن اسئلة حائرة عن طبيعة المرافق التي سوف تركب قطار الخصخصة، وعن آلية اختيار الجهات التي سوف تأكل الكيكة أكانت شركات ام افرادًا هوامير.. واسئلة اخرى حول طبيعة الاسعار التي سوف تضعها الجهة التي تدير الخدمات على المواطن بزيادة او نقصان او بقاء الاسعار على ما هي عليه، ثم ما هو دور الحكومة وصلاحياتها في سحب المشروع من المخصص له اذا خرج عن مواد العقد المبرم معه، والاهم من ذلك كله ما مصير الكويتيين العاملين في المرافق التي ستتوقف عندها محطات الخصخصة هل سيقال لهم مع السلامة لإحلال عمالة اسيوية وافريقية بدلا منهم لتنقلب بعدها الصورة التي اقرها ديوان الخدمة بتطبيق سياسة الاحلال للكويتيين بدلا من غير الكويتيين؟! كل هذه الاسئلة واخرى كثيرة تدور بالاذهان حول سالفة الخصخصة في ظل عدم وضوح الرؤية حتى هذه اللحظة بالنسبة للمواطن العادي- على الاقل- وانا واحد منهم.
ما زلت اشعر ببعض من التحفظ على الخصخصة، ولعل ذلك يعود الى غياب وضوح الرؤية لدينا كمواطنين، وقد كان الاجدر بالحكومة ان تعلن منذ بداية التفكير في هذا المشروع ومن خلال وسائل الاعلام طبيعة ومفهوم هذا المشروع، والمرافق المعنية بالخصخصة ومصير الكويتيين فيها واسعار ما بعد تنفيذ القانون وامورا اخرى عديدة كان على الحكومة ان تنوّ.ر الناس فيها حتى لا يكونوا «مثل الاطرش بالزفة» وبدون سماعة الاذن، او كذلك الهندي الجالس في ديوانية شعراء النبط.. ايضا ما زلت اشعر بالخوف من كيفية ترسية الخدمات الحكومية الخاضعة لفرمان الخصخصة، وفيما اذا كانت علنية ولشركات دسمة قادرة على الادارة او لافراد يديرون شركات خاصة تأتي غدا لتأكل الاحضر واليابس من ظهر المواطن.