كم نوبة قلبية يتحمل الإنسان؟
سؤال طرحه عدد من المهتمين بالأمور الطبية بعد نقل ديك تشيني، نائب الرئيس الأميركي السابق، إلى المستشفى الثلاثاء لإصابته بنوبة قلبية، هي الخامسة التي يصاب بها تشيني، المعروف بمشاكل القلب منذ عام 1978.
يقول خبراء إن إصابة المرء بخمس نوبات قد تبدو كثيرة، لكن التقدم الهائل الذي حققه الطب خلال السنوات الأخيرة أبعد الخطر بصورة كبيرة. فالنوبة القلبية، التي كانت تقتل المرء قبل عشرين عاماً، لم تعد تمثل خطراً قاتلاً هذه الأيام. كما يمكن أن تحدث من دون أن يشعر بها الشخص.
الدكتور غريغ فونارو، الأخصائي في أمراض القلب، قال إن الفحوصات الحديثة لأنزيم «تروبونين»، الذي يفرزه القلب المصاب ببعض التلف نتيجة النوبة باتت في متناول الأطباء في المستشفيات الحديثة وبالتالي صار في إمكان هؤلاء الأطباء معرفة أدق التفاصيل عن حالة القلب، لأن النوبة الخفيفة لا تلحق بالقلب ضرراً يذكر مما يعني أن عمل القلب لن يتأثر بصورة كبيرة.
وبدوره، يقول الدكتور روبيرت كلونر، الأخصائي في أمراض القلب، إن تقدم الطب وعقاقير تجلط الدم والكوليسترول وضغط الدم باتت مجتمعة أشبه بالموانع التي تحمي الإنسان من النوبات القلبية في معظم الأوقات.
وإذا ما حدثت النوبة فضررها في الغالب يمكن أن يكون تحت السيطرة. والأمر هنا يعتمد على مدى الضرر أو التلف الذي تلحقه النوبة القلبية بالبطين الأيسر، الذي يضخ الدم إلى الشرايين.
ويقول الأطباء إن الضرر في هذا البطين إذا وصل إلى حدود 40% تكون النتيجة إما أن يموت المصاب أو يصبح بحاجة لزراعة قلب أو لعلاج طويل الأمد. وبالرغم من أن الاحصائيات لا تشير إلى أصحاب الأرقام القياسية في عدد النوبات القلبية التي أصيبوا بها، فان لدى الدكتور فونارو مرضى أصيبوا بثماني أو تسع نوبات قلبية وما زالوا على قيد الحياة «بل وفي صحة جيدة أيضاً»، بحسب فونارو.