.. لا تجادل الأحمق!
كتب ناصر العبدلي :
لطالما حذرنا من التأثير الحكومي في نتائج الانتخابات البرلمانية أو البلدية من خلال فتح باب المعاملات على مصراعيه لبعض المرشحين واغلاقه امام مرشحين آخرين، أو من خلال ما يتردد عن صناديق الفزعة اياها، لأن مخرجات ذلك التأثير او التدخل ستكون وبالا على العمل البرلماني والديموقراطية بشكل عام، وهو ما جرى فعلا من هبوط في مستوى الحوار من النائب دليهي الهاجري تجاه وزير الصحة د. هلال الساير.
العمل البرلماني يتطلب الرقي والسمو في الحوار، باعتبار ان المؤسسة التشريعية تضم في جنباتها طليعة المجتمع وهي القدوة لبقية المكونات، وكما حض الدستور على التعاون بين السلطات الثلاث (التشريعية، التنفيذية والقضائية) فإن أصدق صور التعاون هو ما يجري بين اعضاء السلطة التشريعية انفسهم وبين بقية اعضاء السلطات الثلاث، لكننا سنخسر كل تلك القيم التي ناضلنا من اجلها اذا كانت القدوة للآخرين عاجزة عن تكريس النموذج الأمثل.
وزير الصحة د. هلال الساير من الكفاءات الوطنية المميزة وممن لهم بصمات في تخصصاتهم لا يستطيع اي من المنصفين تجاوزها، وفي يقيني انه يستحق الشكر على ارتفاعه عن الاساءات، سواء تلك التي حصلت قبل فترة من الزمن من جانب احد افراد الاسرة الحاكمة، رغم تخاذل الحكومة في اتخاذ موقف منها، او تلك التي أتت على لسان النائب الهاجري، لانه بذلك الموقف ضرب مثالا راقياً ارجو ان يستفيد منه الآخرون على كيفية التعامل مع مثل تلك الاساءات.
من المؤسف حقا ان ما جرى من أحد الشيوخ أو ما جرى من النائب الهاجري اصبح سمة ليست فقط حكرا على بعض اعضاء مجلس الامة او بعض المسؤولين، بل تجاوزتهم الى اصحاب القلم ايضا، فتحول النقد والحوار الى سيل من الشتائم المتبادلة فيما بين اصحاب القلم وما بينهم واعضاء مجلس الامة حتى تحولت الساحة الى ما يشبه المعركة.
يسألني بعض الأخوة اذا ما قرأت مقالة الكاتب الفلاني او شاهدت برنامجا في احدى القنوات التلفزيونية لانه تعرض لي في تلك المقالة أو في ذلك البرنامج شتما، وكنت أرد على من يسألني الرد ان هناك مثلا يقول «لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكما».
* * *
ملاحطة:
وصلتني رسالة من مجموعة من المواطنين الخليجيين العاملين كمهنيين في وزارة الداخلية يطلبون فيها تعديل وضعهم حسب الوعود السابقة بتنفيذ ما قرره مجلس التعاون لدول الخليج العربية من مساواة الموظفين الخليجيين بنظرائهم من الموظفين الوطنيين من حيث الراتب والعلاوات والترقيات، خاصة ان هناك بعض الوزارات قد بادرت الى تطبيق الاتفاقيات الخاصة بشأن الموظفين الخليجيين وبتحسين وضعهم الوظيفي اسوة باخوانهم الكويتيين..!