أخي .... لا تدعني الجأ لغيرك
خلق الله عز وجل الأسرة بأربعة أركان
الأب – الأم – الأبناء ويشكلون - الذكر _ الأنثى
تلك الأركان الأربع لا يمكن استبدالها كمانستبدل الصديق
والرفيق والصاحب والجار
الجيل الماضي الذي هو جيلنا نحن كنا أكثرتلاحماً وقرباً كأفراد
أسرة واحدة والفضل يعود إلى والدينا رحم الله من مات وحفظ
منعلى قيد الحياة
كنا نجتمع ثلاث مرات على وجبات الطعام ، ونتسامر ونستمع
إلى الحكايات ، ننام بأحضان دارنا سوياً ونفيق على أصوات والدينا
التي تبعث بداخلناالأمل باشراقة صباحاً تغرد به الطيور ذكرها وأنثاها
البعض منهم كان يميل إلى الصبيان والبعض الأخر ينعم بالمساواة
في الحب والعطاء ورغم ذلك علمونا أن الأخوة لاتعني تشكيلنا في
وعاء واحد وخروجنا إلى الدنيا من وعاء أماً واحدة وكفى ....
بل تعلمنا أن الأخ يعني السند وعضد الفتاة التي تعتز به وبحمايته
عرفنا الكثير عن الأخوة وما يعنيه " أنا وأخي على ابن عمي "
كنا نقع فلا نصرخ " أم ، أو أب " لإنها تخرج تلقائية ودون وعي
منا ( أخ ) وهي لا تعني شيئاً أخراً غير الأخوة ولو بإيحاء طفولتنا فقط
كنا نتقاسم طعامنا ولعبنا البريء وحين كنا أطفالاً ... تقاسمنا
الغطاء حتى لا نتجرد في الخلاء
عندما يمسح الأخ على رأس أخته تشعر وكأنه يد والدها تداخلت
بين شعراتها لتبث بداخلها الأمان والطمأنينة
تقاسمنا أسرارناوشقاوة طفولتنا وحتى أخطاءنا
حتى العقاب على أيدي والدينا اقتسمناه بكل حب وتفاني بل أحياناً كان
البعض منا يدافع عن الآخر وان أخطأ فقط لكي يحميه من العقاب
لم يكن ذلك لمجرد طاعة الوالدين ولا جبراً لأنهم ذكور ونحن إناث
بل كان حباً مغروساً بقلوبنا الصغيرة التي كبرت وكبر الحب بداخلها
ما الذي يحدث اليوم .... ما الذي تغير ..... الآباء وتربيتهم .....
أم الأبناء ومعصيتهم
أصبحت الرفيقة أهم من الأخت
باتت الزوجة أولاً والأخت ثانياً وربما عاشراً
أين يكمن الخطأ الذي يقود إلى الخطيئة أحياناً ...
والى الكراهية والحقد والضغينةأحياناً أخرى
من المؤكد أن السبب الأول هو الوالدين لأنهم أساس التربية ...
هم من يغرسون نبتة الحب وملزمة الأخوة بين الإخوة بركنيهم
الذكر والأنثى
ابني " إن أخطأ والديك فلا تكون مسانداً لهذا الخطأ .... وان تناسوا
لانشغالهم بأمور الحياةوتوفير الملذات لكليكما فلا تتجاهلوا أنتم
أخوتكم ورسالتكم الأخوية
نستطيع تبديل الرفيق برفيق والصديق بآخر والجار بدار جار
أخرى
ولكننا لا نستطيع استبدال الأركان الأربع التي هي أساس البناء
لكيان الأمة
ابني " لا تدع أختك تبحث لها عن أخ بين الرجال وأنت موجود "
كن لها الصديق لتصدق معك قولها
كن لها الرفيق لتحيط بحبها رفقتها
كن لها الأب إن غاب أبيها
كن لها الأخ الذي تصيح به واليه " أخٍ ... أخٍ ... وآآآآخ "
نحن نعيش زمناً صعباً بسبب التطورالذي طرأ علينا فجأة ...
وللعولمة دورها في حياتنا
أختك الآن لا تقبع في دارها .... بل تعددت الدور واتسعت
دائرة الرفقة فكن أول الرفقاء وأهمهم في حياتها
دعها ترتمي بين أحضانك لتفرغ سيل دموعها وأحتويها
دعها تضع رأسها على كتفك وخفف آلامها
دعها تبيح لك بأسرارها وأحمها من أخطارها
لقد كبرتم وتغير مجرى رسالة والديكم تجاهكم وهنا جاء دورك
لتعمل على رسالة أخوتك يا بني
ابني الحبيب أختك في أشد الحاجة إلى أخوتك النقية وأنت في أشد
حاجتك إليها فلا تكابر ولا تتجاهل أمراً قد تندم عليه لاحقاً
لا تكون الأخ الذي يستشعر أخوته إن أصبحت أخته على
فراش الموت أو فارقت الحياة لأنك سوف تعيش ألم النقص بالواجب
ولحظات ندم لا تقوى عليها بل هي من سيتمكن منك حتى تصبح كخيال موتى
تماسكوا .... ثم تماسكوا ..... ثم تماسكوا ... فهذا هو الإسلام
وهكذا يكون للأخوة معنى في الحياة لكليكما
أختك في حاجة إليك فلا تدعها تبحث عن غيرك