«تهاوشوا القطاوة».. و«لَظَسْ» تتفرج!
كتب علي أحمد البغلي :
جريدة القبس، مشكورة، نشرت بحثا قيما مدعما بالأمثلة والأرقام عن العنف الدموي في الكويت، الذي يكون أطرافه من الأحداث أو صغار السن.. وهي بيانات مخيفة ومحزنة تقع مسؤوليتها على البيت والتربية والأم والأب (أصبح البعض منهم محرضا لأبنائه ومفاخرا بإنجازاتهم المعاركية!).. التربية المدرسية ينسب إليها جزء من التقصير في عدم خلق روح المواطن الصالح في الطالب منذ الصغر، وحضه على الالتجاء إلى القانون والتسامح والتغاضي، وهو الأمر الذي استفحل وخصوصا في الفترة التي تلت الغزو.. فظاهرة العنف تفاقمت وتضاعفت أضعافا مضاعفة عما كانت عليه قبل ذلك الزلزال المدمر (الغزو الصدامي للكويت!). وحدهم أعضاء مجلس الأمة لم نسمع منهم أي كلام بخصوص هذه الظاهرة، مع انهم عودونا على أن لهم في كل عرس قرصا.. وتخصصهم الأثير على نفوسهم هو دس أنوفهم في أخص خصوصيات الناس، لأنهم يرون في تصرفات البشر ظواهر سلبية لا تتفق مع خلقهم وعاداتهم وتقاليدهم.. مع أن العكس صحيح، فبعض هؤلاء النواب يتبنون أسلوب نيل المطالب بالعنف والقوة، وها هي الجزيرة العربية التي أتوا منها ويشيدون بعاداتها وتقاليدها تسودها حتى وقت قريب (قبل أن يوحدها المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود) عقلية الغزو والنهب والسلب والقوي يأكل الضعيف.
اللجنة سيئة الذكر لظس (لجنة الظواهر السلبية البرلمانية) نصبت من نفسها وصية على كل من يقطن أرض هذا البلد من مواطنين ومقيمين، ووضع دهاقنتها الضوابط والشروط على الحفلات وعلى مشاركة المرأة في الفعاليات الرياضية، وعلى أي احتفال يضم تجمعا يختلط فيه الرجال بالنساء، وعلى قائمة طويلة للتافه والهامشي من أمور كما تعودنا من أعضائها من طرح ركيك ومتصادم مع الحريات.. ولكنها وجميع أعضائها، وهم معروفون بدس أنوفهم أو «عصاعصهم» دائما بما لا يخصهم، هؤلاء الأعضاء لم ينبسوا ببنت شفة عن العنف الذي يجتاح مدارس الكويت وتتطبع به أخلاق الناشئة.. ولا نعرف أي قطة أكلت ألسنتهم؟ هل هي القطة أو القطط التي ذكرها تحقيق القبس القيّم عن العنف بين الأحداث المنشور بتاريخ 2010/5/23.. والذي تهوّن فيه الأم البسيطة العنف في أذهان أولادها بترديد أهزوجة شهيرة تقول:
تهاوشوا القطاوة.. على سبة حلاوة!»
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
هامش:
النائب مسلم البراك يقول إن 34 نائبا ونائبة يشكلون أغلبية نيابية مستسلمة، وضعوا الخيط والمخيط بيد الحكومة، وتحديدا بيد رئيسها، مدافعين عنها وعنه بالحق والباطل.. وأنه لو جرت انتخابات جديدة لفقد 40 نائبا حاليا مقاعدهم، مع بقائه هو «كزعيم أوحد!».
ونحن لن ندافع عن حق هذه الأغلبية في اتخاذ القرارات التي تناسب قناعاتها، وندعو لعدم الالتفات لترهات مسلم ومن يلتف حوله، فمسلم نصب من نفسه ثوريا من الطراز الأول، يعني «تشي غيفارا» المجلس.. بس غيفارا يقود «بي إم دبليو» ويقبض المرتبات الطائلة وله 15 سكرتيرا أغلبهم عاطل عن العمل! غيفارا الحقيقي يا مسلم ترك الوزارة وذهب لأدغال بوليفيا يحارب الحكومة الرجعية العميلة لأميركا وقتها، وأنت تحارب في ساحة الإرادة والعقيلة وأم الهيمان وبالصوت الزاعق، أي أضعف الإيمان أو «من لم يستطع فبلسانه أو حنجرته لا فرق».
خوش غيفارا بالكويت!