aowd25
مدير الموقع
الأوسمة :
| موضوع: الحب في زنزانة الخوف 25/12/2009, 7:43 pm | |
| شاركونا الحب في زنزانة الخوف
اكتب اليك يا سيدتي لأنك طوق النجاة الوحيد الباقي لي حتى لا أفقد الأمل واستسلم لليأس والانطواء، فهل تجد صرخة شاب مثلي صدى لديك؟ مشكلتي يا سيدتي تتلخص في سؤال واحد: إلى أي حد يجب أن يسمح للأهل بالتدخل في شؤون أبنائهم؟ والى أي مدى يمتد الخط الفاصل بين الخوف والحب... وبين التسلط وحب الإذلال والتحكم؟! فأنا يا سيدتي لا أستطيع أن أتمتع بحريتي مثل زملائي، بل لا أحصل على الحرية المسموح بها لأي شاب عادي، فليس لي أصدقاء ولا معارف وأحيانا أتصفح أجهزة الهواتف النقالة الخاصة بأصدقائي فأجدها مليئة بالأرقام والأسماء المسجلة أولادا وبنات، بينما أنظر الى جهازي فأجد عدة أسماء تعد على أصابع اليد الواحدة، رنة تلفوني شحيحة ورسائلي الهاتفية تكاد تكون معدمة، لا تظني يا سيدتي أنني السبب في هذا، فقد كنت كأي شاب في سني لي العديد من الأصدقاء وكأي شخص طبيعي كان لي صديقي المفضل الذي في الأغلب يصبح صديق العمر مهما تقدم السن بالصديقين لكن هذا الصديق وهؤلاء الأصدقاء جميعاً اختفوا تدريجياً من حياتي حتى تلاشوا تماماً فما الذي يجبر أياً منهم على صداقة شاب ليس لدية أي مساحة من الحرية وكأنه طفل صغير في المرحلة المتوسطة؟ لقد فشلت تماماً في مجاراة من هم في مثل سني في انطلاقهم وحيويتهم وحبهم للمغامرة وكل ذلك بسبب تسلط الأهل، الأهل الذين أحالوا حياتي إلى جحيم لا يطاق، فلا تأخير بعد الساعة العاشرة، الرحلات مع الأصدقاء ممنوعة، السهر خارج المنزل غير مسموح به، الملابس تختار من الأهل الهيئة والمظهر يشرف عليهما والداي فلا اتبع موضة معينة أو قصة شعر بعينها، كل شيء في هيئتي وملابسي وشكلي عادي جداً وأقل من العادي حتى أصبح شكلي وكأن عمري خمسون عاماً ولست في العشرين. أما الأسباب يا سيدتي فهي جاهزة لدى الأهل دائماً وأولها الحرص والخوف وثانيهما لأنني ولد وحيد على خمس بنات وثالثهم أن والدتي لم يعش لها صبيان إلا أنا لذلك فهي تفرط في الخوف عليّ بطريقة غير مقبولة أو مفهومة، حتى بعد دخولي الجامعة رسبت في السنة الأولى بسبب انشغال عقلي وتفكيري بالحرمان الذي أعيشه والسجن الكبير الذي يكاد يمزق ضلوعي، صدقيني يا سيدتي أنا لست متحاملاً على والديّ ولكنني أقسم أنها الحقيقة التي أعيشها، فأنا أرى الشباب والبنات ينطلقون بعيدا عن هذا كله، كلما اقتربت من هذا الجو بين زملائي أشعر كأنهم يتعمدون الابتعاد عني الكل يعاديني ويتجنبني بل ويرفضوني حتى صرت انطوائياً أتجنب النزول للذهاب للجامعة كما أنني بدأت اشعر بأنني غريب عنهم غير قادر على الاختلاط بهم، لقد كنت في الماضي القريب أتجنب إثارة المشاكل مع والديّ ظناً مني أن طاعة الأبوين من طاعة الله، وإدراكاً مني أن الأهل هم أكثر الناس دراية بمصلحتي حتى اكتشفت أنني كنت أخدع نفسي. فالحقيقة هي أنني لم أستطع الاعتراف بضعفي وجبني في مواجهتهم برأيي، لم أستطع أن اعترض على حصارهما المبالغ فيه لحريتي أنني في دوامة يا سيدتي ولا أعرف هل في الحقيقة ما يفعله الأهل هو الصواب؟ لكن ليس بهذه الصورة، إنني أرى المستقبل مظلماً بكل أسف فلم يتبق لي سوى عامين على التخرج وإنهاء دراستي الجامعية وأنا في الحقيقة منطوٍ ولم اعتد القيام بأي شيء بمفردي لأنني لم احتك بالحياة ولم استفد من أي خبرات فكيف لي أن أواجه الدنيا؟ أن كل هذا يثير جنوني وفي النهاية أجد أهلي يسخرون مني ومن فشلي ويصفونني بأنني شخص لا يعتمد عليه. فكيف يطلبون مني ذلك وهم فعلوا بي كل هذا؟ ولماذا لم يجعلوني اعرف الحياة مثلما عرفوها؟ ماذا أفعل يا سيدتي مع أهلي وماذا أفعل لكي أنقذ نفسي من الضعف والاكتئاب الذي أعيشه فإنني في حاجة الى رأيك لتنيري به تفكيري لفعل الصواب.
فهل لديك الحل ساعدني ؟ | |
|