|
احد المشاهد المسرحية في «اللاترنا ماجيكا» |
يجتذب مسرح «اللاترنا ماجيكا»، ويعني بالعربية «المصباح السحري»، زوار العاصمة التشيكية براغ على مدار العام، نظرا لجمعه بشكل إبداعي بين عدة فنون في مشاهد متداخلة محكمة التنفيذ، وهي: السينما، والمسرح، والموسيقى، والرقص، والتمثيل الإيمائي. لذلك لا تحتاج الأعمال التي يقدمها إلى ترجمة، لأن لغته الإيمائية عالمية.
وعلى خلاف المسرح القومي التشيكي والمسارح الأخرى القديمة التي تتواجد في براغ منذ سنوات طويلة، فان مسرح «اللاترنا ماجيكا» يعتبر من المسارح الحديثة نسبيا، إذ يعود العرض الأول له إلى عام 1958 حين عرض لأول مرة في معرض اكسبو في بروكسل ولقي استحسانا كبيرا.
وقد وقف عند بدايات هذا النوع الخاص من المسرح المخرج التشيكي الفريد رادوك ومصمم العروض يوزيف سفوبودا اللذان قاما بالجمع بين الصورة السينمائية وبين التمثيل المسرحي الحي أو الرقص الحي في مشاهد وعروض تكمل بعضها بشكل دقيق.
وقد دفع النجاح الذي لقيه «اللاترنا ماجيكا» في بروكسل السلطات التشيكية إلى إعادة بناء سينما موسكو الموجودة في قصر ادريا في براغ كي تناسب خصوصية العروض التي يقدمها «اللاترنا ماجيكا»، وتنظيم رحلات عديدة لفرقة هذا المسرح إلى مختلف دول العالم لإرضاء الطلبات العالمية المختلفة.
نشأت خلال أكثر من خمسين عاما على تأسيس «اللاترنا ماجيكا» العديد من المشاريع السينمائية والمسرحية التجريبية المشابهة غير أنها لم تنجح في تثبيت قدميها كما فعل «اللاترنا ماجيكا».
العاصمة التشيكية تحفل بالكثير من المواقع السياحية والأثرية والثقافية التي يتوجه إليها السياح بالآلاف يوميا للتمتع بمشاهدتها غير أن زيارة «اللاترنا ماجيكا» تجعل المشاهد يخرج بانطباعات لا تنسى لأنه يشعر وكأنه شاهد ليل براغ الثقافي مضاء بالفانوس السحري.