حياة أهل البحر تراث حفر نفسه في ذاكرة أبناء الإمارات، حيث كان الداعم الرئيسي للاقتصاد قبل ظهور النفط، حبات اللؤلؤ من قاع البحر التي يصطادها الغواصون، تكون محاصيل يأخذها النواخذة يبيعونها الى الطواشين.
ورغم ان الكلمات بسيطة إلا ان الرحلات كانت طويلة تستمر الى ما يزيد على أربعة أشهر، وكانت شاقة في أجواء الحر الشديد والغوص المميت وتصل الى 14 ساعة متواصلة في اليوم، ومع ذلك كانوا يستقبلون رحلاتهم بالفرح والابتهاج والأمل في تحقيق رزق وفير، وكان اغلب أهل الامارات يعملون بهذه المهنة التي تعينهم على سد قوتهم والاستمرار في الحياة على الأرض.
“أهل البحر” هو عنوان البرنامج الذي تنظمه إدارة متاحف الشارقة في المتحف البحري بالشارقة وهو عبارة عن ندوات عدة ينتظر ان تكون دوريتها نصف شهرية تتحدث عن حرفة الغوص وما يلحقها من حرف أخرى وتبين من خلال رواة عاصروا اعتماد الإمارات على الغوص قبل ظهور النفط، واقتربوا من البحر وربما عملوا فيه، مشاق كابدها أهل البحر، وقد بدأ البرنامج بجلسة تحت عنوان “الغوص في الماضي”.
عبيد بن صندل معد ومقدم الجلسة أكد أن الغوص وصيد اللؤلؤ مرحلة من المراحل المشرفة في تاريخ الإمارات والتي قاسى فيها الصيادون، مشيرا الى صبرهم في الابتعاد عن أهلهم، وطول مدة الغوص دون زاد يكفيهم.
وأضاف ان الغوص كان الدعامة الأساسية للحياة الاقتصادية قبل ظهور النفط، مشيراً الى ان استخراج اللؤلؤ من قاع البحر كان يعين على استمرار الحياة رغم موسمية الحرفة والتي تختلف في المدة والتوقيت ونظام الغوص.
وأوضح ان الغوص كان سببا في الارتباط الأسري بين الإمارات، موضحاً ان السفينة كان عليها ما بين 50 إلى 100 غواص من أماكن مختلفة أغلبهم من الشارقة ورأس الخيمة ودبي وأم القيوين، وأن التعارف بين ابناء الامارات المختلفة والارتباط الأسري والتعاون الاجتماعي كان يقوم على الغوص.
مقالة للكاتب في جريدة الخليج
" محمد رضا السيد "