[center]
مفاتيح السعادة
محمد حنفي
السعادة سريعة الزوال في حياتنا العصرية، حيث كل شيء يمكن أن يسبب لك القلق والتوتر، من أحوال الطقس إلى أحوال البورصة، ورغم ذلك فالجميع يحلمون بها، لكن عددا قليلا منهم يعرفون طريق السعادة والبهجة والاستمتاع بكل لحظة في الحياة دون قلق وتوتر.
السؤال الذي يحير الكثيرين هو كيف يصلون الى السعادة؟ في ما يلي مفاتيحها.
أول مفاتيح السعادة أن تتمتع بصحة جيدة، الحكمة الجميلة تقول «العقل السليم في الجسم السليم»، فالعقل هدية جميلة لكن من دون جسد سليم لن يعمل عقلك بصورة صحيحة. لكي تمتلك السعادة عليك أن تستمع جيدا إلى حكمة جسدك، ففيه ما يشبه أجهزة المخابرات التي تطلق إشارات تحذير عند الخطر ويجب أن تنتبه إليها بعناية.
طوال رحلة الحياة لا نعير أجسادنا انتباها، نمارس العادات السيئة في تناول الطعام والحركة ونضغط على أجسادنا التي تصرخ لكننا لا نستمع إليها. إن كان جسدك يرسل لك إشارة استغاثة من آلام الظهر أو زيادة الوزن أو آلام العضلات، فيجب أن تحترس، إن كان جسدك يرسل لك إشارة بضرورة الخلود إلى الراحة فنفذ ما يطلبه منك، استمع إلى حكمته وأجهزة مخابراته تمتلك أول مفاتيح السعادة
عش في الحاضر
الكثير من الناس يشتتون أنفسهم بين التفكير في الماضي والحاضر والمستقبل، هذا التفكير نوع من التشويش المستمر، فلماذا لا تركز طاقتك في التعامل مع شيء واحد فقط؟
الماضي عبر من حياتك والمستقبل لم يأت بعد، ولا تمتلك كيفية التحكم فيه، فلماذا تتعب نفسك بالتفكير الدائم في الماضي الذي ولّى والمستقبل الذي لم يأت بعد؟
عش في الحاضر وحده، فهو اللحظة الوحيدة التي بين يديك، وطريقة التعايش معه هي التي ستحدد مدى شعورك بالسعادة من عدمه.
عش كل لحظة في هذا الحاضر ثم اتركها تذهب، تعش سعيدا.
بعض الهدوء الداخلي
بسبب الإيقاع السريع ومتطلبات الحياة العصرية يشعر الكثير من الناس بأن اليوم لا يكفي للقيام بكل شيء، مشكلة هؤلاء التعساء أنهم لا يعرفون كيف يتوقفون بضع دقائق كل يوم من أجل ممارسة الحوار الداخلي، فيصابون بالإجهاد والقلق والتوتر.
أحد أهم مفاتيح السعادة أن تخصص بعض الدقائق يوميا لتقوم بهذا الحوار الداخلي عن طريق الاسترخاء والصمت والتفكير والتأمل، هذا الحوار الداخلي أفضل طريقة لتقييم نفسك وطريقتك في الحياة، كما سيساعدك في التغلب على الإجهاد وتبديد القلق والتوتر، ويحول ذهنك من السلبية إلى الإيجابية وزراعة الأفكار البناءة في عقلك.
كن كريما في مشاعرك
الكرم لا يكون بالمال فقط، إنما هناك الكثير من الأشياء التي تتطلب منك أن تكون كريما، واحد من أبسط مفاتيح السعادة وأقلها كلفة أن تكون كريما في مشاعرك تجاه الآخرين، خاصة مع من تحب.
كن كريما في مشاعرك مع زوجتك وأبنائك وأصدقائك، أغدق بسخاء الكلمات الرقيقة على من حولك. تذكر أن الابتسامة لن تكلفك شيئا فأغدق الابتسامات على من حولك تبث فيهم الأمل والتفاؤل وتكن سعيدا.
افعل شيئا واحدا في وقت واحد
الأشخاص الذين يضغطون على أنفسهم ويفعلون عدة مهام في وقت واحد، أكثر الناس عرضة للإصابة بالأمراض. ففي دراسة قام بها أحد أساتذة علم النفس في جامعة ديوك توصل إلى ان الأشخاص المنهمكين في عدة مهام في وقت واحد هم أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
أحد أهم مفاتيح السعادة أن تقوم بعمل واحد في وقت واحد. عندما تكون منهمكا في كتابة تقرير للعمل، وتأتيك مكالمة هاتفية وفي الوقت نفسه تتصفح بريدك الإلكتروني، فالأفضل لصحتك أن تجلس على كرسي مريح، وترد على المكالمة ثم تغلق بريدك الإلكتروني وتتفرغ لكتابة التقرير. تعلم فعل شيء واحد في وقت واحد تعش سعيدا.
تخلص من الخوف
الكثير من الناس لا يعرف معنى السعادة لسبب بسيط، هو أنهم يخافون أصلا من السعادة أو ربما يعتقد هؤلاء أن تحقيق السعادة في حياتهم أمر غير ممكن. الخائفون لا يعرفون معنى السعادة، لأن الخوف سيمحو كل أمل في السعادة من حياتهم.
البعض يريد ممارسة رياضة جديدة لكنه يخشى الإصابات، والبعض يحلم بالسفر إلى جزيرة بعيدة لكنه يخاف من حوادث الطيران، تحقيق السعادة يحتاج إلى بعض المغامرة، عليك الخيار إما أن تظل قابعا دائما وراء خوفك أو تتخلص من دافع الخوف وتواجه أي تهديد بقوتك الداخلية لتشعر بالسعادة.
كن إيجابيا
من أهم مفاتيح السعادة أن تفكر بطريقة إيجابية. لقد وجد الباحثون أن 60 ألف فكرة تمر على عقل الإنسان يوميا، فلماذا تتمسك بالأفكار السلبية؟ التفكير السلبي يأخذ منك الكثير من الجهد والوقت ويبدد طاقتك.
إن كنت تبحث عن السعادة يجب أن تفكر بإيجابية من لحظة استيقاظك من النوم، فهذا يساعدك على التعامل مع ضغوط الحياة بشكل فعال. استبدل الأفكار السلبية بأخرى ايجابية، وأحط نفسك بأصحاب التفكير الإيجابي فالتفكير السلبي معدٍ.
اكتب كل الأشياء الجيدة في حياتك التي تشعر حيالها بالامتنان، وعلّقها في مكان ظاهر أمامك لتشعرك بالإيجابية في كل لحظة.
هل يشتريها المال؟
هذا السؤال من أكثر الموضوعات إثارة للجدل، ومنذ زمن بعيد كانت العلاقة بين المال والسعادة مجال اهتمام الكثير من العلماء والمفكرين والباحثين، فريق قال نعم المال يشتري السعادة، لكن الفريق الآخر أكد أن المال وحده لا يجلب السعادة.
المؤكد أن الموضوع لم يحسم بعد، ويبدو أنه لن يحسم أبداً، ما يشير إلى أن المال يمكن أن يكون أحد مفاتيح السعادة عندما يوفر الحياة الطيبة، كما يمكن أن يساعدك في الحصول على مزيد من السعادة. لكن لا يمكن للمال وحده أن يصنع السعادة، بل ان العديد من الدراسات توصلت إلى أن المزيد من المال يعني المزيد من الإجهاد، وفي النهاية فإن السعادة تبدأ مع فكرة بسيطة وهي الشعور الدائم بالرضا.
اضحك تكن سعيدا
اضحك تكن سعيدا، هذا الحقيقة أكدها العديد من الدراسات والأبحاث التي درست العلاقة بين الضحك وإدخال السعادة على نفس الإنسان. فقد توصلت دراسة قام بها الباحثون في جامعة كاليفورنيا أخضعوا خلالها 16 شخصا لمشاهدة بعض أفلام الفيديو الكوميدية إلى أن الضحك يؤدي إلى زيادة هرمون الإندورفين الذي يفرزه الدماغ، وهو بمنزلة مسكن للألم. كما لاحظ الباحثون أن مستويات هرمونات التوتر انخفضت بفعل الضحك عند هؤلاء الأشخاص.