أوباما وأخوه.. بوش!
كتب عبدالرحمن خالد الحمود :
لقد آثرت الانتظار للتعليق على جريمة الصهاينة الأخيرة التي استهدفت اسطول الحرية، وهو يحاول استنهاض العالم بأسرة لفك الحصار عن غزة وشعبها المجاهد، التي جاءت كحلقة جديدة من مسلسل جرائمهم، التي لن تنتهي إلا بزوالهم المحتوم. ويعود السبب في ذلك إلى أنني أحد الذين لا ترى مقالاتهم النور إلا بعد أيام من ورودها إلى الجريدة، وعليه فإنني أحمد الله سبحانه الذي كتب لفدائيي هذه القافلة الفخر والنصر معاً رغم تعرضهم لهذا الاعتداء الوحشي!.. أما الفخر فهو ماركة كويتية مسجلة لا ينافسنا عليها أحد وتؤكدها كل ردود الأفعال الجياشة للدور الكويتي في هذه الملحمة عربياً وعالمياً، سواء كان ذلك بعدد الأبطال الذين امتطوا صهوة السفن فأوصلوا الرسالة بكل أمانة وصدق، أو بالمواقف القومية المشرفة التي اتخذتها كل من حكومتنا الرشيدة ومجلسنا الموقر بعد ان انصهرا في بوتقة واحدة وفي حالة يندر حدوثها، وحاولا التئام الجراح النازفة والناجمة عن مبادرة السلام العربية المذلة التي قدمت اعترافاً صريحا بالعدو من دون مقابل!
وأما النصر فقد تمثل في صور عدة، ويأتي في مقدمتها ظهور هذه القيادة المسؤولة ومن عاصمة الخلافة وبشخص القائد رجب طيب أردوغان، الذي أكرمنا الله به، بعد ان عجزت نساء العرب عن ان يلدن خليفة لقائد الأمة الراحل جمال عبدالناصر، خاصة بعد أن أثبت هذا الطيب صلابة وقوة في تعامله مع هذا العدو لم نألفها من قادتنا منذ أفول نجم ذلك الرمز.
على أن أروع ما نجم عن هذه الملحمة الإنسانية هو اكتشافنا حقيقة العلاقة الحميمة التي تربط الرئيس الأميركي أوباما بهذا العدو، بعد ان جاءت جريمته هذه كأول اختبار عملي له حين رفض إدانته لهذه الجريمة، وهو الذي خدعنا بسياسة التغيير التي سينتهجها في معالجته لمشكلة الشرق الأوسط، بعد ان وعد الفلسطينيين بدولة قابلة للحياة، كما خدعنا بخطابه الشهير الذي ألقاه في جامعة القاهرة، الذي تزامنت ذكراه الأولى مع هذه الجريمة، فأمام هذه الخدع لم يختلف كثيراً عن «أخيه» أو سلفه السيد بوش، على اعتبار ان سلفه هذا وقف مع عدونا قلباً وقالباً، ومنذ ان وطئت قدماه البيت الأبيض فلم نفاجأ يوماً بأفعاله، أضف إلى ذلك انه وقبل رحيله أراحنا وذريتنا من أكبر طاغوت عرفه هذا الكوكب.