كتب خلود عبدالله الخميس : |
هل يقاس الحب بالوقت؟ سؤال تبادر لذهني وأنا أقرأ روايتي «امرأة وظلان» ورغم أنها صدرت قبل ثلاثة أعوام، إلا أنني لم أسأل نفسي هذا السؤال، والقصة تحكي مفارقات عشق حقيقي بين اثنين دام اثني عشر عاما، فهل للزمن علاقة بدرجة الحب وكميته ونوعيته؟
قد أكون ممن تتعبهم عقولهم تفكيرا، ولكني أحب هذا التعب واخترته على الراحة، فهو ملاذ استجمامي، لأن عقل الإنسان موقع تميزه في خلق الله، ومكان معجزته وسبب مساءلته في الآخرة، فمن قرر أن يمنحه إجازة فبئس القرار، ومن أراد منحه الحياة بالتفكير فنعم الإرادة.
اكتشفت أنه متى ما كان للحب مقياس، فقد معناه وبات عطاء محسوبا ينتظر له مقابل، حتى لو كان هذا المقابل تقديرا من الآخر، فهو يدنس الحب بمعنى العطاء المحسوس، بينما يجب أن يرتقي الحب ويكون منحا، وفي المنح لذة يفهمها المحبون.
أما درجة الحب فهل نستطيع القول إني أحببت بامتياز مع مرتبة الشرف أم ماذا؟ فكيف يكون للحب درجة؟ كذلك نوعية الحب، فهل نصفها بالحقيقي بالتمثيلي أو بحب المصلحة، أو بحب الضرورة أم ماذا؟ كثيرة هي التساؤلات في الحب، ولكني توصلت بتفكيري المتواضع إلى أن الحب حالة فريدة لا كم ولا صفة لها، ولا نوع، وأن الذي يمر بحالة الحب انسان تفضحه ملامحه، وتقود الفضيحة عينيه اللتين تقطران لمعانا وتشعان أملا، وجسده يشي باكتفائه من أي شيء لأنه امتلك كل شيء. سبحان الله! أهذا ما يسمى بالحب؟ شعور بالفرحة الغامرة والرغبة بمشاركة العالم بها؟ العيش بسلام وتصالح وقبول لكل ما قد ينقص السعادة لأن الحب سيعوضه؟ المشاعر غير المشروطة بشيء ولا تنتظر ردا؟ أهذا هو الحب؟ لا ريب في أن الله وصف العلاقة بينه وأهل طاعته بقوله تعالى «يحبهم ويحبونه» وبدأ جل وعلا المحبة بنفسه، فلمن يقول ان الحب معصية، أقول بل هبة ونعمة، وان كانت ممارسة البشر له ادرجته في اللائحة السوداء، فتكريم رب البشر رفعه عنده إلى أعلى الدرجات. أعترف أن فهم ماهية الحب تطلّب مني سنوات عمري، ولكن لذة بلوغها مسحت كل متاعب البحث وآلام التجربة، وتيقنتُ أن حب البشر ان رحل يجب أن نبقي معناه الشهي في داخلنا لا أن نلعن الحب، وعلمت أن ألذ معرفة هي حب الله، ومني لكم الحب كله والأمنيات بعيش المحبين.