المقدمة
إن مخ الإنسان عضو مذهل فعلا
ويمكن أن يعود علينا بالنفع الكبير إذا عرفنا كيف نقويه ونصونه ونحميه من ظهور مظاهر الشيخوخة عليه
وذلك عن طريق الأخذ بأساليب معيشية مناسبة من غذاء وثقافة ورياضة وعادات صحية سليمة
فتعالوا نعرف كيف يمكننا تحقيق هذا الهدف الكبير
لقد بدا الكثير من الناس في الوقت الحالي يعاني من ظاهرة النسيان وضعف التركيز والتوهان ولم يسلم من الأمر الشباب وحتى الأطفال بعد أن كان هذا الأمر منذ سنوات قليلة يقتصر على كبار السن فقط
فإذا كنت أيها القارئ تعاني من هذا الأمر
فصدق أو لا تصدق .........أنك أنت المسؤول عن شيخوخة مخك
وحتى فترة قريبة كنا نعتقد أن خلايا المخ تموت بالألاف كل يوم من حياتنا عندما نكبر ونخطو نحو اشيخوخة ولكن الحقيقة أن هذا المفهوم قد تغير كثيرا خلال السنوات القليلةالماضية
فقد وجد من خلال بحوث ودراسات بالمخ ان
فقد الخلايا يكون محدود نسبيا بالأجزاء العميقة من المخ
ويكون محدود للغاية في قشرة المخ وهي المكان الذي يختص بالذاكرة والتفكير
ولذا صار العلماء يعتقدون أن ضعف الوظائف الذهنية المصاحب للتقدم في السن ليس ناتجا من موت الخلايا العصبية أو هلاكها و
إنما هو ناتج من ضعف كفاءة نقل الرسائل والإشارات الكهربية
بين الخلايا العصبية
والخلية العصبية Neuron عبارة عن جسم صغير مستدير
مزود بنواة neuclus داخلة ويتصل به أهداب متفرعة في إتجاهات مختلفة dendrites وعصب طويل axon
ويقع على هذه الأهداب عدد لا يحصى من الأسطح التي تمثل أجهزة إستقبال حيث تتلقى الإشارات أو المعلومات من الخلايا الأخرى ولذا تسمى مستقبلات receptors وتمر هذه الإشارات التي تلتقطها الأسطح لجسم الخلية حيث تدرس وتفحص ثم تتمر خلال العصب الطويل إلى جسم خلية عصبية أخرى خلال محطة تلاقي synapse بين الطرف العصبي وأهداب الخلية الأخرى وبذلك تنتقل الإشارات العصبية على هيئة موجات كهربية من خلية لأخرى كم بالشكل
في نهاية الطرف العصبي أوعند محطة التلاقي توجد حقائب دقيقة مليئة بكيماويات تسمى بالموصلات العصبية neurotransmitters وهي اللتي تتولى مهمة مرور الرسائل أو الإشارات بين نهاية الطرف العصبي وأهداب الخلية المجاورة
وبالطبع فمن البديهي أنه كلما زاد أعداد الأهداب والوصلات العصبية (محطات التلاقي)والمستقبلات التي تتمتع بها الخلية العصبية زادت بالتالي كفاءة الخلايا العصبية في نقل وتداول المعلومات وبالتالي
زادت ونشطت وظائف المخ وقدراته الذهنية أي أن كفاءة المخ ليس
لها علاقة بحجم المخ أو عدد الخلايا العصبية به
وإليك هذه البشرى العلمية عزيزي القارئ وهي أنه من الممكن أن
ندعم ونعزز جهاز النقل والمواصلات بأمخاخنا أي أن نوفر لأمخاخنا عدد أكبر من الوصلات العصبية والأهداب والمستقبلات من خلال
التغذية السليمة
أي من خلال إمداد المخ بما يحتاجه من مغذيات مختلفة وتجنب ما
يضرة منها
وفي وقتنا الحالى فقد أصبح لدي العلماء أيضا الكثير مما يمكن أن ينصحوا به وذلك لتوفير السلامة والحماية لأمخاخنا ضد الأمراض والإضطرابات المخية ولتعزيز قدراتنا الذهنية والإحتفاظ بعقول شابة وأمخاخ سليمة لأطول فترة من العمر وذلك عن طريق الإهتمام
بالناحية الغذائية
فتعالوا معا نتعرف على بعض هذه النصائح الغذائية
· الأسماك تنشط الذاكرة
يجب أن نعرف جميعا أن هنا نوعان من الدهون
دهون مفيدة للمخ (تحتوي على الحمض الدهني أوميجا 3 )
دهون ضارة للمخ (تحتوي على الحمض الدهني أوميجا 6 )
لقد وجد الباحثون أن الإقبال على تناول السمك وخاصة الدسمة منها مثل التونه و الماكاريل
والسلمون والسردين يعمل على الإحتفاظ
بذاكرة قوية ويقلل من فرصة تدهور الوظائف الذهنبة وذلك لإحتوئها على الحمض الدهني أوميجا 3 من نوع DHA والذي يلعب دور هام في نمووتنشيط مخ الإنسان
· زيت الزيتون ….الصديق الوفي للمخ
يعتبر زيت الزيتون من نوعية الدهون اللتي تفيد المخ وتصون وظائفة وتنشط الذاكرة ويطلق عليها الدهون أحادية الاتشبع monounsaturated وذلك لإحتوائها على مضادات الأكسدة واللتي تحمي خلايا المخ من التأثير الضار للشقوق الحرة عليه (والشقوق الحرة كيماويات في حالة غبر مستقرة ولكي تكتسب صفة الثبات فإنها تحدث تفاعلات ضارة بالخلايا وخاصة في عمق الخلية العصبية)
· مخك يحتاج لزيت السمك فلا تبخل به عليه
وهو نوع مهم جدا من الزيوت اللتي يحتاجها مخك وذلك لإحتوائه على
الحمض الدهني أوميجا 3 من نوع EPA والذي يعمل أيضا على تنشيط
مخ الإنسان
وزيت السمك يفعل الكثير من أجل صحة وسلامة مخك
1-تدعيم أجهزة الإتصال بين الخلايا
حيث يدعم ويعزز كفاءة توصيل الإشارات والذبذبات بين الخلايا العصبية
وهذا ينعكس أثرة في رفع كفاءة الوظائف الذهنية (كالذاكرة والتركيز)
2-زيادة سيولة جدار الخلية
لتبسيط الأمور يمكن القول بأنه إذا كان جدار الخلية العصبية مليئا بدهن "ناشف" فإن ذلك يعوق نقل الرسائل ……..أما إذا كان مليئا بدهن
"طري" فإن ذلك يسهل من عملية نقل الرسائل
وهذا الدهن الناشف غير الصحي يأتي من العديد من الأغذية الحديثة
اللتي نتناولها مثل البطاطس المقلية "الشيبسي" والهامبورجر واللحوم
الجاهزة سريعة الطهو….إلى أخره.
أما الدهن اللين فيأتي من الأسماك الدسمة وزيت السمك ومستحضرات
أوميجا 3
3-محاربة الشقوق الحرة
فتمثل الزيوت السمكية وسيلة دفاع قوية ضد الشقوق الحرة اللتي تهاجم
الخلايا وتدمرها وتتسبب بالتالي في حدوث الشيخوخة والكثير من الأمراض والسرطانات
· نشط ذاكرتك بملعقة عسل نحل
لقد وجد الباحثون أن إنخفاض الجلوكوز يعوق عمل الذاكرة (القدرة
على تخزين المعلومات وإستدعائها )والشيء نفسه يحدث مع إرتفاع الجلوكوز
أما زيادة مستوى الجلوكوز تدريجيا فإنه ينشط الذاكرة والقدرة على
التعلم بصورة كبيرة وذلك يتوافر في عسل النحل وليس في سكر الطعام العادي
ووجد أن تقديم كوب من الليمون المحلى بملعقة عسل نحل لعدد من العجائز أدى للحصول على نتائج أفضل في إختبارات الذاكرة بالنسبة للذين تناولوا كوب من اليمون المحلى بالسكر العادي
· إذا جاعت البطون تاهت العقول فأدركها بوجبة الإفطار
هذا القول السابق صحيح تماما فعندما نجوع ينخفض مستوى الجلوكوز في
كما لوحظ أن الأشخاص الذين يهملون تناول وجبة الإفطار تزيد قابليتهم للإكتئاب والقلق بحوالي الضعف بالنسبة لغيرهم ممن يداومون على تناول وجبة الإفطار
أما عن طعام الإفطار فيفضل أن يحتوي على كربوهيدرات غنية بالألياف مثل الخبز الأسمر والعصائر والغلة "مثل البليلة" والحبب الكاملة أو البقول "مثل فول التدميس" لأن هذه النوعيات تدعم مستوى الجلوكوز في الدم بشكل تدريجي بطئ مما يجعلنا نحتفظ بطاقتنا خلال فترة النهار لأطول فترة ممكنة …..وبصفة عامة فإن تناول أي طعام في وجبة الإفطار أفضل من عدم تناول أي شيء
· إجعل الخل والليمون ضيفين دائمين على مائدتك
يجب أن تعلم عزيزي القارىء أن الكربوهيدرات نوعان
1- كربوهيدرات مفيدة للجسم
وهي التي ترفع مستوى السكر ببطء في الجسم HIGH GI
2- كربوهيدرات ضارة بالجسم
وهي التي ترفع مستوى السكر بسرعة في الجسم LOW GI
مثل البطاطس
ولكن الجميع يشتهي البطاطس وخاصة المقلية منها فما الحل؟؟؟
الحل هو خفض فرصة إرتفاع مستوى السكر للأغذية اللتي ترفع
السكر بسرعة مثل البطاطس وذلك بإضافة مادة حمضية مناسبة لها
مثل الخل أو الليمون وبذلك يمكن تناول البطاطس بمزيد من الإطمئنان
وهذه النصيحة مفيدة جدا لمرضى السكر
الشاي والقهوة هل هما صديقان للمخ أم عدوان له؟؟؟
عندما نتحدث عن الشاي أو القهوة فإننا في حقيقة الأمر نتحدث عن الكافيين والذي يحدث تأثيرات مختلفه بين الناس بإختلاف طريقة تمثيل أجسامهم له وقدرتهم على تحمله
والكافيين مادة منشطه ولكنها مختلفه في طريقة عملها عن غيرها
من المنشطات الأخرى تلك التي تؤدي عادة لخروج كيماويات تزيد
الإنتباه والحضور والنشاط ׳ أما الكافيين فإنه يبطل مفعول مادة كيماوية
موجودة بالفعل في المخ تسمى adenosine وهي المادة التي تقول للمخ
إهدأ يامخ وهيا إخلد للنوم
ومن الأسباب الأخرى التي يفسر بها الباحثون تنشيط الكافيين للذاكرة أنه يتسبب في خروج دفعة واحدة من هرمون الأدرينالين الذي يحفز على
الإنتباه والتركيز كما أنه من ناحية أخرى يحفز على زيادة نسبة الجلوكوز
بالدم والذي يحفز بدوره خروج الموصل العصبي أستيل كولين والذي يحفز عمل الذاكرة
ولقد وجد أن تناول الكافيين بجرعات عالية يصيب الأشخاص العاديين بالقلق والتوتر لذلك ينصح بتناول جرعات قليلة منه يوميا أقصاها إثنين فنجان من القهوة أو الشاي
· خذ بنصيحتي وإشرب الشاي الأخضر
الفرق بين الشاي الأسود والشاي الأخضر هو أن الشاي الأخضر شاي
بطبيعته أو بخيره أما الشاي الأسود فهو الناتج من عمليات كيميائية (أكسدة) يمر بها الشاي الأخضر لجعل لونه أغمق وطعمه أشد فيرضي غالبية الناس الذين يفضلون المذاق القوي للشاي
وهذه العمليات الكيميائية تفقد الشاي الأخضر جزء مهم من قيمته الصحية
ومنها فائدته القوية كمضاد للأكسدة وهي الفائدة التي تقل درجتها في الشاي الأسود
ويرجع المفعول المضاد للأكسدة للشاي الأخضر إلى إحتوائه على مركبات البوليفينولات polyphenols والتي تعتبر من أهم المركبات الغعالة بالشاي الأخضر وإليها يرجع الفضل في فوائده العديدة من توفير الحماية ضد المرض والمساعدة على الشفاء
· أأه من الزبيب ومفعولة
إن عملية تجفيف الفواكه (كالعنب والمشمش) تزيل عن الفاكهة الماء وتزيد
بها مضادات الأكسدة فعلى شبيل المثال نجد أن العنب الأبيض النباتي يتميز بكفاءة مضاد للأكسدة تبلغ447 لكل 100 جرام بينما حين يجف يصل الزبيب فتصل كفائته كمضاد للأكسدة إلى 2830 لكل 100 جرام ونفس الشيء يطبق على الفواكه الأخرى المجففه
وبناءا على ذلك نقول أن الفاكهة المجففه مثل الزبيب والقراصيا أغذية مفيدة صحيا للغاية ولكن لا ينبغي الإفراط في تناولها تجنبا لحدوث زيادة الوزن
· الفواكه والخضراوات.. حاميات الخلايا
من أهم الأشياء التي يجب المحافظه عليها للمحافظه على صحة مخك ومقاومة الشيخوخه توفير مضادات الأكسدة في غذائك اليومي وهي عبارة عن كيماويات طبيعية من الفيتامينات والمعادن والمركبات الأخرى تقوم بمعادلة كيماويات أخرى خطرة تسمى بالشقوق الحرة free radicals والتي تهاجم الخلايا وتحدث بها أضرارا وهلاكا
مما يعجل بالشيخوخة للجسد عامة وللمخ خاصة
إذن فمضادات الأكسدة يمكن تعريفها ببساطه بأنها حاميات الخلايا
وتعد الخضراوات والفاكهة من أغنى المصادر الغذائية بمضادات الأكسدة والتي تتمثل بأنواع مختلفة من الفيتامينات والمعادن وبعض الكيملويات مثل مجموعة الكاروتينويدات carotenoids ومجموعة البوليفينولات polyphenols
كما أنها تعتبر صيدلية غذائية نظرا لفوائدها العديدة
التي يتضح بعضها في الفيديو التالي
فيديو YouTube
· العصائر الشافية
ولكن أنت لست مضطرا لتأكل الفواكه أو الخضراوات بصورتها الطازجة النيئة لتستفيد بفوائدها المضاده للأ كسدة إذ يمكنك تناولها
من وقت لأخر أيضا في صورةعصائر
وأهم الأنواع هي
1- عصير الطماطم
2- عصير البرتقال
3- عصير التفاح
والعصائر الأول والثاني تكاد تتساوى في مفعولها المضاد للأكسدة
أما عصير التفاح فيقل عنها بدرجة بسيطة
السبانخ ….غذاء النبهاء
والفراولة ….لحماية مخك من الشيخوخه
والتوت …..يعيد لك قوةذاكرتك ويحفظ توازنك
عندما يتقدم بنا العمر فإن خلايا المخ لا تعمل بكفائتها الأولى فتقل
بذلك قدراتنا الذهنية مثل القدرة على التذكر والفهم والإستيعاب
والتذكيرويرجع الباحثون السبب إلى الهجوم المستمر بالشقوق الحرة ووجود نقص في الحماية مضادات الأكسدة
كما يرى الباحثون المداومة على تناول الفراولة والسبانخ والتوت بالتحديد للحفاظ على كفاءة الوظائف الذهنية مع التقدم في العمر وتحسين الذاكرة قصيرة المدى مثل تذكر أرقام التليفونات لفترة
طويلة نسبيا وذلك لأنها غنية جدابمضادات الأكسدة
كما أن تناول التوت يحسن القدرة على التوازن الحركي والتحكم عند كبار السن وينصح الباحثون بتناول مقدار مكيال صغير من الفراولة يوميا ومقدار طبق سلطة كبيرة من السبانخ مع خضراوات أخرى
· الباحثون ينصحونك بأكل الطماطم
الليكوبين هو إسم صبغات ذات مفعول قوي ضد الأكسدة ويتم
الحصول عليها من مصدر أساسي هو الطماطم وصلصة الطماطم
ولقد وجد الباحثون أن المخ يستفيد بدرجة كبيرة من الليكوبين وأنه
كلما زادت كميته بالدم زادت بالتالي قوة الذهن ودرجة التركيز
والذكاء والتذكر ولذلك ننصح كبار السن بالإهتمام بتوفير الطماطم
في غذائهم اليومي لمساعدتهم على التمتع بقوة ذهنية أفضل أثناء الشيخوخة
الجزر ليس للنظر فحسب لكنه لقوة جسمك كذلك
نأتي الأن للحديث عن نوع قوي من مضادات الأكسدة وهو
مركبات الكاروتينويدات carotenoids والتي تشتمل على
أنواع عديدة من أشهرها بيتا كاروتين والتي تتوافر في الجزر
والفاكهة والخضراوات الصفراء والبرتقالية عموما
ويذكر الباحثون أن وفرة هذه المادة بالغذاء اليومي تعزز من قوة
المخ لأنها تكون ما يمكن وصفه بغطاء واحد لخلايا المخ ضد
تأثير الشقوق الحرة كما وجد الباحثون أن توافر البيتا كاروتين في
جسم العجائز يحسن من ذاكرتهم فيما يرتبط بالقدرة على إستدعاء المعلومات
مع الأخذ بالعلم أن الغذاء الجيد ليس فقط هو المؤثر الوحيد
على كفاءة عمل المخ بل
إحترس ..فالضغوط النفسية تتلف المخ
لقد وجد الباحثون أن الضغوط النفسية المتكررة أو الدائمة لفترة
طويلة مثل متاعب العمل أو مشاكل الحياة الزوجية تستهلك أنسجة
المخ وتؤدي لتأكل التوصيلات العصبية بين الخلايا وتتسبب
في إنكماش منطقة بالمخ تسمى هيبوكامبس Hippocamus
والتي تمثل مركزا بالمخ لعملية التذكر
ومن ناحية أخرى وجد الباحثون أيضا أن الضغوط النفسية
المتكررة تحفز على خروج الشقوق الحرة التي تهاجم خلايا
المخ وتتلفها
وشغل مخك فيزيد ذكاءك وتنشط ذاكرتك
ويهتم الباحثون أيضا بتأثير الأنشطة الذهنية والتدريبات العقلية
على كفاءة عمل المخ فالذي يعمل على تشغيل مخه ليس كمن
لا يريد تشغيل مخه
وهذا التشغيل نقصد به توفير الإثارة الذهنية من خلال الثقافة
والبحث والتخيل والتحليل والإبتكار وغير ذلك من الأنشطة الذهنية
فقد وجد أن ذلك يحدث تغييرات إيجابية بشكل وبناء المخ من
أبرزها زيادة التوصيلات العصبية بين خلايا المخ وبالتالي زيادة
كفاءة عمل المخ
أمخاخ المتعلمين أقوى من أمخاخ الجاهلين
وجد الباحثون أيضا أن المخ عندما يخضع لعملية التعلم منذ
الصغر ولسنوات طويلة تنشط به الخلايا العصبية وتزيد تفرعاتها
مما يزود المخ بملايين الوصلات العصبية والأهداب الجديدة التي
تنشط كفاءة نقل الإشارات بين الخلايا
بل يرى بعض الباحثين أن الإثارة الذهنية المتكررة من خلال
عملية التعلم والبحث تزيد من أنسجة المخ مما يحسن من نشاط
الذاكرة والفهم والتفكير وتوجد رصيدا قويا من الوصلات العصبية
التي تقاوم تأثير الأمراض التحللية كالزهايمركما وجد أن
مرض الزهايمر يميل للظهور بين المتعلمين وأنصاف المتعلمين
آمخاخ الرياضيين وأمخاخ الكسالى
ليست التدريبات العقلية من خلال عملية التعلم والبحث هي التي
تزيد من نشاط وكفاءة المخ فحسب وإنما التدريبات
البدنية كذلك...
.ولكن ما الذي تفعله الرياضة لأمخاخنا؟؟؟
إليك هذه النتائج التي توصلت إليها الدراسات ::
عندما وضع الباحثون فئران التجارب على على ماكينة تدار
بالدوس كالأدوات الرياضية لاحظوا أن ذلك النشاط البدني
المتكرر أدى لزيادة نمو أهداب الخلايا العصبية وتدعيم كفاءة
إنتقال الإشارات بين الخلايا كما وجد أن هذا النمو العصبي حدث
كذلك في أجزاء المخ التي تتحكم في عمل الذاكرة والتفكير
والتفكير والتحليل والتعلم
كما تؤدي ممارسة الأنشطة الرياضية إلى زيادة تدفق الدم للمخ
وتنشيط الدورة الدموية المخية وينعكس أثر ذلك في زيادة
كفاءة الأنشطة الذهنية
لذا فإننا نؤكد على أن النشاط الحركي والرياضي وسيلة مهمة
لتعيم القوى الذهنية والإحتفاظ بمخ سليم لأطول فترة من العمر
ولكن ...وماذا عن الجينات وعلاقتها بشيخوخة المخ؟؟؟
لقد كان يعتقد في الماضي أن مظاهر الشيخوخة فيما يختص بالمخ
كالنسيان والتوهان وضعف التركيزأمر تلعب فيه الناحية الوراثية
دورا كبيرا
ولكن في الحقيقة كشفت الدراسات الحديثة أن دور الجينات في
حدوث الشيخوخة للمخ لا يتعدى نسبة 30% أما النسبة الباقية فتمثلها العوامل البيئية المختلفة مثل الغذاء والتعليم وإسلوب المعيشة عموما
أو بمعنى ءاخر يمكن أن نعتبر أن الجينات بمثابة أحجار البناء
لأمخاخنا أما العوامل البيئية فتمثل التصميم والتنفيذ لهذا البناء
ووفقا لهذا المفهوم الحديث فإن الأخذ بأساليب معيشية متميزة من
غذاء ورياضه وثقافة وعادات صحية لأخرة يقلل من تأثير مظاهر شيخوخة المخ والعكس صحيح تماما
وأخيرا.....نصيحة غالية للأمهات الحوامل
هل تعلمين عزيزتي الأم الحامل أن مخ طفلك يستطيع أن يصل
إلى أقصى قواه إذا توافرت له الأحماض الدهنية أوميجا 3 في
غذائه وهي التي تتواجد بكثرة في السمك وزيت السمك
وليس ذلك فحسب فقد وجد الباحثون أيضا أن توفير أوميجا 3 في
غذاء الحامل يقلل من فرصة حدوث ولادة طفل ناقص النمو بل
يحفز على ولادة طفل مكتمل النمو وطبيعي الوزن ويتمتع بنمو
كامل للمخ
ويفضل أن تبدأ تغذية الأم بزيت السمك أو السمك أو بأغذية مرتفعة
من أوميجا 3 خلال الشهور السابقة للحمل أي يجب أن يكون
لديها رصيد زيادة من أوميجا 3 قبل الشروع في الحمل
الخاتمة
العقل السليم في الجسم السليم
ولابد من رفع مستوى كلاهما حتى تعيش حياة صحية سليمة
وتستمر في الطريق إلى النجاح والسعادة بلا حدود