أولاد اليوم!
كتب محمد بن إبراهيم الشيباني :
أولاد اليوم يغلب على الكثير منهم عدم الاكتراث والاحترام والتقدير لآبائهم وامهاتهم واعمامهم واخوالهم ومن هم في المرتبة التي ينبغي عليهم احترامهم وتوقيرهم والحنو عليهم وخفض الجناح لهم، وان يميزوا بين هؤلاء من الاصدقاء وغيرهم من الناس حين التعامل معهم في انماط الحياة المختلفة، كثير من الآباء والأمهات.. يشكون تعامل ابنائهم معهم! يقولون في الحديث معهم او حين طلب الطاعة منهم والامتثال عند نصحهم والسعي لمصلحتهم او طلب فعل شيء ما يعاملوننا وكأننا من ربعهم! يردون علينا بعنف وقسوة، بل قد تصل الحال معهم ان يسبونا ويحمّروا العين علينا ويهددونا بالضرب او الهجران وعدم الحديث معنا، بل الخروج من المنزل لايام وترك الدراسة وغيرها من التهديدات! وهي سلوكيات جديدة غير مألوفة في مجتمعنا القائم على الوصال والوداد والمحبة والالفة بين الأسر والاجتماع والزيارة.. وأنا هنا أتكلم عن أسر ليس فيها مشاكل او تفكك أو تعاطي أحد أفرادها أو أكثر للمخدرات والمسكرات، بل حتى السجائر لا أحد يتعاطاها أو ربي عليها لرؤية والده أو أخيه وقرابته الكبار يفعلونها.. بل اتحدث هنا عن الأسر التي ليس فيها من تلك الآفات شيء! يا ترى ما الاسباب التي أدت الى ذلك العنف من جانب الاولاد أو عدم الاكتراث واحترام وتوقير الوالدين ومن هم في مرتبتهما؟ كما ذكرت هناك اسباب عدة قد أدت الى ذلك الجرم اذكر بعضها:
- الدلع الزائد واغداق الأموال عليهم وعلى مشترياتهم من كماليات وسيارات، وفي حال توقف ذلك المد ولو لساعة من نهار حطموا كل الاخلاقيات والسلوكيات!
- رفقة السوء وهي منتشرة اليوم كانتشار الذباب في حاويات القمامة، بل عدم مراقبة الآباء لتلك الرفقة.
- المسلسلات الأجنبية التي يعكف عليها الأولاد منذ نعومة اظفارهم فيرون كيف يجافي الاولاد اهلهم، بل كيف يضربون امهاتهم وآباءهم، بل تصل الحال الى تعذيبهم وقتلهم!
- العصبية والغضب والشدة غير المحكومة والمفرقة ما بين شخص وآخر وجنس وجنس ومرتبة ومرتبة، فالجميع في ميزان حكمهم سواء!
وهناك الكثير والكثير مما لا يتسع المجال لطرحه هنا في هذه المساحة الصغيرة، ولكني اردت التنبيه على قضية أُسأل عنها باستمرار ويحثني الكثير على الكتابة فيها. والله المستعان.
***
• ليس منا!
قال تعالى: «.. ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما».
وقال رسولنا الكريم: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا».
(حديث صحيح)