aowd25
مدير الموقع
الأوسمة :
| موضوع: قوة الإرادة 11/6/2010, 6:16 pm | |
| في قوة الإرادة - الإضاءة الأولى.. قوة الإرادة والهمة العالية: الهمةالعالية مطلب عظيم يتمناه أصحاب النفوس الكبيرة التي تتوق إلى المعالي،وقوة الإرادة هي وقود هذه الهمة العالية فبدون هذا الوقود بعد توفيق الله - عز وجل - لن يتم لهذه الهمة منالها ومبتغاها، ولعل خير شاهد على ذلك ماقرأتَ وما رأيتَ من همة العلماء وطلبة العلم وكيف أنهم استطاعوا بعد توفيقالله من تحقيق أعمال وكأنها أشبه بالخوارق لكن تلك الإرادة التي رُدفتبهمة عالية كانت طريقاً لذلك، وإليك مثالين على ذلك لعالمين جليلين أحدهمامتقدم والآخر معاصر، فالأول هو الإمام الطبري - رحمه الله - المفسرالمعروف الذي قيل عنه كل المفسرين عيال على الإمام الطبري يعني في علمهبالتفسير - رحمه الله -، ذكر أهل العلم أنك لو نظرت إلى أحد كتبه الكباركالتاريخ أو التفسير ثم نظرت إلى عمره - رحمه الله -، لوجدت أنه يكتب فياليوم ما يقارب الخمسين ورقة، كيف وهو قد ألف غيرهما؟!. وأماالمثال المعاصر فللإمام عبد العزيز بن باز - رحمه الله -، فقد ذكر جمع ممنصاحبه بركة الوقت لحياة هذا الإمام - رحمه الله - حتى أنه لا ينام فياليوم والليلة أكثر من أربع ساعات، فلله درهما ورحمهما الله - الإضاءة الثانية.. قوة الإرادة طريق لإنجاز أشياء غير متوقعة: الغالبمن الناس يتصور في نفسه قصوراً متوهماً، وكأن أصحاب الإنجازات ليسوا منالبشر، فإذا نظر إلى حافظ القرآن، أو إلى طالب متفوق في دراسته، أو إلىمبتكر، أو إلى عالم، أو إلى خطيب، أو إنسان متميز قلل من نفسه واتهم ذاتهبعدم القدرة على مقارعة هؤلاء، واستمر على ما هو عليه؟ في مكانه لا يتقدمإن لم يكن يتراجع، فهذا وأمثاله ندعوهم دعوة صادقة للتوكل على الله أولاً،ومن ثم نريد منهم نفض غبار الأوهام وارتداء رداء قوة الإرادة بعزيمةتتهاوى معها كل المثبطات والعوائق، وسيلحظ بإذن الله الفرق قريباً. - الإضاءة الثالثة.. قوة الإرادة طريق لفتح آفاق جديدة لم تخطر بالبال الضعفالذي يعتري البعض يكمن في قصره لامكانته وقدراته في معين واحد وكأنه لايجيد غيره وكأنه لا يعرف سواه وبذلك تضعف همته وإرادته إلى التطلع إلى غيرذلك، حتى وإنه للأسف أن هذه السياسة النفسية بدت تُدار للبعض ليس عن طريقأنفسهم بل عن طريق غيرهم، وكأنك تطلب مثالاً على ذلك، فهاأنا أعطيك مثالاًعلى هذا الداء العضال، فمن ذلك إلزام الأب ابنه أو ابنته تخصصاً دراسياًمعيناً في المرحلة الثانوية أو الجامعية، وقد يكون ميول الابن أو البنتلتخصص آخر قد يبدع فيه ويتفوق لكن حرجه من والديه قد يكون عائقاً في مثلذلك، والبعض قد يختار تخصصه نزولاً لرغبة صديق له وهكذا دواليك، فقوةالإرادة بعد توفيق الله سبيل لتخصص مناسب وطريق لاكتساب مهارات جديدة،ووسيلة لاكتشاف إبداع مدفون، حملت لنا كتب التاريخ القصة التالية: كانالإمام مالك إمام دار الهجرة يطلب العلم على يدي والده أنس وكان أخوه عبدالله يطلب العلم كذلك على يدي والده، لكن الإمام مالك - رحمه الله - كانمنشغلاً بشيء يلهيهه عن اللحاق بركب أخيه في الطلب، لقد كان منشغلاًبتربية الحمام، وذات يوم والإمام مالك يُسمع ما حفظه على أبيه فوقع الخطأمنه مراراً ولم يتقن الحفظ هذه المرة، فقال له أبوه كلمة أيقظت الإرادة فينفسه، قال له يا مالك لقد شغلك الحمام عن الحفظ، هذه الجملة غيرت حياةالإمام مالك فقد أيقظت إرادته وعزيمته وهمته لطلب العلم حتى أصبح إمامالدنيا في الفقه والحديث. هناك تخصصات ومهارات ومعارف وإبداعات تحتاج منا فقط بعد توفيق الله إلى إرادة قوية ثم ستتحول إلى أرض الواقع بعد أن كانت مجرد أماني. - الإضاءة الرابعة.. قوة الإرادة طريق للإتقان:
لايستوي رجلان يعملان عملاً واحداً لكن أحدهما متقن والآخر مفرط غير متقن أوإتقانه دون مستوى الأول، الكل يعمل لكن شتان بين العملين، وأتذكر في هذاالمقام قولاً رائعاً للإمام ابن القيم - رحمه الله - عندما وصف رجلين فيالصلاة يصليان بجوار بعضهما أحدهما متقن خاشع في صلاته والآخر مفرط قد خرجبفكره عن الصلاة، قال الإمام - رحمه الله - / فأحدهما قلبه معلق بالعرشوالآخر قلبه معلق بالحش بالقاذورات والنجاسات -، الأول المتقن كان موفقاًلإرادة قوية قادته إلى مقصده الأسمى بعد توفيق الله، أما الثاني فضعفتعزيمته وإرادته، فصلى صلاة بلا روح وهو قادر على أن يفعل ما فعل الأول،فالإتقان في العمل متيسر متى ما بحثت عن مظانه وسلكت طرقه وكانت إرادتكتبعاً للتوكل على ربك. - الإضاءة الخامسة.. قوة الإرادة طريق للقضاء على العادات السيئة:
ولعليأبدأ هذا العنصر بقصة تروى لملك من ملوك الشرق الأقصى وقد تكون مجرد روايةولكن فيها عبرة هذا الرجل كان أَجلَّكُم الله لا تأتيه السعادة إلا إذاشرب كأساً من بوله الخاص، وتمضي الأيام ويتناقل الناس الخبر، فيأتيه كبيروزرائه ليساره ويناصحه، فيعزم على ترك هذه العادة القبيحة ولا يستطيعفيجمع الأطباء والحكماء ليأتوه بالدواء، وكأن داءه بلا دواء ويخطئ الكلويصيب واحد منهم الهدف ويصل إلى الحل ويطلب من الملك الوعد بالتنفيذ وكلفي اشتياق إلى معرفة الدواء فيعلنها ذاك الطبيب الحكيم، للملك إنك تحتاجفقط إلى عزمة من عزمات الرجال، نعم فقط لا يحتاج إلى أكثر من ذلك إرادةقوية تحطم أغلال تلك العادة القبيحة، وهكذا كم وكم نخطئ في حق ربنا وحقنفسنا وحق غيرنا، ونكرر الخطأ ونزعم أن الحل صعب وأنها أصبحت عادة فلا مفكمنها، ولا مناص من فعلها، فنقع في الخطأ مرة وأكثر، من الآن يا أُخي اعزمعزمة من عزمات الرجال وتوكل على الله قبل ذلك، وليكن ذلك آخر عهدك بكلعادة سيئة أو أمر محرم. الإضاءة السادسة.. ضع لك هدفاً ولا تنس الوقت المناسب للإنجاز:
ومنالآن وقبل أن تفتر عزيمتك وتضعف إرادتك ضع لك هدفاً أو أكثر (كحفظ القرآنأو أجزاء منه، أو حفظ متن من المتون، أو تفوق في دراسة، أو مداومة علىقراءة حزب يومي من القرآن، أو كتابة بحث، أو عمل مشروع يخدم دينك وأمتك،أو إقامة مشروع تجاري، أو... ) وتذكر وأنت تحدد الهدف أنه يلزمك الإلتفاتإلى النقاط التالية ليتحقق المراد بإذن الله:
* ابدأ وثق بالله ثم بنفسك وقدراتك.
* توكل على الله وكن متفائلاً.
* لا تكثر على نفسك.
* لا تتردد.
* لا تستعجل في طلب النتائج.
* لا تزعم الفشل وأنت لم تحاول إلا مرة واحدة.
* لا تلتفت إلى الرسائل السلبية منك أو من غيرك (مثل: أنت لا تصلح لهذا العمل سبق أن جربت ولم أنجح...).
| |
|