«طحتوا» على صخر!
كتب علي أحمد البغلي :
ابتلينا بنواب يعشقون التصعيد والتأزيم والأضواء، فهم غدوا مدمنين للإعجاب بذواتهم، فهم إذا أصبحوا ولم يشاهدوا تصريحاتهم المدوية على صدر الصفحات الأولى من صحف «قانون الإعلام الجديد»، لا يرتاحون الا إذا ضمنوا تصدر طلعاتهم البهية وتصريحاتهم الفارغة الصفحات الأولى لليوم الذي يليه! هم يلهثون وراء أي اثارة ويلطمون بأي عزاء ويسيرون وراء أي جنازة بنية تسخينها حتى لو كان الميت فيها كلبا!
ما أثارته صحيفة القبس (2010/5/29) انه من جراء التدخل النيابي الفج غير المطلوب في قضية مديونية الخطوط العراقية للخطوط الجوية الكويتية التي نجم عنها تأزيم غير مطلوب في العلاقة الأكثر من حساسة بين البلدين الجارين -الحكومة المرتبكة «خ.لقة»- زادها هذا التدخل الفج إرباكا، والمؤزمون في العراق الكارهون للكويت -وما أكثرهم وعلى رأسهم «أيتام صدام»- وجدوا في هذا الموضوع الحساس ضالتهم، لينهشوا في لحم الكويت.. فبالله عليكم، ما نفع تصريح النائب بورمية (دكتور أمراض نساء!) في الموضوع في أن العراق سيدفع هذه المديونية صاغرا؟!
يا أخي «انته شكو؟» انت تتدخل إذا ما تنازلت الدولة من دون مقابل عن تلك المديونية، وقبل أن يحصل ذلك أنت لا ناقة لك ولا جمل ولا حتى قط في الموضوع، «وياريت هالنواب» يكرموننا بسكوتهم ويتخصصون في الدفاع عن فرعياتهم ويهاجمون فرق إزالة المخالفات التي لقب بورمية قيادتهم مرة بــ«أبرهة الحبشي»!
«صج.. صرنا طماشة»!
النائب الآخر المدمن على عشق الذات والإثارة هو وليد الطبطبائي، فالطبطبائي افتخر بانه زحف في انفاق غزة، وهي عملية اثارة كلفته منعه من دخول مصر المحروسة! الطبطبائي طلب من متطوعي الهلال الأحمر اعارته جاكيتاتهم المرسوم عليها اشارة الهلال، لاخذ صورة دعائية له على أبواب غزة! النائب الطبطبائي ما ان سمع عن رحلات ما سمي باسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة حتى صرح للصحف بانه «رايح رايح» للانضمام الى هذا الاسطول، حتى لا تفوته الاضواء والاثارة، وذلك ان ذهابه من عدمه لن يقدم أو يؤخر، السلطات الاسرائيلية اعدت استقبالا حافلا لهذا الاسطول والحركة الاعلامية الدعائية! اقوى سلاح جهزته البحرية الاسرائيلية لكسر شوكة هؤلاء المجعجعين من دون طحن، ليس فرق الكوماندوس الذين سينزلون على تلك السفن بالحبال من الطائرات المروحية، بل ان الجيش الاسرائيلي اعد اجهزة لتشويش البث الاعلامي عن سفن القافلة بواسطة الحجب الالكتروني (القبس 2010/5/29)، فاذا حجب البث الاعلامي فان نائبنا وليد الطبطبائي ومن لف لفه «راح يطيحون على صخر»، «او نَقبهم راح ينقلب على شونة»، على قول اخواننا المصريين، او سيخرجون خالي الوفاض، فالمقصد من رحلتهم هو الاثارة الاعلامية ولا شيء غيرها!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلـــي العظيم.