انتو قدها

انتو قدها!

كتب طارق العلوي :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نتفق أو نختلف مع الذين انضموا إلى أسطول الحرية (1)، لكن لا بد من الاقرار بأن رحلتهم لفتت انتباه العالم إلى قضية المدنيين المحاصرين في غزة، وبأن ما حدث قد أسفر عن ضغوط دولية على اسرائيل للتخفيف من الحصار. بيد أن هذه الرحلة كشفت كذلك عن حقيقة مخزية وهي أن الحكومة الكويتية مثل «الأطرش بالزفة»، فحين جرى ما جرى من انزال اسرائيلي وقتل وترويع لركاب الاسطول، تبين لنا مدى «الارتجال» في قرارات الحكومة الكويتية والتخبط في ردة الفعل.
الآن بدأت الاستعدادات لأسطول الحرية (2)، وهذه المرة يجب أن تكون الحكومة الكويتية قد وعت الدرس واتخذت موقفا واضحا.. «يا ابيض يا اسود.. أما الرمادي أو البمبي فاحنا مش بنحبه»!
في حال وافقت الحكومة على «مباركة» الرحلة الثانية، يجب أن تضع الحكومة أسوأ السيناريوهات الممكن حدوثها أثناء الرحلة مثل (لا قدر الله) مقتل واعتقال بعض المتطوعين أو الاعتداء والتحرش الجسدي أو اللفظي على بعض المتطوعات أو أمور أخرى أسوأ بكثير، وما سيتبع ذلك من تفجر غضب شعبي في الكويت قد يصل إلى محاصرة سفارات أجنبية تدعم اسرائيل أو ربما المطالبة بفتح باب «الجهاد» المسلح ضد العدو الاسرائيلي، وغير ذلك من ردود الفعل العفوية الغاضبة تجاه الجرائم الاسرائيلية بحق المدنيين الكويتيين في الرحلة!
اذ لا يكفي أن تقول الحكومة للمتطوعين: «نحن نبارك وندعم رحلتكم.. والله الحافظ»!

***
مبادرة الملك عبدالله لم تكن استسلاما، بل هي دفاع عن الحقوق الفلسطينية. لذا نستغرب من الأخ الفاضل جمعان الحربش مطالبته بالانسحاب من مبادرة الملك عبدالله! مطالبة الحربش (والتي نعلم أنها جاءت بحسن نية)، لن تسعد أحدا أكثر من الجانب الاسرائيلي، لأنها ستضعف من الاجماع العربي في دعم مبادرة الملك عبدالله. نحن لا نمانع تعليق المبادرة أو حتى الغاءها بشرط أن يكون ذلك بالتنسيق مع الدول العربية وعلى رأسها شقيقتنا المملكة العربية السعودية، وليس بتصرف فردي و«ارتجالي» من الكويت، كما جاء في تصريح الناطق باسم الحكومة!