هل أنت مدمن: حتى لو لم تكن على وعي بذلك؟
تتعرض عقولنا إلى هجوم، ليس من كائنات فضائية ولكن بسببنا نحن. جميع الأشياء التي نستخدمها يومياً مثل أجهزة الكمبيوتر والفيس بوك والآي باد والآي بود وغيرها تؤثر على خلايا المخ. كل ما نفعله يومياً يؤثر تأثيراً سلبياً على المخ دون أن نعي ذلك. نحن يومياً نجري مكالمات باستخدام الهاتف المحمول ونرسل الرسائل الإلكترونية ورسائل التويتر والوكزات وغيرها. دعونا الآن من تأثير الأشعة الضارة وغيرها من السلبيات لنركز على تأثير كل هذه الأشياء على قدرة العقل وعملية التشفير الفطرية.
هل أنت تتطور بما فيه الكفاية؟
من المفترض أن عقولنا تقوم بتشفير المعلومات لتستجيب للفرص أو التهديدات. فكر في رجل الكهف، إنه كان إما يستجيب للطعام والجنس (فرص) أو للأعداء والحيوانات (تهديدات). إن المثيرات – مثل التكنولوجيا – تؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من الدوبامين مما يؤدي إلى إثارتنا. ونحن قابلين لإدمان الإثارة والدوبامين كما يقول العلماء. وعندما نفتقد إلى هذه الإثارة نشعر بالملل.
هذا الإنجذاب للإثارة ليس إدمان لمادة محظورة قانوناً. إنها حاجة أكثر ضرراً حيث تصبح تماماً مثل الطعام الجنس. إن علاج إدمان المواد الغير قانونية أسهل من علاج حبنا للطعام، أليس كذلك؟
تقول مديرة المعهد الوطني لإدمان المخدرات: "إن التكنولوجيا تزود عقولنا بأسلاك جديدة". إن آثار الإدمان الغير طبيعي للطعام أو الجنس، والآن التكنولوجيا، آثار سلبية جداً. وتواصل مديرة المعهد قائلة: "نحن نعرض عقولنا لبيئة ما ونطلب من عقولنا أن تؤدي أشياء ليس من الضروري أن تقوم بها. نحن نعلم بالفعل أن كل هذا له آثار ونتائج".
تضحيات تكنولوجية
إن التكنولوجيا تغير طريقة تفكيرنا وتصرفنا. يقول العلماء أن دفعات المعلومات القصيرة تقلل من قدرتنا على التركيز. ورغم علمنا بذلك، نستمر في تعريض أنفسنا لقراءة شريط الأخبار وآخر أخبار البورصة والرسائل الفورية ورسائل المحمول القصيرة وغيررها من دفعات التواصل السريعة والقصيرة.
لقد تعودنا على القيام بأكثر من مهمة في نفس الوقت حتى أصبح تعدد المهام يتم تلقائياً دون وعي منا. يظن البعض أن هذا قد يزيد من انتاجنا لكن الدراسات أثبتت أنه في حالة تعدد المهام:
• لا نستطيع التركيز في شيء واحد
• لا نستطيع استبعاد المعلومات الغير ضرورية
• تقل قدرتنا الإبداعية
• يزيد علينا الضغط
هل تتذكر جميع الحوادث القاتلة التي حدثت بسبب سائقين أو طيارين أو ممارسي الرياضات العنيفة والذين تعودوا على استخدام الهواتف المحمولة ببراعة؟ كل هذا نتيجة لتقصير مدى الانتباه واستنزافنا السريع لقدرتنا على التركيز في شيء واحد.