ضحكة الوزراء وابتسامة النواب

ضحكة الوزراء وابتسامة النواب

كتب خليفة الخرافي :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ينتابني شعور يجمع بين الدهشة والاستغراب والتساؤل عندما اشاهد على شاشات القنوات الفضائية، او جرائدنا العديدة جدا، او في المناسبات الاجتماعية، طلة النواب والوزراء، وهم مرتدون بشوتهم (عباءاتهم) المطرزة بالزرى اللامع، والابتسامات الدائمة التي تحلي وجوههم، والتي تصل احيانا الى القهقهة، وهو رد فعل يختص به الانسان فقط من دون باقي المخلوقات، والتي لا تظهر عادة الا في اوقات الفرح او الانجاز الكبير.
الا يشاركني القراء هذا الاندهاش والتساؤلات عن سبب ابتسامات الوزراء؟ فعلامَ ابتساماتكم علام؟ هل لتخلف التعليم ام لتوقف التنمية؟ ام لانقطاع الكهرباء؟ ام انتم فرحون بسوء مخرجات التعليم لشبابنا، الذين اصبح توظيفهم عبارة عن بطالة مقنعة؟ ام انكم يا وزراءنا ونوابنا تقهقهون سعداء لاهدار اموال الشعب على مقترحات لدفع ديون من قام بالاقتراض لحاجات استهلاكية بحتة، ام ان ابتساماتكم الجميلة هي لعدم وجود نهضة تعليمية وصناعية؟ وقد تكون ابتساماتكم ترجع الى ظنكم انكم حققتم الرغبة السامية لسمو امير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، لتكون الكويت مركزا ماليا وتجاريا، اننا لا نرى ان هناك شيئا يستحق الابتسامة، بل المفروض ان ترتسم على وجوهكم معالم الضيق والاسى والحسرة بسبب ان الكويت على رأس قائمة الدول الاكثر تخلفا في المنطقة.
وهل ضحكاتكم الدائمة هي انكم فرحون جدا بان الكويت اصبحت من اكثر الدول فسادا في المنطقة وفق الاحصائيات الدولية، فكثر فيها نواب وقيادات حكومية نسمع انهم يتلقون رشى وعمولات، ويتمصلحون ويتكسبون لضعف الرقابة وعدم عقاب الفاسدين؟ وقد تكون ابتساماتكم التي لا تفارق وجوهكم انكم فرحون للتبذير والهدر في الكهرباء والماء، فأصبح المواطن الكويتي الاكثر استهلاكا للكهرباء والماء في العالم؟ فسمو رئيس الوزراء يعرف هذه الحقيقة المرة كما انه يعلم ان استهلاك المملكة الاردنية للكهرباء اقل من ربع استهلاك الكويت، والاردن اكثر صناعة واكثر شعبا. تضحكون.. لماذا تضحكون؟ هل قمتم بإنجاز مشروع الحكومة الالكترونية؟ تبتسمون، تضحكون، هل وصل فريقنا الوطني لكرة القدم الى المونديال في جنوب افريقيا؟ ام هل ابتسامتكم سببها انكم فرحون بضيق المواطن وتبرمه وشكواه من زحمة المرور، وتلوث البحر والاجواء؟ وقد تكون ابتساماتكم العريضة هي لمن ينافقكم ويكيل لكم المديح الكاذب.
أستحلفكم بالله الذي لا إله إلا هو، هل حققتم آمال وتطلعات واحلام اهل الكويت وقيادتها؟ قد يكون سبب ابتسامتكم وضحككم الدائمين هو انكم فرحون بأنكم حققتم انجازا كبيرا، بإقراركم مشروع قانون لإطالة اللحية للعسكريين. والتساؤل الاكبر هو: كيف تتمكنون من الضحك والقهقهة في بلد تُمنع وتجرم فيه اجواء الفرح والسعادة، ودفع البلد الى الحياة الكئيبة، واصبحت الكويت بلدا طاردا بدلا من ان تكون بلدا جاذبا للاستثمارات؟ ام انكم سعداء فرحون لهروب ابناء الكويت في المناسبات والعطل، فلا تتوافر حجوزات للمقاعد في الطائرات المغادرة للكويت.
يبدو انكم يا وزراءنا ويا نوابنا عائشون في الخيال والوهم، فعادة الابتسامة هي للفائز والمنتصر الذي انجز انجازا كبيرا، وليس الفاشل والعاجز، والخطر الاكبر هو من لا يدرك الفرق بين الانجاز والفشل، وهذه هي الطامة الكبرى.

• رحم الله اخانا عادل القصار، فقد سخر قلمه وديوانه لقضايا رفعة بلده ومجتمعه، وكان رحمه الله مثقفا ذا اطلاع واسع، وقلم يتميز بالرقي والسلاسة، ندعو الله ان يسكنه فسيح جناته، وان يلهم اهله الصبر والسلوان.