شعب منافق

شعب منافق!

كتب علي الكندري :


هل نحن فعلا شعب منافق، أو غالبيتنا منافقون؟ وإن لم نكن كذلك، يبدو أننا قريبون من ذلك أو على النهج سائرون، وإلا كيف نقبل كشعب بأضحوكة «الخصخصة الإسلامية»؟ هل هناك شيء أو مقولة أو مصطلح إسلامي للخصخصة؟ سمعنا بالبنوك الإسلامية ككذبة وتحايل وصدقناها، نسمع بالاقتصاد الإسلامي ونهلل، بالشورت الإسلامي ونصفق، بالـ «دي جي» الإسلامي ونرقص، أهذا هو الإسلام أم أنه رياء فاضح ونفاق واضح من الجميع تقريبا؟
إذا كان النواب الإسلاميون الذين قدموا مقترح الخصخصة الإسلامية يتملقون ناخبيهم أو ينافقونهم، فكيف قبل النواب الليبراليون هذه التسمية، وكيف قبلها وزراء الحكومة؟ وهم يعلمون جميعا أن هذه التسمية رياء ونفاق واضحوكة أمام العالم، وأخيرا كيف يقبل الشعب بأن نوابه وحكومته يضحكون عليه؟ هذه بادرة غير حميدة ومعناها ان النواب والحكومة يضحكون على الشعب، ويستمرون في الضحك على الشعب بل انهم يضحكون علينا ويقهقهون، لأن الضحكة انطلت علينا، ويستمرون يضحكون.
نحن أوضحنا رأينا بالخصخصة، وما لها وما عليها، سلبياتها وايجابياتها، وذلك قبل التصويت بالمداولة الثانية، وقبل أن نغادر البلاد، ونتابع تفاصيل ما جرى، وضحكنا أيضا كثيرا عندما عرفنا أن خصخصتنا صارت اسلامية مثل الشورت الإسلامي والـ«دي جي» الإسلامي، ونجدد التذكير بأهمية الجودة والرقابة في الخصخصة، وقصة شركة المياه المغشوشة ماثلة أمامنا، بسبب الفساد وضعف الرقابة، إضافة إلى مئات من قضايا الغش والتحايل وتغيير النماذج، وتاريخ انتهاء الصلاحية، ولنعلن أيضا أن الحكومة والنواب لم يضحكوا علينا..